صرحت استاذة العلاقات الدولية بجامعة دمشق وعضو المجلس الشعب السوري "اشواق عباس" لمراسلة وكالة مهر لأنباء، أن الاعلان عن انتهاء داعش في العراق وسوريا هو الذي اثار الحفيظة لدى دول الخليج (الفارسي) سيما السعودية، ما أدى الى توتير وتصعيد العلاقات بين ايران وحزب الله واشعال الأزمة في لبنان في محاولة استنزاف وتعكير واثارة مشكلة في المنطقة بشكل عام.
واكدت على أن انتهاء داعش لوجستيا وعسكريا قد أفضى بإلحاق الضرر للتركي والسعودي الذين كانا يستفيدان من وجود داعش في المنطقة وكانا من اهم الدعاة لدعم داعش، إذ أن القضاء على هذا التنظيم اربك السعودية في قدرة تنفيذ اوراقها الداخلية في سوريا ما استدعى اثارة اوراق خارجية اقليمية ضد ايران وحزب الله.
واضافت الخبيرة السياسية السورية أنه رغم فشل مشروع دولة الخلافة الاسلامية لكن خطر الفكر الداعشي والسلفي مازال قائما ومستمر وبإمكانه ان يثير الفتنة في اي منطقة في العالم، وذلك لأنه لم يأت من فراغ بل انه مشروع تم استثماره اقليميا، مشيرة إلى أن الانتهاء من استثمار داعش سيؤدي الى زيادة الضغط على الدول التي استثمرت فيه وفشلت، ما يستدعي الى الذهاب نحو خلق عدو جديد او خلق حرب ما في المنطقة.
وحول دلالات زيارة بشار الاسد المفاجئة لروسيا التي جرت قبل عقد قمة سوتشي الثلاثية قالت عباس أن اللقاء الذي جمع بين الرئيس بشار الاسد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل سنتين أفضى بالعمليات العسكرية التي أدت إلى القضاء على داعش في سوريا، واللقاء الذي جرى مؤخرا بين الرئيسين كان من اجل تقييم نتائج الحرب العسكرية بعد انتهائها ولوضع مفاهيم الحل السياسي، مضيفتا أن قمة سوتشي التي عقدت بعد التفاهمات السياسية التي تم الاتفاق عليها بين الشريكين الاساسيين الروسي وسوري، سيتبعها الكثير من المؤشرات أهمها الجمع بين بوتين وروحاني وأوردوغان.
وفي ذات السياق قالت اشواق عباس أن سوريا قد رفضت الدور التركي في محادثات آستانة باعتبار انها احد الدول التي قادت الحرب ضد سوريا ودعمت الارهابيين، لكن تم إنضمامها كجانب ثالث لتلك المحادثات بدوافع روسية وايرانية بإعتبار أن تركيا هي احدى الجهات التي بإمكانها الضغط على الجماعات المسلحة، مشددة بأن التركي هو من عليه اليوم ان يتقبل جميع النتائج الذي لم يكن يتوقعها، لانه احدى الرعاة الاساسيين للكثير من الانتصارات التي سبق وقد حققتها الجماعات المسلحة وانه الفاشل بتحقيق حلمه لاسقاط الدولة السورية.
وفي سياق آخر حول موقف جامعة الدول العربية من الارهاب إعتبرت استاذة العلاقات الدولية بجامعة دمشق أن السبب الاساس في انعقاد مؤتمر الرياض هو الانتصارات العسكرية ضد داعش من أجل تغيير المزاج الدولي الإقليمي، قائلة "حسب علمي ودراستي لا يمكن للجامعة العربية ان يكون لها اي دور لمحاربة الارهاب، لأنها تتحرك حسب التوجهات الدولية والخليجية، وأنها بدلا من ان تحارب الارهاب باتت توجه الاتهامات لمن حارب الارهاب واسقط مشاريعه، وذلك من أجل ان حرف البوصلة وتحويل المعركة القادمة ضد ايران بعد فشل مشروع داعش وعدم تحقيق الاهداف الخليجية والامريكية الاسرائيلية."
وفي الختام أردفت عضو مجلس الشعب السوري أن الاستقالات الاخيرة في صفوف المعارضة كانت في الواقع إقالات لأن جميع الاطراف الذين ساهموا باشعال نيران الحرب والتصعيد في سوريا تم انتقائهم بعناية من حيث انهم اشخاص متطرفون لا يقبلون بالحل السياسي، والان يتم ازاحة هؤلاء لأنه لم يعد هناك أي حاجة لهم، ويتم استبدالهم باشخاص قابلين للجلوس وتوقيع اي شكل من اشكال الاتفاق السياسي./ انتهى/
اجرت الحوار: مريم معمارزاده
تعليقك