وكالة مهر للأنباء: شكل التصدي السوري للعدوان الثلاثي على سوريا صباح يوم السبت منعطف تاريخي في النظرة للمقاومة المنطقة للاطماع الغربية، تناول المحلل السياسي السوري علي نصر الله في مقال له قراءة لهذا العدوان الثلاثي الأخير على سورية، متوقفاً عند بعض النقاط ومحللاً أسبابه ونتائجه.
بالتصنيف هو ربما يُمثل الذروة لا حلقة من حلقات العدوان المُستمر، ولا حلقة من حلقات الفشل أيضاً، ذلك أنه فعلاً يُمثل الذروة بين الاعتداءات السابقة، والذروة لجهة تجسيد مظاهر الفشل، إذ بسقوطه وعجزه عن تحقيق أي قيمة، سقطت معه كل الشعارات والخطط، واحترقت كل الأقنعة، على خلاف ما كان يُعتقد أنه بحملة التهويل التي سبقته وبالقفز مباشرة لتنفيذه سيُعوض معسكر العدوان الكثير مما أخفق بتحقيقه.
إذاً دوافعه معلومة ويمكن القبض عليها.. يريد معسكر العدوان حركة تنقله من مكان لآخر، من حالة الفشل والاستعصاء وحتمية احتمالات التراجع والانكفاء إلى حالة أخرى يُمسك معها زمام المبادرة مرة جديدة لكن على مساحة دائرتها أكبر تشمل حلفاء سورية حتى لو انطوى ذلك على مخاطر اندلاع مواجهة كبرى.
لا يُمكن فهم العدوان الثلاثي إلا في سياق هذه الفرضية الواقعية ومثيلاتها التي تعتمل معاني الانتقام القذر الذي لا ينطلق من وقائع أو حقائق، بل الذي يستخدم كل ما يمكن استخدامه وتوظيفه من أكاذيب وتلفيقات ومزاعم ويافطات وأقنعة.. الخ.
العدوان الأخير وجميع الاعتداءات السابقة التي أقدمت عليها الذراع الأميركية أو الصهيونية أو العثمانية أو الوهابية مباشرة أو مداورة عبر التنظيمات الإرهابية التكفيرية مرة، وأخرى عبر أعضاء الناتو ومنابره، هي في الحقيقة سلسلة مُترابطة، وهي بمعنى آخر تُمثل جبهة واحدة وخندقاً واحداً يُرابط فيه الجميع كتفاً إلى كتف ولا فرق بينها، بل يشدها رباط واحد تُمسك به وتُحركه الصهيونية المُتحكمة بأميركا والغرب كله.
هذا ما ينبغي التوقف عنده، هذا ما ينبغي للعالم أن يتوقف عنده وليس نحن في محور المقاومة وجبهة الحق كطرف وجانب يعيش حالة اليقظة والتصدي بقوة ولا يكتفي بمعرفة وضرب كل التفاصيل التي يتضمنها مشروع العدوان والاستهداف السياسي والعسكري والحضاري.
العالم ليس أميركا والغرب، فخارج نطاق الأسر الصهيوني هناك الكثير من الدول والشعوب والحكومات التي ينبغي لها أن تفهم حقيقة أن أميركا والغرب ليس العالم ولا يُمثلانه، وأن تستنتج الكثير مما بات واقعاً لناحية التعرف على حجم الوهم الذي تُمثله أميركا ومن معها، فمواجهتها وكسر مخططاتها ليس مستحيلاً، بل إن محاسبتها على المجازر وجرائم الحرب التي ارتكبتها ضد شعوب العالم، يجب ألا يُنظر لها على أنها أمر مستحيل أو غير قابل للتحقق.
قدرة سورية مُنفردة مع حلفائها تعطي المثال وتُقدم الدليل، تصديها، صمودها، إسقاطها لمجموع الأدوات الأميركية الصهيونية المُتعددة والمُتبدلة على امتداد سنوات العدوان وصولاً لإسقاط أهداف العدوان الثلاثي الأخير، يصلح عنواناً وممارسة ليتبناه العالم نهجاً، ويخطو على طريقه خطوة واحدة فقط ليتضح له أن أميركا كتلة وهم، وبرامج تهويل، وخطط استعباد لخدمة إسرائيل ومصالحها الإمبريالية، وهو ما يمكن تحطيمه مُجتمعاً.
تعليقك