وكالة مهر للأنباء- محمد مظهري: توجه الرئيس حسن روحاني اليوم إلى عمان في حين كان قد زار السلطان قابوس بن سعيد ايران على رأس وفد سياسي اقتصادي يضم وزير الخارجية ووزير النفط العماني بعد عشرين يوما من انتخاب روحاني رئيساً للجمهورية الإسلامية، زيارة حملت الكثير من المعاني على الصعيدين العالمي والاقليمي.
لا يخفى على أحد ان علاقات ايران مع عمان، باعتبارها جارة قريبة، تحظى باهمية بالغة حيث أكد مسؤولو البلدين مرارا وتكرارا على الموقع الاستراتيجي لطهران ومسقط في الخليج الفارسي ودورهما في ارساء الأمن والإستقرار في الإقليم ،نظراً الى قدرات البلدين في المجالين السياسي والاقتصادي.
وتزداد أهمية هذا التعاون نظراً الى موقع مضيق هرمز الجيوسياسي -باعتباره ممرا رئيسيا حيويا لتوفير الطاقة اللازمة لاقتصاد العالم- وكذلك وجود جزر وموانئ عديدة تلعب دورا هاما في عملية التصدير والاستيراد لكلا البلدين ولاسيما أن ايران تنظر إلى عمان كدولة وقفت إلى جانبها في أشد الظروف وخلال فترة العقوبات الظالمة التي فرضها الغرب على ايران وحافظت على علاقاتها التجارية والسياسية مع طهران وكذلك أدّت دوراً بناءاً خلال المحادثات النووية بين ايران والدول الست الكبرى.
تتمتع عمان بأمن واستقرار مستديم وسط منطقة مضطربة وهي في طليعة الدول التي تخدم الأمن الاقليمي والدولي وبامكان ايران تطوير مستوى التعاون معها في مجال النقل والمواني والجمارك بسبب تواجد الشركات الدولية فيها، ونظراً لحجم التبادل التجاري بسيراف وصحار، وهو ما يمهد الطريق لتسهيل عملية الاستيراد والتصدير من خلال سلطنة عمان كبوابة الى التجارة العالمية، بينما يرى الخبراء الاقتصاديون أن التبادل التجاري بين السلطنة وايران مازال دون المستوى المطلوب، ولا يليق بحجم العلاقة السياسية بين البلدين وعلاقة الجوار والموقع الجغرافي الذي يتمتع به البلدان.
وإن عزم ايران وعمان على تنمية التعاون وتطوير العلاقات الثنائية يدخل السلع الايرانية الى اسواق الخليج الفارسي كما يساعد ايران على تسويق منتجاتها في الدول الافريقية عبر بوابة عمان.
مضافاً الى ذلك التقاطعات الثقافية والدينية التي تربط بين البلدين وتأكيد السلطنة العمانية دوماً على الدور الايراني البناء في الإقليم يثبت أن آفاق علاقات البلدين مشرقة ومشجعة للغاية.
من جهة أخرى تعتبر عمان الجمهورية الإسلامية دولة مهمة وعريقة ومؤثرة في المنطقة تسعى لتحقيق الأمن والإستقرار الإقليمي والدولي كما ان ايران بدورها تريد تعزيز مستوى التعاون مع الجانب العماني في مختلف المجالات الأمنية والسياسية والإقتصادية.
باختصار، فإن زيارة الرئيس حسن روحاني إلى مسقط مؤشر واضح على مكانة عمان الإستراتيجية في السياسة الخارجية الايرانية وتأكيد متجدد على العلاقات الطيبة التي تسود بين البلدين.
يمكنكم متابعة الكاتب عبر تويتر : epicoria@
تعليقك