كانت تلك خلاصة مقال لهيرست في صحيفة "ميدل إيست أي" البريطانية، أوضح فيها أنه بعد عامين من الحرب يبدو أن تحالف القوات البرية الذي شكله السعوديون على وشك الانهيار.
وكشف هيرست في مقاله أن الانقسامات بدأت تبرز بين القوات البرية للمرتزقة في الداخل والقوات الأجنبية التي تقاتل ضد ما أسماهم الحوثيين داخل البلاد، الأمر الذي يمكن أن يهدد مستقبل التحالف الذي تقوده السعودية، حسبما اوردته وكالة فلسطين اليوم.
وأوضح أن من تلك القوات، القوات السودانية التي تشكل الجزء الأكبر من المقاتلين الأجانب، الذين يصل تعدادهم إلى عشرة آلاف مقاتل داخل التحالف الذي تقوده السعودية.
وأكد أن تلك القوات تتكبد نسبة عالية من الخسائر في الأرواح، فقد صرح مصدر مقرب من الرئاسة في الخرطوم لموقع ميدل إيست آي بأن ما يزيد على خمسمائة من المقاتلين السودانيين قتلوا في اليمن حتى الآن.
وقال المصدر السوداني لموقع ميدل إيست آي: "بدأت الضغوط تمارس بكثافة من أجل الانسحاب من هذا القتال".
وأن رئيس السودان عمر البشير نفسه بدأ يعيد التفكير في الأمر، لكنه ما زال يذكر المليار دولار التي أودعتها الرياض في البنك المركزي السوداني قبل عامين، وأتبع بإيداع من قبل قطر بلغ 1.22 مليار دولار. وفق هيرست.
ويضيف أن أكبر مجموعة مقاتلة منظمة على الأرض ضمن القوات البرية للتحالف في اليمن هي التجمع اليمني للإصلاح، الذي أقل ما توصف به علاقته الحالية مع السعوديين هو أنها متضاربة.
ويؤكد هيرست أن القيادات المحلية للإصلاح يشعرون بالثمن السياسي الذي يدفعونه مقابل دعم حملة تحولت في أعين اليمنيين من التحرير إلى الاحتلال. كما أنهم يدفعون ثمنا من حياتهم، فقد تعرض للقتل أو لمحاولات اغتيال عدد من مشايخ وعلماء الإصلاح، "يكفينا ما لحق بِنَا من ضرر"، هكذا يتحدث الآن قادة الإصلاح المحليين، ما يدفعهم لتدارس البدء في فتح مفاوضات مباشرة مع الحوثيين.
العنصر الآخر الذي تعاني منه عمليات السعودية في اليمن، بحسب هيرست، هي سلطنة عمان، التي تعتبر جنوب اليمن حديقتها الخلفية، وتشعر بقلق شديد إزاء استيلاء الإماراتيين على سلسلة من الموانئ والجزر الاستراتيجية، حد وصفه.
وبحسب الكاتب فإن العمانيين الآن يتواصلون مع زعماء القبائل في جنوب اليمن، وبعض هؤلاء يتبعون القوى الانفصالية، وذلك بهدف تنظيم "رد منسق" على المليشيات التي تمولها وتديرها إمارة أبو ظبي.
ويخلص هيرست إلى أنه ثبت أن أول مغامرة عسكرية يطلقها الأمير السعودي، البالغ من العمر اثنين وثلاثين عاما، بوصفه وزيرا للدفاع، آلت إلى فشل ذريع من الناحية التكتيكية والاستراتيجية.
ويتابع "فهذا الأمير، الذي يشاد به في الدوائر الغربية على أنه مصلح شاب، سيكون رأس الحربة في الحملة ضد إيران، لم ينجح إلا في توحيد اليمنيين ضده، وهو إنجاز نادر في عالم شديد الاستقطاب. لقد قام فعلا بإطلاق النار على قدميه، ليس مرة واحدة، بل عديد المرات"./انتهى/
تعليقك