وذكرت قناة المنار ان السيد نصرالله تطرق في بداية كلمة له خلال إحياء سفارة الجمهورية الاسلامية الايرانية في بيروت الذكرى الثانية والعشرين لرحيل الامام الخميني (قدس سره) ، الى احد انجازات الامام الراحل إبّان الثورة الاسلامية .
وقال "ان الإنجاز الاهم للإمام هو انجاز بناء وإقامة الدولة والنظام البديل عن نظام الشاه وبالتالي تعطيل كل ما يمكن ان يسمى ثورات مضادة اعتادت عليها الادارة الاميركية".
واضاف "مع الامام كان انتصار الثورة كاملا وتاما وكان انجاز الدولة هو الانجاز الاخر والاهم, كان الامام ومعه شعبه امام تحدي بناء نظام جديد يستند الى ارادة وحضارة وثقافة الشعب ولديه القدرة على معالجة الازمات والصمود امام التحديات التي لم تتوقف يوما منذ الانتصار الى اليوم.
وتطرق الى اداء الإمام الخميني (رض) مشيرا الى انه "بعد انتصار الثورة وسقوط النظام كان للامام رؤية كاملة حول النظام ومستقبل وصيغة النظام وقارب هذه الرؤية في كتاب الفه قبل الانتصار ب40 سنة لكنه لم يفرض رؤيته على الناس بل دعا الى استفتاء عام حول هوية النظام الجديد وكان السؤال المطروح على الشعب ما هي طبيعة وهوية النظام التي تريدون؟ نظام ملكي، نظام ملكي دستوري، نظام جمهوري، واذا كان نظاما جمهوريا هل تريدون له هوية عقائدية ام تكفي الهوية الوطنية السياسية العامة والهوية الحضارية الفكرية، وحصل الاستفتاء وشاركت الاكثرية الساحقة وقالت نعم للجمهورية الاسلامية، فهوية النظام اختارها الشعب ولم يفرضها الولي الفقيه".
وشدد على ان "دور الولي الفقيه كان يقتصر على دور المرشد والناظم ولم يفرض اي ارادة ورأي، وفي مرحلة التنفيذ رغم كل الظروف والمخاطر كان يمكن لابسط سبب ان يعلق العمل باحكام الدستور نتيجة التهديدات الكبرى ويعين حكومة تدير البلد طبقا لاحكام الطوارئ لكنه لم يفعل، ولم يعطَّل منذ بداية الدولة اي استحقاق دستوري بالرغم من كل الحروب والتطورات الدولية والاقليمية".
واشار السيد نصر الله الى ان "دولة الولي الفقيه كانت ايضا دولة قانون حقيقية فمجلس النواب المنتخب يعمل ليل نهار ليقوم بصياغة قوانين منسجمة مع احكام الاسلام ترسل الى مجلس صيانة الدستور للتأكد. والجميع خاضع للقانون حتى الولي الفقيه خاضع له ومسؤول عن تنفيذه".
ولفت الى ان "دولة الولي الفقيه دولة مؤسسات حقيقية وهناك فصل حقيقي بين السلطات، والمرشد الولي الفقيه يشرف على السلطات ويمنعها من تجاوز حدودها وصلاحياتها وينسق فيما بينها ويعالج مشاكل التداخل بينها ويقوم بالتوجيه لكن لا يتدخل لا في القوانين ولا في احكام القضاء".
ولفت السيد نصرالله الى انه "في ظل هكذا نظام استطاع الشعب ان يصمد امام الاخطار والحروب وتتحول ايران الى قوة اقليمية كبرى وتحافظ على استقلالها التام وتتقدم على كل صعيد".
وقال "لا يوجد في دولة الولي الفقيه "ستار اكاديمي" بل ان شباب وشابات ايران يذهبون للمشاركة في المسابقات العالمية في الرياضيات والفيزياء والكيماء والطب ويحصلون على اعلى الدرجات".
وعلى صعيد الشأن اللبناني قال الامين العام لحزب الله الى ان "الكل عاش تجارب مؤلمة جدا: تجارب امن الميليشيات والادارات المحلية والكانتونات وخطوط التماس وحصد اللبنانيون النتائج، فلبنان لا يحتمل لا كانتونات ولا ادارات محلية واي امن ذاتي سيكون فاشلا وعاجزا ومأزوما". واكد ان "شرط الاستقرار والتطور هو دولة واحدة حقيقية".
وانطلق السيد نصر الله الى مقاربة مسألة تعديل اتفاق الطائف فقال "كلنا يقول اننا نريد دولة قانون ومؤسسات، هذه الدولة موجودة نسبيا لكن هناك عثرات ومشاكل في طريق اكتمالها، واحدة منها تكمن في نظر البعض في الصيغة او الدستور او اتفاق الطائف, لدينا مشكلة اساسية ان الصيغة السابقة قبل الطائف كانت نتيجة تسوية والطائف حاليا كان نتاج تسوية، ونتيجةً لتركيبة البلد يصعب اعتماد الآليات الطبيعية لتعديل الدساتير، فلبنان صعب ومعقد لذلك امام اي ازمة يفتح هذا الجدال من جديد: الدعوة الى تعديل الطائف وبالمقابل الدعوة الى التمسك بالطائف، والخشية امام اي مطلب اساسي من هذا النوع هي ان نعود الى الاصطفافات الطائفية".
واقترح السيد نصر الله "ان نخرج من هذه الدوامة ونقارب الموضوع بطريقة مختلفة"، واوضح قائلا "تعالوا نتجنب الحديث عن التمسك بالطائف او تعديله، تعالوا نقول لدينا دستور وقانون ونظام ولدينا بعد 20 سنة ثغرات تحتاج لمعالجة ووضع آليات جديدة، فليكن عنوان مقاربتنا لأي مشكلة من هذا النوع تطوير النظام ، لا نريد ان نعود الى الخلف، بل تطوير النظام بعيدا عن الخلفيات الطائفية والمذهبية وماذا تربح هذه الطائفة وتخسر تلك الطائفة".
واكد السيد نصر الله ان "المساعي قائمة ومستمرة واستؤنفت بفعالية ونأمل أن تدفع التطورات الأخيرة الجميع للتعاون والتكافل لحسم هذا الأمر ولن نهدأ قبل ان نصل الى نتيجة"، مؤكدا ان "القيادات السياسية ينبغي ان تدرك جيدا انها تتحمل الان مسؤولية تاريخية". واكد ان "من الخطأ التعاطي مع الامور بمعزل عما يجري في المنطقة وان يتصرف البعض كأن لبنان جزيرة ويغفل عن كل ما يجري حولنا مع العلم انه خطير".
ولفت الى المساعي لتقسيم الدول العربية من اليمن الى السودان وان ما يحضر لسوريا هو التقسيم، "وهذا هو المشروع الاميركي الاسرائيلي مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي يعود بثياب وعناوين جديدة ويجب ان نكون حذرين منه".
من جانب آخر اكد السيد نصرالله ان "النكسة في حزيران 67 اسست لكل هذا الواقع المأساوي والمؤلم للشعب الفلسطيني والشعوب العربية وثبتت هذا الكيان الغاصب، فيما كانت تنتظر الشعوب جيوشها وحكوماتها ومقاوماتها ان تتقدم الى اراضي 48 لتستعيدها فاذ بنا نفقد كل فلسطين واجزاء من الدول العربية".
واشار الى اننا "يجب ان نبقى الى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم ويجب ان تبقى هذه القضية قضيتنا المركزية كشعوب وامة وان نبذل الجهد والمساعدة ليعود هذا الشعب الى دياره خصوصا انه يملك ارادة وتصميم العودة، كما ان مضي السنين وظلم القريب والبعيد لم تنل من ارادة الشعب ورأينا هذه الارادة قبل ايام في مارون الراس ومجدل شمس عندما عرّض شباب صدره العاري لرصاص المحتلين".
وقال سماحته "اخص بالتحية عوائل شهداء مسيرات العودة واقول لهم ان دماء ابنائكم وفتيانكم في مارون والجولان لم ولن تذهب هدرا ، هذه دماء سفكت من اجل احياء امر عظيم وقضية مقدسة وتذكر العالم بحق مسلوب وقضية يراهنون عليكم ان تنسوها وتضيعوها"./انتهى/
رمز الخبر 1327119
تعليقك