وأضاف أنه بعد النكبة تأسس لوضع عدواني جديد في المنطقة هو "اسرائيل" ، مؤكداً أن النكبة الاولى أضاعت فلسطين واسست للقضية الفلسيطينة التي تخلى عنها كثيرون وتمسك بها الاوفياء ، أما النكبة الاخطر والاكبر هي نكبة التكفيريين الذين يضيعون شعوبا وحضارة وتراثاً وكل شيء .
وتابع نصرالله: من حق الشعب اللبناني أن يدافع عن ارضه وكرامته وهو أهل ان يتحمل المسؤولية إذا الدولة تتسامح مع الارهابيين المحتلين بقوة السلاح جرد عرسال ، فالتاريخ يشهد ان اللبنانيين الاحرار لم يسمحوا للمعتدي ان يدنس أرضهم.
واردف :"دعوني أقول شيئا واضحا، جاء في سياق كلامي، ولكن أريد أن أحدده وأعيد تحديده، هؤلاء المسلحون من حق اللبنانيين، ومن حق البقاعيين كل البقاعيين من كل الطوائف والمذاهب كل البلدات البقاعية خصوصا، من حق أهل قرى بعلبك ـ الهرمل الشرفاء، والكل شرفاء إن شاء الله، أن يتطلعوا إلى اليوم الذي لا يكون فيه بجرودهم، لا في جرود بريتال ولا بعلبك ولا نحلة ولا يونين ولا جرود عرسال ولا مشاريع القاع أن يكون هناك إرهابي واحد، وأن لا يعيشوا في جوار لا نصرة ولا قاعدة ولا إرهابيين ولا قاطعي رؤوس، وهذا حقهم وهذا اليوم يتطلعون له وهذا اليوم سيأتي، متى وكيف؟ هذا سنظل نخبئه".
واكد "هذا اليوم سيأتي. داخل الأراضي السورية هذا قرار سوري. داخل الأراضي اللبنانية، اذا كانت الدولة اللبنانية والحكومة اللبنانية تتسامح باحتلال أرض لبنانية، احتلال من جماعات إرهابية وباعتداء جماعات إرهابية على جيشها وعلى شعبها وعلى سكانها، فإن الشعب اللبناني لن يتسامح، وإن أهل البقاع لن يتسامحوا وإن أهل بعلبك ـ الهرمل لن يتسامحوا. أهل بعلبك ـ الهرمل الذين ذهبوا إلى الجنوب وقاتلوا الاحتلال الاسرائيلي، الذي سنحتفل بذكرى انتصارنا التاريخي عليه بعد أيام في 25 ايار، ذهبوا إلى الجنوب وقاتلوا، قدموا أعدادا كبيرة من الشهداء هناك، لن يقبلوا باحتلال جرودهم وفي جبالهم وعلى بوابات مدنهم وقراهم، وإذا كانت الدولة لا تريد أن تتحمل مسؤوليتها، فهذا الشعب وهؤلاء الشرفاء سيتحملون المسؤولية، ولن تمنعهم خطوط حمراء من تحقيق هذا الهدف".
ولفت "منذ البداية قلنا نحن ذاهبون إلى معركة قطعا، هذه المعركة بدأت، ولكننا لن نتحدث عن زمانها، ولا سقفها الزمني ولا عن حدودها المكانية ولا مراحلها، قلنا هي ستتحدث عن نفسها، وقد تحدثت".
وأكد "الآن نحن في معركة مفتوحة أساسا في الزمان والمكان والمراحل، ومن حقنا ومن حق أهلنا في البقاع خصوصا بعلبكـ الهرمل، أن نتطلع إلى ذلك اليوم، الذي لا يتواجد فيه جماعات إرهابية، لا في جرودنا ولا على حدودنا ولا على بوابات قرانا ومدننا، هذا هدف مشروع، اعملي له أيتها الدولة اللبنانية، وإلا فالشعب اللبناني دائما كان صاحب المبادرة طوال التاريخ. وهذا الشعب الذي ألحق الهزيمة بالغزاة الصهاينة، مع كل جبروتهم، هو قادر بعون الله عز وجل على إلحاق الهزيمة بهذه الجماعات الإرهابية التكفيرية، مهما كان دعمها، وأيا يكن من يقف وراءها في هذا العالم".
وشدد السيد نصرالله أن ما حققه المقاومون في القلمون هو نصر استراتيجي كبير بدأت تداعياته تظهر في قلق العدو الصهيوني والارباك الكبير لدى الجماعات المسلحة مؤكدا أن معركة القلمون ستكون فاتحة لإنتصارات حاسمة مقبلة .
وقال:"منذ أيام هناك مواجهات متواصلة في منطقة القلمون، بين طرفين: الطرف الأول الجيش السوري ومعه قوات شعبية سورية من دفاع وطني ومن لجان شعبية ومن متطوعين وعدد كبير من أبناء البلدات والمدن القلمونية، والذين قدموا شهداء في هذه المعركة، وأيضا رجال المقاومة الإسلامية في لبنان، هذا فريق، والفريق الآخر هو الجماعات المسلحة في تلك المنطقة وفي طليعتها جبهتا النصرة وداعش في الجهة المقابلة من الميدان، جرود القلمون في سوريا وجزء كبير من السلسلة الشرقية في لبنان وكل الميدان هو عبارة عن مجموعة من التلال والجبال العالية، وقد شاهدتم المشاهد على التلفزيونات والصورة واضحة، والتي يصل بعضها ـ عندما نقول تلال هي ليست تلال بل جبال عالية وشامخة ـ إلى الفين وخمسماية وثمانين متر فوق سطح البحر، مثل تلة موسى، وبالحقيقة قمة موسى أو جبل موسى وكذلك الجبال الأخرى المحيطة التي كلها منطقة جبال وتلال متواصلة، والباقي أيضا يقارب في العلو على إمتداد مئات من الكيلومترات المربعة من الجبال والوديان والتضاريس الصعبة والقاسية.
وأضاف: "استهدفنا عدد من المعسكرات، من معسكرات التدريب ومجموعة كبيرة من المغاور الطبيعية والأماكن لتجميع المسلحين ومراكز للسلاح وللذخيرة، وعدة مصانع لتفخيخ السيارات المسروقة، وشاهدنا أيضا على شاشات التلفزيون عددا من هذه السيارات المفخخة، وعدد من غرف عمليات قيادية والأهم أن هذه المنطقة كانت تشمل وتضمن المعابر لنقل السلاح والمسلحين من عرسال إلى جرود القلمون وصولا إلى منطقة الزبداني ومختلف مناطق الريف الدمشقي. في هذا الميدان أيضا ـ نكمل في الوقائع ـ في هذا الميدان حصل عدد كبير من المواجهات العنيفة في جميع مراحل المواجهة، كانت تؤدي إلى هزيمة المسلحين وإنسحابهم. المعارك كانت تحصل من تلة إلى تلة ومن واد إلى واد، ولننصف حتى عدونا وخصمنا، ليس صحيحا الذي يتكلم عنه في الإعلام أنهم انسحبوا أو هربوا أو "فلوا" أو تركوا، كلا، في كل الأماكن التي كانوا يملكون قدرة القتال فيها قاتلوا، وعندما أدركوا ولحقت بهم الهزائم ووقعت بهم خسائر بشرية ومادية، نعم كانوا ينهزمون وينسحبون أمام الضربات العسكرية".
وتابع: "في النتائج حتى الآن: أنا لا أتكلم عن مرحلة إنتهت ومرحلة بدأت، كلا نحن ما زلنا في قلب المعركة والنتائج حتى الآن: أنا أريد أن أتحدث عن النتائج المباشرة الميدانية، وبالتالي لا أريد أن أتحدث عن النتائج الأخرى، التي هي أكبر وأوسع، يعني مثلا إنعكاس معركة القلمون والانتصار في القلمون على مجمل الصراع في سوريا، أو على مجمل الصراع في المنطقة، أو كيف يتابع العدو الإسرائيلي مجريات هذه المعركة، وبالتالي انعكاس هذه المعركة على المواجهة مع العدو الإسرائيلي، هذا النوع من الأبحاث الآن كبير وإستراتيجي، أنا لا أريد أن أتعرض لها لضيق الوقت، ولكن أريد أن أتحدث عن النتائج المباشرة:
ـ إلحاق هزيمة مدوية بالجماعات المسلحة وخروجها من كافة مناطق الاشتباك، من كل مناطق الاشتباك هم إنهزموا وخرجوا.
ـ استعادة ما يقارب 300 كيلومتر مربع من الأراضي السورية واللبنانية من سيطرة المسلحين. طبعا المساحة الأكبر من الأراضي هي سورية.
ـ تدمير كامل الوجود المسلح في هذه المساحة، من معسكرات ومراكز عسكرية ومصانع لتفخيخ السيارات، وبالتالي القيام بتفجير السيارات المفخخة حتى لا يغامر إخواننا بتفكيكها، واليوم رأيتم، عندما تكون هناك سيارة عليها لوحة لبنانية موضوع فيها 500 كلغ من المواد المتفجرة، يعني أن هذه السيارة كانت ستذهب إما إلى داخل سوريا او باتجاه داخل لبنان، وإن كانت اللوحة اللبنانية مؤشرا أن لبنان هو المستهدف فيها، تم تفجيرها اليوم.
ـ خسائر بشرية ومادية في صفوف الجماعات المسلحة، لا أريد أن أتحدث عن أرقام.
ـ وصل الجرود ببعضها البعض، سواء ضمن المسار السوري أو ضمن المسار اللبناني ووصل الجرود من داخل سوريا إلى الحدود اللبنانية، يعني جرود عسال الورد - الجبة - رأس المعرة. الآن القتال في جرود فليطة. تم وصلها بجرود بريتال- بعلبك - نحلة- يونين، وبالتالي هذه المنطقة كلها صارت متصلة ببعضها البعض، وتطهير هذه الجرود بالكامل من الجماعات المسلحة.
ـ فصل منطقة الزبداني بالكامل عن بقية منطقة المسلحين في القلمون وجرود عرسال، وقطع المعابر بإتجاه الريف الدمشقي. طبعا بالمناسبة، اكبر ممول وممون وعملية تهريب تحصل للجماعات المسلحة حتى في الريف الدمشقي وفي الزبداني وفي أماكن أخرى كلها من لبنان، من لبنان على عرسال ـ مع كل الإجراءات التي عملها الجيش اللبناني ـ يدخل السلاح وتدخل الذخيرة والذخائر والأموال والمؤن إلى عرسال ومنها إلى مخيمات اللاجئين في عرسال ومنها إلى جرود عرسال ومنها إلى جرود القلمون، ومنها إلى كل هذه المناطق. هذا الآن قطع، قطع بإتجاه الزبداني وجزء كبير من الريف الدمشقي.
ـ تحقيق نسبة أعلى من الأمان، يعني أنا لا أريد أن أبالغ، كلا لأكن محتاطا، أنا أقول: تحقيق نسبة أعلى من الأمان للبلدات القلمونية السورية من هجمات المسلحين. كل البلدات التي على امتداد هذه الجرود وخلفها، وكذلك طريق دمشق - حمص.
ـ تحقيق نسبة أفضل وأعلى من الأمان لعدد من البلدات اللبنانية المحاذية للجرود المستعادة، أنا لا أتحدث هنا عن أمان كامل لأنه طالما أن المسلحين موجودون في الجرود اللبنانية، هم الآن صاروا موجودين فقط في جرود عرسال من الجرود اللبنانية، يعني جرود يونين- نحلة -بعلبك- بريتال وصولا إلى الطفيل هم أصبحوا خارجها بالكامل. طالما أن الجماعات المسلحة موجودة في جرود عرسال وموجودة في الجزء المتبقي وهو أقل وأصغر من جرود القلمون السورية ".
وتابع: "نحن إذا حتى هذه اللحظة أمام انتصار ميداني كبير جدا، وأمام إنجاز عسكري مهم وعظيم جدا، ويمكن للخبراء العسكريين أن يشرحوا، يعني هذه ليست من مسؤوليتي أن أقوم بهذا الموضوع، لأنني أنا لا أعتبر نفسي خبيرا، أنا أتعلم من الشباب، أن يشرحوا أهمية وعظمة هذا الإنجاز من الناحية العسكرية والفنية والتقنية، خصوصا القتال في الجبال، نوع القوات التي يحتاجها، حجم القوات التي يحتاجها، خصوصا إذا تكلمنا عن ميدان قتال بطول 30 كلم وبعرض 10 كلم"./انتهي/
تعليقك