وبخصوص الغارة التي شنها سلاح الجو العراقي على معاقل داعش في مدينة البوكمال السورية صرح الخبير السياسي والاستراتيجي غالب قنديل لوكالة مهر للأنباء ان هذه العملية تعد انعطافة كبيرة في الحرب على داعش وايضا في مستوى التنسيق السوري العراقي في ادارة هذه الحرب ضد الارهاب في المنطقة، مؤكداً ان المعركة ضد داعش في العراق وسوريا في الوقع معركة واحدة حيث ان داعش والنصرة والقاعدة وكل فصائل الإرهاب التي تضرب سوريا تستهدف العراق في آن واحد.
واضاف غالب قنديل لـ وكالة مهر للأنباء، ان التنسيق والعمل المشترك على هذا النحو هو مؤشر على ان المعركة تدخل فصولاً اشد حسماً ممّا كانت عليه في السابق مضيفاً أن الإنجازات المهمة التي حققتها القوات العراقية باتت تسمح لها بمد يد التعاون والعمل المشترك مع الجيش السوري ومن الواضح ان أطر التنسيق كانت مدار بحث بين دمشق وبغداد خلال زيارات واتصالات تمت بين الحكومتين في الفترة الماضية واكد على أن لايران دوراً في التمهيد والتاسيس لمثل هذا التعامل البناء.
واعتبر غالب قنديل ان هذه العملية تعتبر نقطة انطلاق لتعاون سوري عراقي، مضيفا ان هذا التعاون يفرض نفسه بالاصل لأن الإرهابيين يتواجدون قرب المناطق الحدودية المشتركة ولديهم معاقل هناك.
وشدد الخبير الاستراتيجي على ضرورة إنشاء وحدة عمل شاملة برية وجوية بين الجيشين العراقي و السوري في محاربة الارهاب حيث انها تتيح افضل الفرص للقضاء على داعش وتحرير المزيد من المناطق السورية والعراقية ومنع اي تسرب من جدران الأمن والحماية التي يقيمها الجيشان داخل البلدين.
وصرح غالب قنديل لـ وكالة مهر للأنباء، ان هذه العملية تمت بتنسيق سوري عراقي والحديث حول ضوء اخضر أمريكي ليس صحيحاً بتاتاً، لكن هناك طلب والحاح ايراني لتحقيق مثل هذا التعاون بما انه يصب في اتجاه المصلحة العامة والمشتركة بين دول المنطقة مبيناً ان القيادة العراقية مدركة لهذه المصلحة وانها عملت على مد خطوط التعاون وكانت سوريا مبادرة لطلب التعاون في اكثر من مجال ولكن كانت هناك ظروف عراقية شديدة الصعوبة والتعقيد تحول دون هذا التعاون.
وشدد الخبير الاستراتيجي على ان هذه النقلة النوعية للجيش العراقي ستؤمن فرصاً افضل للتحكم بالحدود والممرات وبالمجال الحيوي الذي ينعكس على امن العراق واضاف انه من المعروف تماماً ان الإرهاب بالاصل عابراً للحدود و سيطرته على مناطق من سوريا يجعل خطر ارتداده الى داخل العراق قائماً وماثلاً في اي وقت.
وتابع حديثه منوهاً بالتصريحات الامريكية حول تزويد الجيش العراقي بمعلومات حول هذه الغارة قائلا" ان الامريكي يريد ان يستلحق دوراً لنفسه من خلال مثل هذه البيانات ويريد ان يقول أن هذا الامر تم بعلمنا".
وفي سياق امكانية التمهيد الامريكي لهذه الغارة سيما مع الأخذ بعين الاعتبار الزعم الامريكي لوضع خطط جديدة لمحاربة الارهاب في الشرق الاوسط، صرح غالب قنديل لـ وكالة مهر للأنباء "في حال ان تم تزود الجيش العراقي بمعلومات استخبارية حول هذه الغارة من قبل الاستخبارات الامريكية ، فهذا الأمر قابل للتفسير ضمن المنطق الذي تحدث عنه الرئيس الامريكي دونالد ترامب من انه يولي اولوية في الإهتمامات لضرب داعش وهو تحدث بلغة تركت الانطباع بأن لديه الاستعداد لتعاون مع الدولة السورية والجيش السوري عندما قال ان الرئيس بشار الأسد يقاتل داعش وليس همنا اليوم ان نزيحه. وعندما تحدث بهذه اللغة فإنه كان يؤشر الى تبدل في الموقف الأمريكي عن ما كانت عليه الأمور في زمن ادارة اوباما".
وشكك غالب قنديل في مصداقية الموقف الأمريكي واصفاً موقفها بالغامض حيث لا يمكن اطلاق حكماً مبكراً على اساس بيان لم تؤكد صحته بعد، مشيراً الى الحملة التي شنتها الادارة الجديدة للولايات المتحدة على ايران سيما ان ايران هي القوة والعصب الأساسي في المحور الاقليمي الذي يحارب الارهاب في المنطقة.
وفيما يخص دور الحشد الشعب في تنسيق مابين سوريا والعراق، اكد غالب قنديل ان لا احد يستطيع عزل الحشد الشعبي العراقي سيما بعد ما اثبت هذا الحشد جدارته العالية في القتال ضد الارهاب مشيرا الى الدور المهم الذي يؤديه الحشد الشعبي في المعارك التي يخوضها العراق ضد معاقل الارهاب، مضيفا ان القيادة العراقية هي من يقرر اي من الوحدات يمكن ان تتولى التنسيق مع الجيش السوري ويمكنها الدخول الى الاراضي السورية باتفاق مع الدولة السورية.
واختتم كلامة قائلا "ان الدور العراقي هنا يسجل تميزاً نوعياً باعتباره دور اخوي وشقيق ينطلق من المصالح المشتركة والتفاهمات المبنية على هذه المصالح، مقابل دور عدواني جلف استفزازي يلعبه اردوغان وقواته على الاراضي السورية"./انتهى/
أجرت الحوار: مريم معمار زاده
تعليقك