وبحسب صحيفة "العربي الجديد" القطرية، فأن السلطات العراقية لم تصدر تقريراً بأعداد وتفاصيل المقاتلين الأجانب الذين قتلوا خلال المواجهات مع القوات العراقية، أو الذين تم اعتقالهم، إلا أن تقريراً صدر عن مؤسسة صوفان غروب الأميركية المتخصصة في الأمن الاستراتيجي، منتصف العام الماضي، أظهر احتلال الجنسية السعودية المرتبة الثانية في أعداد مقاتلي تنظيم "داعش" في العراق وسوريا، بواقع 2500 مقاتل، سبقتها دول المغرب العربي، تونس والمغرب والجزائر، في المرتبة الأولى، بينما حل الأردن ثالثاً ثم لبنان رابعاً ومصر في المرتبة الخامسة، ودول عربية وغربية أخرى بمراتب لاحقة، أبرزها فرنسا.
ووفقاً للمؤسسة، فإن المقاتلين السعوديين مثلوا نحو 20 في المائة من مقاتلي "داعش" في العراق وسوريا في العام 2017.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول عراقي رفيع المستوى في بغداد، قوله ان "التقرير الخاص الذي يرصد المقاتلين الأجانب في العراق، وهو الأول من نوعه منذ العام 2004، أظهر تراجعاً كبيراً في عددهم، إذ تراجعت نسبة تدفق المتطرفين إلى العراق بشكل كبير في الأشهر الثلاثة الماضية"، مشيرا الى ان "هناك هجرة عكسية لمقاتلين من داعش قرروا العودة إلى دولهم في أوروبا ودول عربية مختلفة بعد انكسار التنظيم على يد العراقيين".
وأضاف "كان هناك من يدفع الأموال كي يصل إلى العراق ويقاتل، واليوم هناك من يدفع أموال، تصل إلى 10 آلاف دولار، كي يخرج منه ويعود إلى بلاده، وهذا تطور مهم"، لافتا الى ان "التقرير اتهم السلطات السعودية، صاحبة أعلى نسبة مقاتلين من مواطنيها في العراق، بالتغاضي عن تسرب المئات من الإرهابيين إلى العراق، وعدم التعاون مع بغداد في ما يتعلق بإخطارها عن أسماء وصور المتطرفين، رغم تلقيها بلاغات من ذوي وعائلات المتطرفين تفيد بأنهم أصبحوا في العراق".
وتابع المسؤول العراقي أن "التقرير يخلص إلى أن الرياض كانت تريد التخلص من المتطرفين والتكفيريين لديها من خلال التغاضي عن سفرهم إلى العراق، كونهم يشكلون أرقاً أمنياً لها"، موضحا ان "الحكومة العراقية من غير المرجح أن تتبنى موقفاً مغايراً من السعودية بسبب التقرير، كون المعلومات الواردة فيه تتحدث عن فترة إعادة العلاقات وتبادل السفراء والانفتاح الحاصل بين البلدين خلال الأشهر الثمانية الماضية".
وما زال العراق يحتفظ بعشرات السعوديين الذين تم اعتقالهم خلال المعارك مع الجماعات الإرهابية أو خلال تجاوزهم الحدود، قسم كبير منهم تم تسلمه من الجيش الأميركي قبيل مغادرته العراق في العام 2011./انتهى/
تعليقك