١٨‏/٠٩‏/٢٠١٦، ١١:١٠ ص

الدولارات السعودية... ماذا تركت لمكة وأهلها؟؟!

الدولارات السعودية... ماذا تركت لمكة وأهلها؟؟!

نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريرا مطولا عن أحول أهم المدن في العالم الاسلامي "مكة المكرمة"، حيث تسعى السعودية الى تغيير هذه المدينة المقدسة وتحويلها الى مدينة يسوده جو المادة الجاف الذي يفتقر لكل أنواع الثقافة والحضارة التي كانت تتمتع بها هذه المدينة.

وأفادت وكالة مهر للأنباء أن صحيفة الغارديان البريطانية تطرقت في تقريرها هذا  الى واقع أهم مدينة في العالم الاسلامي "مكة المكرمة"، حيث يعاني أهلها شتى أنوع القهر والعوز وقد تم تخريب وهدم قسما من الجانب القديم من المدينة بحجة مشاريع توسيعة تهدف لجلب السياح.

وأشارت الصحيفة الى أن السلطات السعودية قد أجبرت السكان المحليين على الهجرة بعد أن هدمت البنى التحتية لمنازلهم بحجة البناء من جديد والمشاريع الاخرى التي لا تنفع المواطن العادي بشكل من الأشكال.

 وأشارت الصحيفة البريطانية الشهيرة أن مكة هذه الأيام تستقبل قرابة مليوني حاج من شتى بقاع العالم وقد أوشكت فعاليات الحج على الانتهاء وبالفعل قد غادر بعض الحجاج الى أوطانهم بعد أن قضوا ليال في أكبر " مدينة خيمية" في العالم.

وتذكر الصحيفة أنه ورغم ان الحجاج عندما يرفعون أعينهم الى السماء يرون منارات بيت الله الحرام الا إنهم يشاهدون بجانبها "برج الساعة" الذي يحتوي على فندق من الطراز الراقي بالاضافة الى المحال التجارية الكبيرة، ويعتبر هذا البرج ثاني أكبر برج في العالم ما يجعل الكعبة لا تلفت الانتباه بالمقارنة مع هذا البرج الشاهق الطويل.

ومن المقرر أن يتم في العام القادم بناء فندق " "ابراج كوديا" بالقرب من المسجد الحرام  (يبعد عنه كيلومتران فقط) وسيكون هذا الفندق اكبر فندق في العالم ويحتوي على 12 برجا ولكل برج 45 طابقا.

وتعتبر الصحيفة أن أكثر ما يسئ الى سكان وأهالي مدينة مكة هو التغيير الحاصل على هوية هذه المدينة التاريخية والمقدسة في عيون ملايين من المسلمين في شتى بقاع العالم.

ويرى تقرير الصحيفة أنه ونظرا الى تراجع أسعار البترول أصبح الحج يحظى بأهمية حياتية لدى الحكومة السعودية وأصبح المفتاح الرئيسي لتحريك عجلة الاقتصاد السعودي، ما يجعل الاهتمام به وبعائداته متزايدا لدى الحكومة السعودية وبالتالي تحميل المزيد من الضغوطات على السكان في مدينة مكة المكرمة لاسيما اولائك الذين يقطنون بالقرب من الحرم المكي الشريف.

ولم يبقى في الوقت الراهن سوى العدد القليل من الأبنية في مكة التي تعود قدمتها الى ألف عام، حيث تم تخريب وازالة أكثر هذه الأبنية لتحل مكانها أبنية حديثة، من هذه الأبنية التي أزيلت هي " قلعة العثمانيين" الشهيرة وقد هدمت من أجل بناء " برج الساعة" القريب من المسجد الحرام في مدينة مكة.

كما أصبح بيت السيدة خديجة عليها السلام مكانا لدورة المياه، هذا بالاضافة الى عشرات الأبنية والأحياء القديمة التي هدمت لأهداف ومشاريع توسيعة تقوم بها السلطات السعودية.

ومن بين 15 حيا قديما في مكة لم يبقى سوى  حيين اثنين فقط، حيث سوّي 13 عشر حيا بالارض وبنيت مكانها محال تجارية ودور اقامة للسياح وفنادق و... .

ولا يوجد أحد أكثر من المعماري "سامي عنقاوي" لديه علم ومعرفة بحجم التغيير الذي طرأ على هيكلة مدينة مكة المكرمة بفضل المشاريع الحكومية للسلطات السعودية، ويعتبر سامي عنقاوي من اقدم المعماريين في مكة حيث انه عاش ومنذ طفولته يمارس هذه المهنة التي تعتبر مهنة وراثية في عائلته.

وقد تم هدم منزل عائلة عنقاوي الذي يقال عنه بأن منزله كان موضع ولادة الرسول الأكرم وذلك في أول مشروع توسعي لمسجد الحرام في خمسينيات القرن الماضي.

وفي مقابلة اجرتها معه صحيفة الغارديان البريطانية قال أقدم معمار سعودي أن السلطات السعودية تحاول تغيير هوية هذه المدينة المقدسة وتحويلها الى مدينة تسودها أجواء المادة التي تفتقر لكل أنواع الثقافة والحضارة التي كانت تدين بها هذه المدينة التاريخية.

ويعتقد " جواهر السديري" الاستاذ الجامعي السعودي والذي يحاضر في جامعة "هارفارد" الأمريكية أن سكان مدينة مكة المكرمة عليهم أن ينظموا حياتهم مع ظروف هذه المدينة، حيث أن مسؤوليها يسعون بشكل حثيث على تغيير صورة هذه المدينة وقد ادت هذه السياسات الى نشوب خصومات وعداوات في المجتمع السعودي.

والاستاذ الجامعي " جواهر السديري"  الذي قام بالكثير من الدراسات التي تبحث دور المشاريع التوسيعة للحكومة السعودية على حياة المواطن العادي في مكة، أشار الى أن الاقتصاد الحالي في مكة تديره العوائل التي تمتلك محال ومواقع تجارية، مؤكدا أن غالية السكان الاصلين لمكة قد خرجوا منها للعيش في أطراف مكة وليس بداخلها بعد أن ضيقت عليهم الشركات العملاقة سبل العيش.

وتابع أن أهالي مكة القدامى يقومون بتأجير بيوتهم للحجاج القادمين من خارج السعودية ويفضلون العيش خارج هذه المدينة القديمة والمقدسة./انتهى/

 

رمز الخبر 1865421

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha