وقال صالحي في لقاء مع قناة العالم الاخبارية : ان قمة عدم الانحياز في طهران جاءت على عكس توقعات ورغبات الكثيرين بتدني مستوى التمثيل فيها، كانت قمة متميزة على مستوى الحضور والقضايا التي تم طرحها لاول مرة من قبل المشاركين ووزراء الخارجية ورؤساء الدول، من المشاكل التي تمر بها دول العالم.
واعتبر ان افضل دليل على نجاح قمة طهران هو ردود الفعل الصادرة بازاء ذلك من قبل الدول المختلفة وكذلك الصحافة العالمية خاصة في الغرب، مشيرا الى ان الصحافة الاميركية اعتبرت ان ايران انتصرت على اميركا في هذا التحدي السياسي الكبير.
وتابع ان ضجيجا اعلاميا وسياسيا غربيا سبق القمة في محاولة لمنع انعقاد القمة، اوالتقليل من مستوى التمثيل بها، لكنهم عجزوا عن ذلك، مشيرا الى ان الوزراء الذين شاركوا في الاجتماع اكدوا له تعرض بلدانهم لضغوط دبلوماسية كبيرة من الغرب لمنعهم من المشاركة او خفض مستوى التمثيل.
وندد بهذه الحرب الدبلوماسية الغربية على ايران واعتبر انها تمثل سلوكا غير لائق وغير محترم من دول تدعي انها دول عظمى، مؤكدا ان عهد شراء الاصوات والترغيب الترهيب في العلاقات الدولية قد ولى.
واشار وزير الخارجية الى ان عدة نقاط مهمة خرجت بها هذه القمة، منها القضية الفلسطينية، واكد انها ليست خاصة بالعرب بل هي قضية الامة الاسلامية ودول العالم، وفي اطار الصراع بين الحق والباطل، والظالم والمظلوم، وكان اهتمام كبير بهذه القضية في المؤتمر.
واوضح : تم تشكيل لجنة فلسطين بمشاركة 15 عضوا، وبرئاسة ايران في نيويورك من قبل، حيث قدم وزير الخارجية الفلسطيني تقريرا مفصلا عن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من جرائم على يد كيان الاحتلال، منوها الى ان ايران ستقوم بنشر هذا التقرير قريبا.
واشار الى ان الازمة الاقتصادية العالمية كانت من بين القضايا التي اهتمت بها القمة، حيث اشار اليه بيان القمة، بالاضافة الى تأكيد دول الحركة ضرورة رفض ومواجهة العقوبات الاحادية التي يتم فرضها من قبل الغرب على اي دولة عضو في الحركة.
واكد صالحي ان قمة طهران كانت متميزة من حيث ما تضمنه بيانها الذي تناول الكثير من القضايا وموقف الحركة منها، معتبرا ان بيان طهران كان استثنائيا ومختلفا عن بيانات القمم السابقة للحركة، حيث تمت الموافقة عليه بالاجماع ودون تحفظ.
وفيما يتعلق بالازمة السورية والتي هيمنت على هذه القمة وطرح المبادرات الايرانية والمصرية والعراقية، اوضح صالحي بان سوريا تعتبر عضو مهم في حركة عدم الانحياز، ومن الطبيعي ان تقوم الحركة بالعمل على اخراجها من ذلك، عبر اتخاذ التدابير اللازمة.
واوضح ان ايران تبنت من قبل مشروعا يتضمن 14 بندا يتبنى مقترحات من الجامعة العربية ومبادرة كوفي انان ويتضمن آراء منصفة وعادلة وحكيمة، من اجل ضم كل الاطراف المعنية الى الحل، وبين ان المقترح ينص على اقرار هدنة وقف العنف وايصال المساعدات الانسانية باسرع وقت، وحل مشاكل الناس المعيشية، بالاضافة الى بنود تتعلق بالمعارضة وغيرها سيتم اعلانها في وقتها.
وحول محاولات بعض الدول المضي بمشروع فرض حظر جوي ومناطق آمنة في سوريا وما الى ذلك قال وزير الخارجية : ان هذا الامر لم يجد اذانا صاغية ولن يصل الى اي غاية، واشار الى ان سوريا اكدت رفضها لذلك جملة وتفصيلا وتعتبر ذلك اعتداء على سيادتها.
ودعا المجتمع الدولي الى حل الازمة السورية بالحكمة والعقلانية، حيث اصبح واضحا ان هناك تهريبا للسلاح من الخارج الى المسلحين في سوريا وفق التقارير الاجنبية الاستخباراتية والصحفية، حول تهريب السلاح والمسلحين للقتال في سوريا وهم ليسوا من السوريين اصلا.
واوضح انه لا دولة في العالم تقبل بان تأتي المعارضة وتستخدم الطائرات والاسلحة الثقيلة في طرح مطالبها، مشددا على ضرورة وقف تهريب الاسلحة والمقاتلين الاجانب، والتكاتف من اجل حل الازمة السورية.
وانتقد بعض الدول الاقليمية لعدم تمتعها بالافق المناسب والوعي لخطورة المرحلة، محذرا من ان تبعات الحرب على سوريا وما يمكن ان تؤدي الى اشعال الفتنة المذهبية وتقسيم سوريا وما الى ذلك ستطال الجميع، وتأتي في اطار سياسة فرق تسد الاستعمارية.
واعتبر ان تغيير الانظمة لا يمكن ان يتم بالعنف المسلح والتخريب، مشددا على ضرورة ان تجلس دول المنطقة مع بعضها وتبحث بشكل جدي ايجاد حل للازمة في سوريا بحكمة ومنطق ونوايا حسنة.
وحول تداعيات كلمة الرئيس المصري محمد مرسي وموقفه من الازمة السورية وتأثيره على اعمال القمة، قال وزير الخارجية : نحن نعيش اليوم في عالم متعدد الآراء وانعقاد المؤتمر في طهران لا يعني يجب طرح الآراء وفق آراءنا الخاصة، مؤكدا ان مصر حرة لتقول ما تشاء، حيث ان حركة عدم الانحياز تضم اكثر من 120 دولة ولا يجب ان تكون هناك حدود للتعبير عن الآراء، نافيا ان تكون ايران ممتعضة ومنزعجة من ذلك.
وحول توقعاته بشأن مستقبل االعلاقات بين ايران ومصر قال : ان زيارة الرئيس مرسي الى ايران تحمل في نفسها رسالة مهمة، بعد 3 عقود من القطيعة بين البلدين، حيث كانت الزيارة بمثابة فرصة، مشيرا الى ان ايران هي البلد الرابع الذي زاره مرسي بعد توليه الرئاسة، بعد اثيوبيا والسعودية والصين، الامر الذي يدل على اهمية ايران لدى الساسة المصريين خاصة المسؤولين الجدد والرئيس مرسي.
واشار الى ان اللقاء بالرئيس مرسي كان وديا جدا، ومطولا، وصريحا للغاية، وشفافا، حيث عبر الجانبان بشفافية عن مواقفهما، وان القواسم المشتركة هي اكثر بكثير مما يفرق الجانبين، مؤكدا انه ومن خلال المزيد من التواصل والاتصالات بين المسؤولين في البلدين فسيتم ردم الهوة التي تسببت بها بعض القضايا العالقة.
وحول حضور وزير الخارجية البحريني في قمة طهران والموقف بين طهران والمنامة قال : ان جميع الدول العربية في الخليج الفارسي شاركت في قمة طهران ومنها البحرين بوزير خارجيتها، ونحن نعرب عن شكرنا لذلك، بمعزل عن موقفنا ورؤيتنا للازمة في هذا البلد، لافتا الى ان ايران تعاملت مع الموقف من منطلق رئاستها لقمة عدم الانحياز وعضوية البحرين في هذه الحركة.
واكد ان رئاسة الحركة يجب ان تكون قادرة على احتضان جميع الاعضاء، مشيرا الى ان ملك البحرين طلب اللقاء مع الوفد الايراني خلال قمة مكة الاسلامية، وقد دار حديث اتسم بالشفافية والصراحة الكاملة، ويمكن ان يؤدي الى انفراجة.
وتابع قالا: ان ايران طلبت من الحكومة البحرينية ان تستجيب لمطالب الشعب فيما يتعلق بالحريات والمواطنة وما الى ذلك، وان ايران مستعدة لبذل الجهود اللازمة للمساعدة في تحقيق ذلك واخراج البحرين من ازمتها دون اي تدخل في شؤون البحرين او اي دولة اخرى.
واشار الى ان تقرير لجنة بسيوني الذي عينه النظام في المنامة اكد ان ايران لا تتدخل في الازمة هناك، واشار الى ذلك السفير الاميركي في البحرين ايضا، موضحا ان ايران تعتبر ان الصداقة بين دول الخليج الفارسي مهما تعمقت فان ذلك سيؤدي الى مزيد من استتباب الامن والاستقرار في المنطقة ويعود بالنفع والفائدة على الجميع.
واعرب عن امله في ان تنتهي الازمة في البحرين باسرع وقت، محذرا من ان استمرارها سيؤدي الى تفاقم الوضع./انتهى/
رمز الخبر 1688255
تعليقك