الوحدة 8200، إرتبط اسمها بكثير من الإختراقات الإستخباراتية والتجسسية. إنها الوحدة السرية – العلنية في الجيش الاسرائيلي وتقع تحت سيطرة الجيش الاسرائيلي وهي اليد الإلكترونية للموساد.
إنها الوحدة المقتدرة الكترونيا في فيلق المخابرات الاسرائيلية. وهي أكبر وحدة في الجيش الاسرائيلي، مؤلفة من آلاف الجنود الإلكترونيين، (أكثر من 10000) وهي أكبر من البحرية الاسرائيلية.
مهماتها كثيرة ومتنوعة، والأساسية منها جمع المعلومات الإستخباراتية، الإتصالات، التشفير وفك الشيفرات، والسيطرة الإلكترونية. إضافة الى إختراق وسائل إتصال "العدو" وتحديدها جميعا.
من إنجازاتها، القدرة على تحميل فيروسات تصيب الكومبيوترات وأجهزة الهاتف الذكية، والسيطرة على الكاميرا وجهاز الصوت والقدرة على تحديد مكان أي حامل للهاتف من خلال قدرتها على زرع هذه الفيروسات التي تسيطر على الجهاز كلياً فيما لا تترك أثراً يرى بسهولة.
تنقسم الوحدة إلى عدد آخر من الوحدات المختصة بأمور إلكترونية تجسسية، وتدير هذه الوحدة شبكات تجسس عالمية وهي تشارك في كل الأعمال الإستخباراتية الإسرائيلية. أما مركزها فهو تل أبيب ومن مراكزها الأخرى مركز في صحراء النقب الذي يحوي أحد أكبر مراكز "الإستماع" في العالم. وهي قادرة على إعتراض الإتصالات الهاتفية، الإيميلات والمراسلات الإلكترونية، وحتى تحليل بيانات هائلة من الإنترنت. وجنودها يتحدثون الكثير من اللغات خاصة العربية والفارسية والإنكليزية.
وحدة 8200 بالإشتراك مع وكالة الأمن القومي يُعتقد أنها المسؤولة عن فيروس “StuxNet” الذي اخترق بعض الحواسيب في عدد من المنشآت النووية الايرانية، وسبب ضررا في أجهزة الطرد المركزي.
اضافة الى مهماتها في التعرف على شيفرات حزب الله وإختراقها فان أبرز طموحات هذه الوحدة اليوم هو إختراق الأجهزة الإلكترونية الخاصة بصواريخ الحزب البعيدة المدى. ما يعطيها سيطرة على اعادة توجيه هذه الصواريخ او تعطيلها. هذا الامر من المفترض ان يعطل قدرات الحزب الصاروخية لناحية الصواريخ الذكية البعيدة المدى.
تعمل الوحدة على تجنيد العملاء من خلال جمع معلومات عن حياتهم الشخصية والجنسية وتستعملها لإبتزازهم للعمل لديها. وقد استطاعوا تجنيد الكثيرين بسبب هذا الامر وحده.
وبسبب الفعالية العالية لهذه الوحدة في التدريب فان الكثير من جنود النخبة في هذه الوحدة قاموا لاحقاً بتأسيس شركات الكترونية وتكنولوجية خلصة بهم، ولا يزالون يساعدون إسرائيل حتى وهم باللباس المدني.
أما الند الأقوى لهذه الوحدة وبإعتراف الجنود أنفسهم، فهو حزب الله وقوات الاستخبارات المضادة لديه. حيث قام الحزب مراراً بإختراق تشفيرات العدو الأمنية. فيما يستعمل الحزب عدد من الإلتفافات الإلكترونية لتفادي القدرة على التجسس على إشاراته. وحرب الأدمغة لا تزال دائرة بين الطرفين بشراسة وبشكل يومي.
وبسبب فداحة اعمالهم التجسسية فقد قام عدد من جنود الوحدة أنفسهم بالاعتراض على أفعال الوحدة حيث قاموا بنشر رسالة اعتراض مشبهين ما يفعلونه وتفعله هذه الوحدة بما كانت تفعله (Stasi) في ألمانيا النازية وهو جهاز الاسخبارات الالماني.
امام وحدات الاستخبارات الاسرائيلية، الكومبيوتر والهاتف لا يستطيعان ان يحملا سراً، فلا تحمّلهما أسرارك. والجهل الأمني هو عمالة. عندما نحصّن مجتمعنا أمنيّاً نكون نحن الوحدة الإستخباراتية المضادة. فالمرة القادمة التي يستعمل أحد أسرارك الخاصة ضدك فانها قد تكون الوحدة 8200. إذا كنت لا تريد أن يرى احدا شيئاً يخصك لا تجعله إلكترونياً./انتهی/
من کتاب توازن الرعب للكاتب هادي زعرور
تعليقك