وافادت وكالة مهر للأنباء ان آية الله هاشمي رفسنجاني اعتبر خلال استقباله وزير الخارجية الالماني فرانك شتاينماير اليوم الاحد, تبادل الزيارات بين المسؤولين الايرانيين والالمان بعد فترة من الفتور , بانها دلالة على ارادة البلدين لتعزيز التعاون الثنائي.
واكد رئيس مجمع تشخيص صملحة النظام على وجود مجالات واسعة للتعاون بين ايران والمانيا , مضيفا : ان الامكانيات الفنية التي تملكها المانيا والطاقات الفنية لدى ايران , بامقدروها ان تؤدي الى الازدهار التكنولوجي في مجالات التعاون الصناعي.
وتطرق رفسنجاني الى التقارير الصحفية التي ذكرت ان احد اهداف زيارة وزير الخارجية الالماني الى الشرق الاوسط هي السعي للحيلولة دون زعزعة الامن , وقال : يجب الالتفات الى ان الارهاب في الشرق الاوسط استقوى وبات في حالة هجومية , ومن اجل اجتثاث هذه الظاهرة المشؤوم , هناك حاجة الى التحلي باليقظة السياسية والقيام باجراءات حكيمة.
واكد على امكانيات وتجارب ايران في مكافحة الارهاب , وقال: بعد انتصار الثورة , فان اول مشكلة واجهت الشعب والنظام , هي الاعمال الارهابية , حيث استطعنا بعد عامين من ضمان امن البلاد.
واشار رفسنجاني الى انتشار الارهابيين في افغانستان والعراق وسوريا وليبيا ونيجيريا والصومال واليمن وعدد من الدول الاخرى , وقال : ان على عقلاء العالم عدم التعاطي مع هذه الظاهرة ببساطة , لان مكافحة الارهابيين يستلزم تعاونا شاملا لمنع انتشار الارهابيين ومن ثم اجتثاثهم.
وحول اعراب وزير الخارجية الالماني عن قلقه بخصوص الخلافات بين ايران والسعودية وتأثيرها على تباطؤ محاربة الارهابيين في المنطقة , قال رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام : ولو ان قلقكم له ما يبرره نظرا لتأثير البلدين في العالم الاسلامي , ولكن تجربتنا تؤكدا بانه بالامكان حل الخلافات , والاستفادة من طاقات البلدين في محاربة الارهابيين.
وتطرق رفسنجاني الى التقلبات التي شهدتها العلاقات بين ايران والسعودية في السنوات التي تلت الثورة الاسلامية , لاسيما في فترة الحرب المفروضة التي شنها العراق على ايران , اذ كانت السعودية تقدم المساعدات المالية والتسليحية والاستخباراتية الى الجيش البعثي , لافتا الى الفترة التي ترأس فيها حكومة البناء وسياسة الجمهورية الاسلامية بازالة التوتر , وقال : نظرا الى القواسم المشتركة الاسلامية ومصالح البلدين في المنطقة والعالم الاسلامي , فان بعض حكام السعودية الحاليين يتعاملون بشكل ناشئ , وبالامكان تنبيههم بان ايجاد التوتر في المنطقة لايخدم اي بلد.
وتطرق رفسنجاني الى الاجتماعات والتوافقات التي عقدها مع الملك عبدالله , واشار الى الاتفاق على تشكيل لجنة علمائية , وقال : اذا كانت تلك اللجنة قد تم تشكيلها وبدأت العمل , لما سمح للارهابيين الوهابيين بـاستفزاز مشاعر الشعبين , وتأجيج الخلافات.
واعتبر مناسك الحج واجب ديني للمسلمين واشار الى وجود الاماكن الاسلامية المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة , وقال : ان حكام السعودية بامكانهم الاستفادة من هذه الفرصة لتعزيز علاقاتهم مع جميع الدول الاسلامية وخاصة مع ايران , ولكن للأسف وقعت العام الجاري احداث في مكة جرحت مشاعر جميع المسلمين.
واجاب رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام على سؤال وزير الخارجية الالماني حول ماهي الآلية العملية لاذابة الجليد في العلاقات بين ايران والسعودية , قائلا: ان ذلك يتطلب اولا وجود ارادة اوسع من الالاعيب السياسية , وثانيا الانتباه الى الاضرار المحدقة بالعالم الاسلامي والناجمة عن الخلافات , وأهمها ضمان أمن الكيان الصهيوني المزيف بغية استمرار جرائمه ضد الفلسطينيين المظلومين.
واشار رفسنجاني الى تاريخ تأسيس الكيان الصهيوني ودور بعض الدول الاوروبية في هذا المجال , وقال : ان الغربيين ادركوا مخاطر وجود الصهاينة في اوروبا , لذلك قاموا بابعادهم من بلدانهم , وتعريض حياة شعوب الشرق الاوسط للخطر , وفضلا عن ارتكاب الجرائم السافرة ضد المسلمين , فان الصهاينة يقفون وراء العديد من الاحداث المريرة في المنطقة , وخاصة في سوريا.
واشار رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الى نفوذ اللوبي الصهيوني في الدول الغربية وخاصة في البرلمان الامريكي , موضحا ان الصهاينة حاولوا مع المتطرفين في امريكا واوروبا عرقلة الاتفاق النووي بين ايران والمجموعة السداسية , ومازالوا لحد الآن لم يتخلوا عن محاولاتهم اليائسة.
من جانبه اعرب وزير الخارجية الالماني في هذا اللقاء عن ارتياحه للتوصل الى الاتفاق النووي بعد 10 سنوات من المتابعة , وابدى ارتياحه لملاقاة رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام للاستفادة من تجاربه لدوره في جميع مراحل الثورة الاسلامية.
واشار شتاينماير الى الاجتماع التحضيري لمؤتمر ميونيخ الامني في طهران ومحادثاته مع وزير الخارجية الايراني , وقال : يجب التخطيط على اساس المشتركات العالمية حتى لا تحول مصالح أي بلد من المشاركة في المكافحة الشاملة للارهاب.
وضمن اشارته الى الاوضاع في سوريا اكد وزير الخارجية الالماني على وحدة اراضي هذا البلد , وقال : ان الخلافات السياسية بين ايران والسعودية ادت الى تقوية الارهابيين في المنطقة , واذا كان هناك تنسيق بين هذين البلدين الاسلاميين الكبيرين ، فان باقي الدول الاسلامية ايضا ستتخلى عن خلافاتها السياسية وتتفق على محاربة الارهابيين.
ووجه شتاينماير كلامه الى آية الله هاشمي رفسنجاني قائلا: ان العالم يعتبركم عاملا لايجاد وتعزيز علاقات الجمهورية الاسلامية مع العديد من الدول , وخاصة السعودية , واستنادا الى ذلك , نتوقع منكم الاستفادة من تجاربكم لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
وفي ختام اللقاء اكد وزير خارجية المانيا , عزم بلاده على تنمية مجالات التعاون مع ايران , معربا عن تمنياته بان يستفاد البلدان من امكانياتهما لتعزيز قاعدتهما الاقتصادية./انتهى/
تعليقك