وكالة مهر للأنباء- منيرة الهاشمي: لابد من قراءة شاملة لموقع الحملة لنصرة مسلمي البورما. ان تاريخ العالم مع المخططات الغربية المدمرة للشعوب والدول المعارضة لهيمنة النظام العالمي الجديد، تكاد تكون متشابهة وهي كما تفضل بعض المحللين من ان هذه الحملة تدخل في التجييش للمتطرفين الاسلاميين كما صار في أفغانستان وكوسوفو وخلق بقعة توتر لتتدخل عبرها القوات الغربية لهدم وردم المنطقة عبر الناتو وتحالفاته الغربية والعربية.
هذه التحاليل قد تكون صحيحة الى مستوى معين ولكن الواقع الحالي للحروب التي شنت في الشرق الاوسط والتي انهكت الاقتصاد الغربي واثرت على البنية الاجتماعية والمستوى المعيشي للشعوب الغربية، إضافة الى ان هذه المخططات وان دمرت التراث الحضاري وابادت الملايين من البشر وشردت عشرات الالاف منهم، الا انها لم تبلغ هدفها الحقيقي والتي شنت من اجله. نعم انها دمرت الاثار والتاريخ والبنية التحتية والمؤسسات التعليمية ودمرت الطفولة والقيم والاخلاق وكل ما يمت للإنسانية بصلة وجوعت الشعوب واعادتها الى الجاهلية ولكن كل هذا لا معنى له مادامت لم تحقق هدفها الاصلي.
كل هذه الاحباطات وارتداداتها على المستوى العالمي وعلى المستوى الداخلي لهذه الدول لا يشجع الغرب على المواصلة في هذا المسار، اضف الى ذلك الاقطاب المتعددة التي نشأت وترعرعت بينما كانت امريكا و حلفاءها الغربيين مشغولون بالأمن القومي الاسرائيلي. لقد استغلت هذه البلدان هذه الفرصة ولحقت بركب العلم والقوة ، بدءا بالتنين الصيني مرورا باليين واليانغ والتفاعل الضارب لكوريا الشمالية مع خروج الدب الروسي من مخبئه، إضافة الى السيف ذوالفقار الناعم الممدود من سماء الجمهورية الاسلامية ولاننسى اندونيسيا ومليزيا، كل هذا جعل النظام العالمي الجديد يعيد حساباته ويغير استخراجيته.
المخطط الغربي يعتمد جنود يقاتلون من أجل حور العين
عبر بدائل لها نفس المنطلقات والارهاصات والاهداف ولكن ليس لها نفس النتائج. هذا البديل يضع امنه الداخلي الاقتصادي والعسكري في اولوية المخطط دون ان يغفل على الهدف الاول وهو توسع اسرائيل وامنها الاقتصادي والعسكري والقومي ولقد اعتمد في هذه المرة على دعاء طالما نردده نحن المسلمون وهو (اللهم اهلك الظالمين بالظالمين واخرجنا من بينهم سالمين). الا انهم يستمدون قوتهم كما عهدناهم من الشيطان فيعتمدون على مخططاتهم الشيطانية في تحقيق أهدافهم تلك.
هم يخططون الى حرب ضروس بين جند ابليس الذين سيقاتلون كالمعتاد من اجل الحور العين وستمتد هذه الحرب كبقعة الزيت بين الصين والعالم الاسلامي . حرب وقودها المسلمون والبوذيون، اكبر قوتان ديموغرافيتان والذين يشكلان تهديدا للنظام العالمي الجديد بقطبيه اسرائيل وامريكا، المسلمون وهم يشكلون خطرا على الامن القومي الاسرائيلي و الصينيون وهم يشكلون خطرا على الامن القومي الامريكي.
البوصلة تستدير من الشيعة نحو البوذيين
انهم هم من اوقدوا نارها وسوف يتركونها تطبخ عبر الطهاة من العرب الذين بدؤا في التجييش ضد العدو الجديد وسوف تشهد الساحة الشرق اوسطية والخليجية تصالحات جديدة بين الشيعة والسنة بدأت تلوح بمعالمها في الافق مع تهدئة نسبية للتفرغ، حيث ستتغير وجهة الكفر التي كانت تجيش ضد الشيعة الكفار لجمع عتادها وعدتها وتوجيه البوصلة ضد البوذيين الكفار.
فسوف يخصروا الشباب والكهول والنساء والرجال والاموال والسلاح ووسائل الاعلام والافلام المفبركة والتي بدأت تكتسح مواقع الاتصال بجميع انواعه نحو العدو الاوحد المجرم القاتل البوذي، كما بدأ توجيه الدواعش على الخط وقد بدأوا في اخراجهم من منطقة الخليج الى اسيا ليساهموا في عمليات نوعية ضد البوذيين، كما سوف يعملون على تجيش البوذيين من الناحية الاخرى. والملفت للانتباه انهم يعولون كثيرا على انخراط الخط المقاوم في هذه الحملة وفي الحرب كذلك حتى يستنزف في بوصلة غير التي كان يعمل عليها .
الغرب سيبقى خلف الكواليس ليحرك الحرب عبر حباله من دول البترو-دولار
ان الفارق بين كل الحروب السابقة وهذه الحرب هو ان الناتو لن يتدخل وكذلك الغرب برمته سوف يبقى يحرك الحرب من خلف الستار، حيث يؤجج النار في كل المناطق المتواجد فيها احتكاك بين البوذيين والمسلمين وسوف يعمل على انتشارها في كامل اسيا والخليج العربي في حرب ضروس لا هوادة فيها، وسيعملون على توريط ايران فيها حتى تنشغل على المقاومة. وسوف يناءا الغرب بنفسه ليعيد ترتيب بيته وتغذية قوته عبر بيع السلاح كالمعتاد والتجارة في كل شيء وتنمية اقتصاده دون التدخل عسكريا بذاته، انما عبر التوجيه والمد اللوجستي و من خلال المرتزقة العرب والممولين من دول البترو دولار، حرب استنزاف لا هوادة فيها تعمل على تدمير قوتين ديمغرافيتين اساسيتين الى جانب المقاومة بجميع تحالفاتها والتي ازدادت خبرة واصبحت من اعتى القوى في الميدان بعد الحرب على سوريا.
إنهم سوف يحاولون استدراجها عبر حملة اتهامات بانها تخلت عن نصرة المسلمين وانها لا تعتني الا بمصالحها ومن قبيل تلك الموشحات التي لا يتأثر بها الا ضعيفي النفوس مما سيسمح لإسرائيل بأن تهنأ وتتفرد بفلسطين ومحيطها.
الهدف الثاني هو تدمير الصين التي لا تخضع لهيمنة العولمة وهي تشكل خطرا اقتصاديا كبيرا. فقد اكتسحت كل الاسواق وهيمنت عليها بمنتوجاتها وكذلك خطرا عسكريا و ديموغرافيا كبيرين لابد من اعادتها الى نقطة الصفر حتى تخضع لهيمنة النظام العالمي الجديد.
اذا المخطط هذه المرة لن ينتهي كالمعتاد بالتدخل الغربي كما في كوسوفو بل سيشهد نوعا اخر من التدخلات للمزيد من الحرائق والمزيد من الدمار والموت ونفث في الرماد لإطالة الحرب الى حد الا رجعة./انتهى/.
تعليقك