وقالت الأمم المتحدة إن الأمن الغذائي لا يزال عند أدنى مستوياته بالصومال منذ عام 1991، عندما انهارت الحكومة المركزية واندلعت الحرب الأهلية، وإن المجاعة في الصومال تعد بين أسوأ المجاعات في العالم.
وقالت وحدة الأمم المتحدة لتحليل الأمن الغذائي والتغذية إن معدلات الوفيات لا تزال مرتفعة للغاية بسبب تفشي الحصبة والملاريا والكوليرا بشكل متواصل، ولقي عشرات الآلاف من الأشخاص حتفهم منذ أبريل/نيسان الماضي، ويتوقع تزايد الضحايا خلال الأشهر المقبلة.
وأضافت أنه رغم أن موجة الجفاف آخذة في الانحسار إلا أن نحو 250 ألف شخص لا يزالون على شفا مجاعة وشيكة، لكنها خفضت من درجة خطورة الموقف في ثلاثة أقاليم هي باي وباكول وشبيلا السفلى، من الدرجة الخامسة (المجاعة) إلى الدرجة الرابعة.
وقالت الوحدة المذكورة إن "المجاعات غير متوقعة في الصومال خلال عام 2012، لكنها حذرت من أن 4 ملايين شخص في الصومال، وهو ما يزيد على ثلث تعداد السكان، سيكونون بحاجة لمساعدات غذائية خلال الأشهر التسعة المقبلة".
وفيما يتعلق بأفغانستان، حذرت مجموعة وكالات للمعونة من أن نحو 3 ملايين أفغاني يواجهون الجوع وسوء التغذية والمرض.
وأرجعت ذلك إلى موجة الجفاف الشديدة التي قضت على حاصلاتهم بينما يهدد مناخ شتوي قارص بتقليص قدرتهم على الحصول على مساعدات غذائية حيوية.
وأوضحت 9 منظمات خيرية من بينها "أوكسفام" و"إنقاذ الطفل" أن شح الأمطار في وقت سابق هذا العام دمر ما يصل إلى 80% من حاصلات القمح في شمال وشمال شرق وغرب البلاد، ولم يترك للمجتمعات الزراعية الفقيرة سوى القليل من الغذاء.
وذكرت أنه مع تضاعف أسعار الغذاء منذ العام الماضي اضطر العديد من العائلات إلى خفض عدد الوجبات أو الاقتراض أو الهجرة أو الحصول على مساعدات ضرورية لإنقاذ حياتها التي باتت محفوفة بالخطر الآن مع بدء تساقط الثلوج بغزارة خلال أسابيع، مما سيؤدي إلى سد الطرق وخطر حدوث انهيارات ثلجية.
وقال المدير الإقليمي في "أوكسفام" مانوهار شنوي إن قرويين أبلغوا المنظمة أن الجفاف هذا العام دمر كل شيء، وليس لديهم مخزون يذكر من الغذاء، وأنهم يشعرون بقلق بشأن اجتياز الشهور القادمة.
وأضاف أن الوقت لا يتيح للمنظمة تزويد المجتمعات بمساعدات هم في أمس الحاجة إليها قبل أن يصعب الوصول إلى مناطق كثيرة بسبب الشتاء وتتساقط الثلوج بالفعل، ويرجح أن تصبح مناطق كثيرة معزولة خلال أسابيع.
وكثيرا ما يؤدي الشتاء القارص في أفغانستان الذي يستمر في الفترة من نوفمبر/تشرين الثاني وحتى مارس/آذار إلى تراكم الجليد بارتفاع 4 أمتار، مما يسد الممرات الجبلية النائية ويترك مئات آلاف القرويين معزولين لشهور.
وبدأ الناس يشعرون بآثار الجفاف مع قدوم الشتاء حيث يقلصون الوجبات، أو يعبرون الحدود إلى باكستان وإيران المجاورتين، أو يقترضون لشراء الغذاء مما يرهقهم بالديون.
ورغم أن الجفاف أصاب 14 إقليما فقط من بينها إقليما فارياب وبدخشان من أقاليم أفغانستان البالغ عددها 34 إقليما، فإن المانحين الدوليين لم يمولوا سوى7% فقط من مستلزمات الإغاثة، استجابة لنداء عاجل أصدرته الأمم المتحدة في أكتوبر/تشرين الأول للحصول على 142 مليون دولار.
وحذر عمال المعونة من أنه إذا لم يستجب المجتمع الدولي وإذا لم يتم تخزين إمدادات المساعدات في المناطق المتضررة في الأسابيع القادمة فإن الأطفال سيواجهون خطر الموت./انتهى/
حذرت الأمم المتحدة ووكالات للمعونة الدولية من خطر المجاعة في كل من الصومال وأفغانستان، بسبب الجفاف الذي يضرب البلدين ويهدد حياة الملايين من السكان.
رمز الخبر 1463431
تعليقك