فبحسب وثائق سرية جرى تسيربها مؤخراً، أقدمت السفارة الإسرائيلية في واشنطن على تدريب عشرات الطلاب السعوديين من خلال برنامج أمريكي لتدريب الشباب على القيادة داخل مجتمعاتهم وعلى التعاون الدولي مع أقرانهم في بلدان أخرى.
ويهدف البرنامج أيضاً إلى خلق جيل جديد من القادة الشباب الناشطين على الصعيدين الاجتماعي والسياسي، على وجه التحديد ليكونوا متخصصين في العلاقات الدولية وكيفية إدارتها.
وبحسب وكالة سبوتنيك، كشفت تسريبات "ويكيليكس" وثيقة خاصة بالمراسلين الأجانب في السعودية تحوي على بروتوكول غير رسمي توسطت فيه الولايات المتحدة يعزز العلاقات بين المملكة وإسرائيل تحت غطاء أكاديمي، ويأتي ذلك في سياق ما يسميه خبراء العلاقات الدولية "إقامة علاقات طبيعية متجذرة في الأسفل".
وتطلب البرقية المرسلة من وزارة الخارجية السعودية استكمال المعلومات عن وفد من عشرات الطلاب السعوديين الذين استضافتهم السفارة الإسرائيلية في واشنطن كجزء من برنامج تدريبي لإعداد القادة، تحت رعاية الحكومة الأمريكية.
وتشير البرقية، التي أرسلت في أغسطس 2008، إلى مطالبة وزارة الخارجية بالاطلاع على محتوى الزيارة وهدفها، فضلا عن الاستبيانات التي يملأها الطلاب، بالإضافة إلى محتوى المواد التي كانت مكتوبة ومطبوعة من قبل السفارة الإسرائيلية ومنحت للطلاب.
كما يشير إلى تحقيق المملكة العربية السعودية حول الغرض من الزيارة وما يجري. وقالت الوثيقة إن الطلاب السعوديين استمعوا إلى شرح من قبل موظفي السفارة الإسرائيلية وطرحوا الأسئلة وأخذوا صورا فوتوغرافية.
ومما يلفت الانتباه أن وزارة الخارجية السعودية لم تثر أي اعتراضات أو تحذيرات في برقية هذه الزيارة، وأنها تعاملت معها بشكل روتيني، تماما كما هو الحال عندما تطلب وزارة الخارجية سفاراتها حول العالم حول حدث معين.
وهذا يشير إلى أن أنشطة مماثلة تحدث بشكل روتيني، وليس عملا منفصلا لشخص أو مجموعة من الأشخاص الذين يحملون الجنسية السعودية ويقيمون في الولايات المتحدة والذين تصرفوا بطريقة فردية. بل يأتي تحت رعاية برنامج حكومي أمريكي يضم معظم الدول الصديقة للولايات المتحدة — بما في ذلك المملكة العربية السعودية وإسرائيل.
وبدأت مشاركة المملكة العربية السعودية في البرنامج عندما شغل الأمير تركي الفيصل، الذي يعتبر عراب التقارب بين تل أبيب والرياض، منصب سفير في المملكة في واشنطن.
وهذا يتفق مع السياسة السعودية التي تهدف، منذ تاريخ قريب من تاريخ الزيارة، إلى تعميق عملية التطبيع مع إسرائيل على المستوى الشعبي. وقد أخذ هذا الاتجاه صعودا منذ عام 2011، ووصل إلى القبول النهائي للسعوديين للعلاقات العادية مع إسرائيل، حسب موقع "ميديل إيست مونيتور".
وقال الموقع إنه في عام 2014، كشف مسح أجراه معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى بشأن الصراع العربي الإسرائيلي وعن مستقبل عملية السلام أن غالبية السكان الذين شملهم الاستطلاع في المملكة العربية السعودية، حوالي 1000 شخص، دعموا "صنع السلام مع إسرائيل وحل الدولتين".
وتصدرت العينة السعودية، بالمقارنة مع دولة الإمارات العربية المتحدة والكويت، القائمة، من حيث عدد مؤيدي "السلام" مع إسرائيل من بين العينات الثلاث، بنسبة 61%. وفي هذا السياق، دعا سلمان الأنصاري، مؤسس اللوبي السعودي في الولايات المتحدة، إلى "تحالف تعاوني" بين الرياض وتل أبيب على أساس "المصالح الإقليمية والاقتصادية المشتركة". وأشار إلى أن "هناك فرصة تاريخية لعهد جديد من السلام والازدهار".
وبحسب الموقع الإخباري "تايمز أوف إسرائيل"، كتب الأنصاري، رئيس لجنة العلاقات العلمانية السعودية الأمريكية، أن إسرائيل "في وضع فريد يمكنها من مساعدة جارتها في التنمية الاقتصادية خلال السنوات المقبلة".
واعتبر أن الحوار السياسي بين الجانبين ليس فقط في مصلحة البلدين بل أيضا في مصلحة الشرق الأوسط وحلفاء دوليين في السعودية وإسرائيل".
تعليقك