وكالة مهر للأنباء-ماجد عبدالله الدوسري: قالَ لي فلان؛ إن سياسة الأمير الشاب أفضل من سياسة أبيهِ و أعمامه، سألتهُ هل لديكَ برهان؟، فاجاب؛ نعم إنهُ ذهبَ لأسرائيل!
لحظاتٌ قضيتها مع أحد أمراء الأسرة، يتحدث فيها عن ألم يخنق صدره، وهو يقلب التأريخ مستذكراً حديثا لأحد شيوخ الأسرة الحاكمة، وهو يتنبأ بما سيحصل لاحقاً، وكان كلامه في العام ١٩٩٠، عندما كانت حرب الخليج الثانية أمرٌ لا بدّ منه.
يروي الأمير عن عمه الشيخ قائلاً؛ سنعود مرة أخرى لحضن إسرائيلي ناعم، بدايات التأسيس والجهر بالعلاقة مع الغرب ستكون حاضرة في قادم الأيام، نحن لسنا عربا، العرب لا يبيعون أصدقاءهم!
سألت.. ماذا كان يعني عمكم تغمده الله برحمته بهذه الكلمات؟!
أجاب الأمير: لقد كان يعرف إن أمريكا ستجبرنا على تقبيل يد أسرائيل، وإننا سنبيع كل شيء لأجل أن نحظى بفرصة تقيبل يدها..
تركنا التأريخ وسألته؛ وهل قبلنا يدها اليوم؟!
قال نعم، محمد في تل أبيب ليعترف بها ويقدم لها القربان!
حتى المقربين من السلطة والوجاهة والمال مفزوعون مما يحصل، بن سلمان برأيهم تخطى الحدود كثيراً، فلم يسبقهُ أحد لمثل هذا الأعتراف، وما يمنعهُ من إعلان الزيارة خشيتهِ في تهديد عرشه، فالعرب لا يقبلون بذلك، ولن تكون المملكة وجهة الدول الإسلامية من جديد، على الأقل هذا ما يخشاه الأمير ليس حباً بالأسلام، بقدر ما يخشى ضياع تأثير المملكة السياسي الذي يراه في تأثيرها الديني.
عارٌ عليكَ يا ابن سلمان، هذا ما قالهُ الأمير ممتعضاً، و رددها مراراً و تكراراً بيأس ممزوج بالحسرة، لأعتقاده إن السعودية ليستَ حالة بائسة في قلب شبه الجزيرة العربية، بل يفترض بها أن تقدم منهجاً إسلامياً وعربياً متجذراً بأخلاق كلا المفهومين، لا ان يغادرها بن سلمان بطرفة عين!
زيارة لإسرائيل كانت مشروطة من طرفٍ واحد، فإسرائيل طلبت تصعيداً ضد إيران وسوريا واليمن، وموطأ قدم في مصر وليبيا ونيجيريا ولبنان، ومباركة لمؤسساتها في الأردن والإمارات، طلباتُ إسرائيل لم تنتهِ، فابن سلمان وقعّ على ورقة بيضاء لتكتب ما تريد..
* كاتب متخصص بالشؤون السعودية والعائلة المالكة
تعليقك