وقال نوري المالكي في بيان صدر امس الجمعة إن "التصريحات الأخيرة لأردوغان تمثل عودة أخرى لمنهج التدخل السافر بالشأن العراقي الداخلي"، مشيرا إلى أن "تلك التصريحات تؤكد أنه مازال يعيش أوهام الهيمنة في المنطقة".
وأعرب رئيس الحكومة العراقية عن أسفه من أن "تتسم تصريحاته (اردوغان) بالبعد الطائفي التي كان ينفيها سابقا لكنها أصبحت مكشوفة ومرفوضة من قبل العراقيين جميعا"، مشددا على أن "الإصرار على مواصلة هذه السياسات الداخلية والإقليمية ستلحق الضرر بمصالح تركيا وتجعلها دولة عدائية بالنسبة للجميع إضافة إلى أنها منافية لأبسط قواعد التخاطب بين الدول".
وكان رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان هاجم عقب لقائه برئيس إقليم كردستان العراق، مسعود البارزاني، الخميس الماضي، في اسطنبول رئيس الحكومة العراقية، نوري المالكي، واتهمه بإذكاء التوتر بين السنة والشيعة والاكراد في العراق والاستحواذ على السلطة.
كما دعت كتلة العراقية الحرة، رئيس وزراء تركيا، رجب طيب أردوغان، للابتعاد عن الخطاب العرقي والطائفي بشأن العراق، لافتة الى أن العراقيين يستنكرون هذه التصريحات ويرفضون أي وصاية خارجية.
ووصل رئيس اقليم كردستان العراق، مسعود البارزاني، إلى تركيا الخميس 19 نيسان/ابريل 2012 قادما من جولة أوروبية أميركية في زيارة تهدف لعقد لقاءات واجتماعات مع الرئيس التركي، عبد الله غول، ورئيس حكومته، رجب طيب أردوغان، ووزير الخارجية، أحمد داود أوغلو، بالإضافة إلى كبار المسؤولين الأتراك.
وتأتي تصريحات رئيس الوزراء التركي رجب طيب اوردغان ضد المالكي بعد فترة هدوء في الهجمات الاعلامية بين بغداد وانقرة، وبعد بروز ملامح حلحلة للأزمة التي نشبت بينهما على خلفية اتهام اردوغان لرئيس الحكومة العراقية نوري المالكي في (24 كانون الثاني/يناير 2012) بالسعي إلى إثارة ما وصفه "نزاع طائفي" كما حذر من أن أنقرة لن تبقى صامتة في حال أقدمت بغداد على هذه الخطوة كونها لن تسلم منها، فيما رد الأخير معتبراً أن تصريحات نظيره تشكل استفزازاً للعراقيين جميعاً، مؤكداً رفض التدخل في شؤون العراق الداخلية.
وتأتي التصريحات التركية بالتناغم مع التصريحات السعودية القطرية ضد المالكي والتي أتت ايضا بالتزامن مع تسريبات صحافية على خلفية الملاحقة القضائية لنائب الرئيس العراق، طارق الهاشمي، بتهمة الارهاب، والذي هدد من جانبه وبالتناغم مع قائمة العراقية بزعامة اياد علاوي والتعاون مع البارزاني، بحجب الثقة عن حكومة المالكي.
وبدأت العلاقات بين حكومة المالكي وأنقرة تسوء عقب الانتخابات البرلمانية التي جرت في السابع من آذار 2010، حيث اتهمت الأخيرة بدعم ائتلاف القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي الذي يعد الخصم الأكبر للمالكي، كما تجددت الأزمة نهاية العام الماضي، إثر إعراب رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان في اتصال هاتفي مع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن عن قلقه حيال ما وصفه الأزمة السياسية بين السنة والشيعة في العراق، وتحذيره من أن تؤدي إلى تنامي خطر اندلاع حرب طائفية، فضلاً عن حديثه عن "التسلط السائد" في البلاد، حسب زعمه./انتهى/
رد رئيس الحكومة العراقية بشدة على التصريحات التي ادلى بها نظيره التركي رجب طيب اردوغان وانتقده فيها، واعتبرها طائفية وانها ستلحق الضرر بتركيا.
رمز الخبر 1582037
تعليقك