١٠‏/١٠‏/٢٠٠٤، ٥:٣١ م

تحليل سياسي

المناظرة بين بوش وكري، حوار الطرشان

المناظرة التي جرت بين المرشحين للانتخابات الرئاسية الامريكية جورج بوش وجون كري والتي بثت عبر شبكات التلفزيون العالمية لم تتضمن آفاق السياسة الداخلية والخارجية للولايات المتحدة وكانت اشبه بحوار الطرشان.

فكلا المرشحين حاولا كسب الرأي العام الى جانبه من خلال طرح قضايا هامشية.
فالمرشح الديمقراطي جون كري اتهم جورج بوش بالكذب حيال قضية العراق وفي المقابل اتهم مرشح الحزب الجمهوري كري بضعفه في تقييم القضايا الامنية التي تتتعلق بامريكا.
فبوش برر شنه الحرب على العراق بانه يريد ضمان الامن الشامل للولايات المتحدة فضلا عن تناوله للقضايا الداخلية , في حين ان كري عرج على موضوع السياسة الخارجية ومقتل اكثر من الف جندي امريكي في العراق معتبرا هذه القضية ذروة عجز سياسة بوش.
ان الموضوع الجدير بالتأمل والمستنتج من تحليل المناظرة بين بوش وكري هو ان كلا المرشحين يعتبر قضية اسرائيل وتاييد سياساتها القمعية هو اهم ركن في سياسته الخارجية.
ومع ان المناظرة الجافة والرتيبة بين بوش وكري لم تقدم معلومات جديدة الى المشاهدين وخاصة الشعب الامريكي , الا ان هناك اسئلة عديدة قد بقيت عالقة في اذهان شعوب العالم.
فشعوب المعمورة وخاصة في الشرق الاوسط والذي يشكل القسم الاهم من مركز النزاعات العالمية , يتساءلون ما هي الآليات التي سيعتمدها ايا من مرشحي الحزبين الرئيسيين في امريكا لحل مشكلات المنطقة والتصدي للارهاب العالمي في حالة فوزه بالانتخابات الرئاسية؟.
فهل الدعم اللامحدود للكيان الصهيوني واعطاء الضوء الاخضر لاسرائيل للقيام بارتكاب عمليات ابادة ضد الشعب الفلسطيني الاعزل , بامكانه المساهمة على المدى البعيد في تسوية الصراع القائم في الشرق الاوسط؟.
فجون كري وجورج بوش كلاهما قد استجديا في الظروف الراهنة عطف اللوبي الصهيوني من اجل الحصول على اصوات اليهود , ولكن هل يستطيع هذين المرشحين مواجهة التحديات الموجودة في منطقة الشرق الاوسط المتوترة بدون صياغة استراتيجية منصفة لاعادة حقوق الشعب الفلسطيني وتنفيذ قرارات مجلس الامن الدولي؟.
ففلسطين تعتبر احدى اهم مراكز التوتر في العالم وبدون تسوية القضية الفلسطينية بشكل اساسي فان ايا من الرؤساء الجدد في البيت الابيض لن يستطيعوا توفير الامن للرعايا الامريكيين خارج الولايات المتحدة لان التعامل المزدوج للساسة الامريكان مع ظاهرة الارهاب الدولي ستعقد الاوضاع العالمية الحالية.
ومن التحديات الاخرى التي تواجه الرئيس الامريكي القادم هي القضية العراقية.
فالعراق يعد في الوقت الحاضر ثاني بؤرة توتر في المنطقة وان استمرار جيش الاحتلال الامريكي في قتل المواطنين العراقيين سيؤدي بالتاكيد الى ان تواجه القوات الامريكية في العراق تهديدات خطيرة في المستقبل.
وعلى هذا الاساس فان كلا من بوش وكري يجب عليهما اقناع الشعب الامريكي والرأي العام العالمي بالوسائل التي بامكانه حل هاتين الازمتين في الشرق الاوسط والسياسة التي سينتهجها للخروج من الازمة الراهنة في المنطقة في حالة فوزه بالانتخابات الرئاسية.
وفي غير تلك الحالة فان استمرار المناظرة بين مرشحي الحزبين الديمقراطي والجمهوري وتهربهما من معالجة القضايا الرئيسية والسياسة الخارجية وقضية الارهاب الدولي , ستكون اشبه بمسرحية ممثلوها من الطرشان./انتهى/
               حسن هاني زاده - خبير الشون الدولية بوكالة مهر للانباء



رمز الخبر 119759

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha