وأفادت وكالة مهر للأنباء أن القمة الاسلامية الاستثنائية انطلقت اليوم الأربعاء في اسطنبول بتركيا وقد افتتح الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وأكد فيها رفض الدول الاسلامية لهذا القرار الذي اتخذه حيال القدس الشريف واعتباره عاصمة للكيان الصهيوني.
وألقى الرئيس الايراني حسن روحاني كلمته بهذه القمة وأكد فيها استعداد الجمهورية الاسلامية الايرانية للتعاون دون شروط مع جميع دول العالم الاسلامي في ما يتعلق بالقدس الشريف.
وفيما يلي نص كلمة الرئيس روحاني
بسم الله الرحمن الرحيم
سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا انه هو السميع البصير
فخامة الرئيس أردوغان، رئيس جمهورية تركيا الموقر
أصحاب الفخامة و السمو، رؤساء الدول الإسلامية
أصحاب السعادة ، رؤساء الوفود المشاركة
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
استهل كلمتي بتوجيه الشكر و الامتنان الى اخي العزيز فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان لإقامة هذا المؤتمر الهام الذي سبب في إقامة هذا الاجتماع هو تبادل الأفكار حول مأساة محزنة و جرح قديم في الامة الإسلامية خلال ١٠٠ عام مضت و التي بدأت بمؤامرة بلفور و استمرت لتشهد الآن فتح صفحة جديدة بعد الإجراء غير المشروع للرئيس الأمريكي لنقل سفارة بلاده إلى مدينة القدس الشريف.
اننا اليوم نتحدث عن القدس و هي أولى قبلة للمسلمين و ثالث الأماكن الإسلامية المقدسة اننا نتحدث عن القدس و هي الهوية حيث تعرف فلسطين باسمها ، و ما رأيناه من انتفاضة الشعب الفلسطيني المجاهد خلال الأيام المنصرمة في مواجهة أمريكا و المحتلين الصهاينة قد أثبتت جليا مرة أخرى بأن الفلسطينيين لم يعقدوا أمالا على المشاريع التافهة بل و انهم لازالوا يؤكدون و يصرون على مطالبهم الحقة و المشروعة.
بكل سرور أن الدول الإسلامية ردت ردا سريعا على توجه الإدارة الأمريكية بشان القدس حيث إقامة هذا المؤتمر خير دليل علي هذا التقييم الصائب من القرار الخاطئ للرئيس الأمريكي.
الاخوة و الاخوات
علينا ان نستغل كافة الطرق و الأساليب الممكنة للحيلولة دون تنفيذ هذا الإجراء غير المشروع الذي اعلنته الإدارة الامريكية لكن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو أن ما هي العوامل و الأسباب التي أدت إلي أن يتجرأ الرئيس الأمريكي و ينتهك الحرمات.
اننا نعتقد أن الذي شجع و سبب في اتخاذ هذا القرار اكثر من اي شي آخر هو محاولة البعض لإقامة العلاقة مع الكيان الصهيوني و التنسيق و التعاون معه . و بدلا من أن يقوم بمواجهة التهديدات الصهيونية يتعاون مع أمريكا و الكيان الغاصب في تقديم وصفة علاجية لمستقبل فلسطين حيث بتنفيذها يسيطر الصهاينة علي فلسطين إلي الابد .
واليوم يعرف الجميع أن المسلمين و العرب ليسوا اكبر خطر علي اليهود بل الخطر الأكبر لهم يتمثل في المشروع الصهيوني .المسلمون و المسيحيون و اليهود هم أصحاب هذه المنطقة تاريخيا بينما يكون الصهاينة غرباء و دخلاء بينهم و انهم فرضوا أنفسهم على هذه المنطقة و نثروا بذور الإرهاب و العنف فيها منذ بدايات القرن الماضي.
اننا نرى أن الكيان الصهيوني هو الذي يتحمل مسؤولية قتل الفلسطينيين و تشريدهم و انتهاك حرمة المقدسات الإسلامية في فلسطين بينما كانت الولايات المتحدة الأمريكية بجانبها و معها في كل هذه الجرايم و كانت تدعمها بممارسة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي لصالح هذا الكيان و لم تترك اسلحة هدامة إلا و زودت هذا الكيان المتعطش للحرب بها . و مع الأسف رأينا أن البعض تحاكم بها في الاعوام الماضية و طلب دعمها و علق أمالا علي وساطتها في حين لم تكن الولايات المتحدة الامريكية في يوم من الأيام وسيطا نزيها و صادقا و لن تكون كذلك في المستقبل . أن ما قامت به الإدارة الأمريكية خلال الأيام الأخيرة أثبتت جليا للذين كانوا يترصدون بارقة أمل منها لممارسة دور إيجابي في معالجة الأزمة الفلسطينية ،بأن أمريكا لا تفكر إلا بمصالح الكيان الصهيوني ولا غيرو لا تحترم مطالب الفلسطينيين المشروعة.
السيد الرئيس
و لمواجهة هذه الممارسات الظالمة و قصيرة النظر لابد لنا أن نتخذ الإجراءات العملية التالية و نضعها نصب اعيننا ضمن إطار برنامج جماعي و هي
1- أن من الضروري ان يدين هذا الاجتماع القرار الأمريكي الأخير في الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني و نقل السفارة الأمريكية إليها ادانة شديدة
2- ان وحدة العالم الإسلامي في مواجهة الكيان الصهيوني تعتبر أمرا ضروريا في الوقت الراهن و لو كانت بعض الخلافات في الأراء و الرؤى لكننا يجب ان الا نختلف في الدفاع عن القدس و القضية الفلسطينية . اننا نعتقد ان كل القضايا في العالم الاسلامي يمكن معالجتها و تسويتها بالحوار و ان الوحدة الإسلامية هي الطريق الوحيد الذي يمكننا من دعم حقوق الامة الاسلامية و القدس الشريف .
3-على الإدارة الأمريكية أن تعي حقيقة و هي أن العالم الإسلامي لن يبقى متفرجا بشان مصير فلسطين و القدس الشريف و أن الاستهتار بالقرارات الدولية و آراء الأغلبية الساحقة في المجتمع الدولي بخصوص القضية الفلسطينية تكون عملية مكلفة سياسيا .
4- علي الدول الإسلامية أن تطرح موقفها المبدئي في معارضة القرار الأمريكي الأخير بشكل موحد و ذلك في محادثاتها مع حلفاء أمريكا لاسيما الدول الأوروبية و ان تؤكد علي ضرورة صمود هذه الدول أمام قرار ترامب الأخير .
5- لابد من أن تعود القضية الفلسطينية و تكون القضية المركزية للعالم الإسلامي و الأن و بعد هزيمة الدواعش في العراق و سوريا و ضرورة استمرار مكافحة التنظيمات الإرهابية الاخرى . علينا الا نتجاهل مخاطر الكيان الصهيوني و الترسانة النووية التي يملكها و الذي يهدد العالم برمته.
6- لمنظمة الأمم المتحدة و لاسيما لمجلس الأمن و الجمعية العامة دور مفصلي في المرحلة الراهنة في معارضة القرار الأمريكي الأخير فمن هنا علي البعثات الدبلوماسية للدول الإسلامية في المنظمة الدولية أن تكون نشطة في محادثاتها .
7- لابد من الرصد و مراقبة ممارسات الكيان الصهيوني بشكل مستمر و ان اقتضت الضرورة ان تقوم منظمة التعاون الإسلامي بعقد اجتماعاتها على مستوي الوزراء او القادة لاتخاذ القرارات اللازمة .
و ختاما اعلن بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية على أتم الاستعداد للتعاون مع كل دولة من الدول الإسلامية للدفاع عن القدس الشريف دون أي تحفظ و او شرط مسبق
ويشارك في قمة منظمة التعاون الإسلامي الاستثنائية 48 دولة إسلامية، 16 منها على مستوى زعماء حيث يحضر القمة والرئيس الإيراني حسن روحانيوأميري قطر والكويت، والرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس اللبناني ميشال عون، في حين تشارك السعودية على مستوى نائب وزير الخارجية، أما مصر والعراق والإمارات فعلى مستوى وزراء الخارجية، كما تشارك روسيا بصفة دولة مراقبة، والرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الذي تحل بلاده ضيفا على القمة.
تعليقك