وافادت صحيفة الانتقاد ان هذه المصادر قالت "إنه بغض النظر عن نتيجة الأحداث السورية، تبقى السعودية هي المرشح المقبل لحركة الشارع، خصوصاً أن أوضاع اليمن لا تناسب الوضع السعودي في حال بقاء علي عبد الله صالح أو تنحيه مع ملاحظة أن الأخير وقع وثيقة تفاهم مع الحوثيين أعداء السعودية الأقوياء في اليمن، كما إن تنحي صالح لمصلحة الحرس الجمهوري في حال حصوله سيؤدي إلى استمرار الاضطرابات الشعبية وزيادة الغضب على السعودية، وهذا أيضاً سوف يؤثر على الأوضاع على الحدود وبالتالي على المناطق السعودية المحاذية لليمن وهي بغالبيتها إسماعيلية أو شافعية لا توالي المذهب الوهابي الحاكم في المملكة النفطية الغنية.
وتعرض المصادر رؤيتها بالقول: "تأتي وفاة سلطان وتعيين نايف ولياً جديداً للعهد تنفيذاً لرغبة الملك التي بُلّغت لأعضاء هيئة البيعة ليصوتوا وفقها، لتؤشر إلى مسار الأحداث التي سوف تعصف بالمملكة بين الأحفاد من الجيل الجديد. وقد بدأت بوادر الانشقاق والخلاف باستقالة طلال بن عبد العزيز من هيئة البيعة، فيما يعدّ تولي سلمان وزارة الدفاع تحدياً لآل سلطان الذين يهيمنون على الوزارة وعلى الجيش منذ خمسين عاماً. ومن المؤكد أن سلمان، المخضرم في السياسة، سيقوم بمحاولة تثبيت نفوذه في صفوف الجيش، وهذا ما سوف يراقبه خالد بن سلطان قائد سلاح الطيران ونائب وزير الدفاع عن كثب وبحذر شديد، بينما يبقى عبد الله وأبناؤه مسيطرين تماماً على الحرس الوطني الذي يقوده متعب بن عبد الله، وهذا الحرس يعتبر جيشاً مكتمل العدة بما فيها سلاحا الطيران والبحرية، وهو متخصص بالعلاقة مع القبائل حيث يتم تجنيد أفرادها في الحرس بالتحديد، وهذا الجهاز يعتبر قوة أبناء عبد الله الضاربة في حال غياب الملك البالغ من العمر 86 عاماً، وسوف يعتمد عليه متعب بن عبد الله وأشقاؤه في الحصول على حصة وفيرة من تركة الآباء في المستقبل.
كل هذا الوضع يبقى في الجانب النظري، بينما الواقع يقول إن موت سلطان في هذا الوقت حيث يمر العالم العربي بأوضاع سياسية مضطربة واشتعال الصراع على السلطة في اليمن، جعل دوائر القرار الغربية تنتظر تحرك الشارع السعودي في أية لحظة.
وتتابع المصادر الفرنسية "أن تحركات الشارع في منطقة القطيف ليست سوى مقدمة للتحرك الشعبي الأوسع الذي لابد من أنه يقترب في السعودية"، كما تلفت إلى "ِاستمرار الاحتجاجات في البحرين رغم التدخل العسكري السعودي والخليجي والتعتيم الإعلامي العربي والغربي وهذا بحد ذاته يعد تحدياً كبيراً للسلطات في الرياض ولابد من أنه سوف يشجع الداخل السعودي على التحرك".
وأضافت المصادر أن "السلطات السعودية تعي هذا الأمر، لذلك تعتمد سياسة اتهام إيران بكل تحرك في الشارع في سعي منها لشد العصب الوهابي والالتفاف على حركة الشارع باتهامه بالطائفية، وهذا ما فعلته في البحرين واتخذته ذريعة لتدخلها في هذا البلد منذ أكثر من ثمانية أشهر".
وفي السياق نفسه ـ وبحسب المصادر الفرنسية ـ يبدو الوضع في الأردن أيضاً قابلاً للتحرك، وهذا سوف يؤثر على السعودية فضلاً عن الوضع المغربي إذ إن الملك متغيب عن البلاد منذ شهر في إقامة فرنسية لم تعرف أسبابها، وختمت المصادر بالقول: "إنها المرة الأولى بتاريخ المملكة المغربية التي يغيب فيها الملك عن حفل عيد الاستقلال في الثامن عشر من شهر تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام"./انتهى/
توقعت مصادر اكاديمية فرنسية واسعة الاطلاع ان "السعودية هي البلد المرشح كي يكون المحطة المقبلة في حركة الشارع العربي المتنقلة".
رمز الخبر 1469234
تعليقك