وأفادت وكالة مهر للأنباء أن إقليم كردستان العراق أجرى في 25 أيلول/سبتمبر الجاري، "استفتاء الاستقلال" الذي لاقى رفضًا واسعًا من بغداد وأطراف إقليمية ودولية، فيما أعلنت الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن معارضتها الشديدة لإجراء الاستفتاء في كردستان، إذ أغلقت مجالها الجوي أمام الإقليم، كما أصدرت وزارة النقل الإيرانية تعميمًا، يحظر الشركات الإيرانية من نقل المنتجات النفطية من وإلى الإقليم.
ويرى المراقبون أن الانفصال المحتمل لإقليم كردستان العراق سوف لا يتآتى منه كثير فائدة للشعب الكردي، ذلك أن الإقليم يتموقع في جغرافيا برية لا تحيط به حدود مائية ذلك الى افتقاره وضعفه الجيوسياسي وعدم الاعتراف به من قبل المجتمع الدولي في الشرق الأوسط الملتهب.
وفي هذا السياق أجرت وكالة مهر للأنباء حوارا مع أستاذ ورئيس قسم الأنثروبولوجيا في جامعة مينيسوتا الأمریکیة وفيما يلي نص الحوار الكامل مع الأستاذ بيمن:
س: استفتاء إقليم كردستان العراق الذي عقد في 25 سبتمبر من هذا العام ، ما هو تأثيره على التيارات السياسية داخل الاقليم؟
في نهاية الحرب العالمية الأولى، وُعِدَ الأكراد بأن يكون لهم دولة مستقلة، ولكنهم خدعوا من قبل البريطانيين الذين أرادوا الحصول على النفط في إقليم كردستان.
كما أن الأكراد أكبر مجموعة إثنية أو عرقية في العالم ليس لهم حكومة لأنفسهم، لذلك هم لا يزالون يترددون في هذا الحلم ومن خلال إجراء الاستفتاء، يغذون أحلامهم وطموحاتهم الانفصالية اذ يمنحهم الأمل في أن يصبح لديهم بلد مستقل.
س:ما هي ردود فعل القوى الإقليمية ازاء انفصال اقليم كردستان عن العراق؟
يعيش الاكراد في خمس دول هي ايران والعراق وتركيا وسوريا والاتحاد السوفياتي السابق وإذا أراد الأكراد الحصول على بلد أو منطقة مستقلة في العراق، فإن دولا أخرى تخشى أن يكون سكانها الأكراد مستعدين للانضمام إليها وانفصالها عن بلدانها الحالية وان العراق يخشى من فقدان النفط في كردستان، كما قد يكون قلقا من اضطرام حرب أهلية داخله.
س: ما هي ردود فعل القوى الدولية تجاه انفصال اقليم كردستان عن العراق؟
يعتقد المجتمع الدولي على وجه عام أن انفصال اقليم كردستان عن العراق سيخلق حالة من عدم الاستقرار في المنطقة وان هناك عاملا إضافيا حاولت إسرائيل فيه اختبار الأكراد في العراق وفي مناطق أخرى . وان فكرة وجود كردستان مستقلة متحدة مع إسرائيل تعتبره دول المنطقة بمثابة حالة تأهب كبرى ودق ناقوس الانذار والخطر في الشرق الأوسط عموما.
س:بعد تنظيم الاستفتاء، شهدنا مقاطعات وعقوبات شديدة تم اجراؤها ضد أربيل من قبل قوى اقليمة معارضة للاستفتاء ، فبالنظر إلى هذه العقوبات، هل تعتقد أن بارزاني سوف يتراجع عن قراره في الانفصال عن بغداد؟
يستطيع برزاني المحافظة على السلطة، من خلال تهييج المشاعر القومية التي أثارها في الاستفتاء، لكنه لا يستطيع أن يصمد أمام انفصال اقليم كردستان عن العراق دون نزاع داخلي. ولا ننسى ان حكومة بغداد لا تتخلى عن آبارها ومصادرها النفطية في منطقة أربيل./انتهى/
المترجم:أحمد عبيات
تعليقك