وكالة مهر للأنباء-شيرين سمارة: العدوان الثلاثي الغربي على سوريا ليس الا من اجل ان يستمر ترامب بمناورته من اجل ان يحقق المزيد من المكاسب من النظام السعودي مثلاً في عام 2014 كان هناك مطالب من اجل انخراط امريكي اكبر في سوريا وفرض مناطق حظر جوي وحتى الزج بقوة عسكرية برية داخل سوريا على شكل قوات تحالف دولي تقودها امريكا. هذه الخطة كان يطلبها السعوديون من اوباما وكان بعض اعضاء الكونغرس المرتبطين مع السعودي وايضا الكيان الصهيوني متحمسون لهذه الفكرة وكانت خطتهم الاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد بدعوى محاربة داعش.
ولالقاء الضوء اکثر عما دار خلف كواليس العدوان الثلاثي في البيت الابيض وبن سلمان اجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء مقابلة مع الباحث السياسي اللبناني والخبير بالشؤون السعودية علي مراد.
وكان نص الحوار كالتالي:
س: ما كانت الاهداف الرئيسية من شن العدوان الثلاثي على سوريا؟
العدوان الثلاثي على سوريا كانت تريد بعض الاطراف له ان يكون اكبر من حيث الحجم ومن حيث النتائج وقد خابت ظنونها ونتحدث هنا بشكل اساسي عن السعودية والكيان الصهيوني بشكل اساسي ومن خلال تصريحات السعودية التي صدرت كان واضحا انه كانوا يحاولون التاثير على القرار الامريكي فيما يخص زيادة انخراط واشنطن في الحرب على سوريا. يمكن بشكل واضح ان نشبه ما يحصل اليوم في سوريا بما حصل في العراق في اواخر العقد الماضي بالتحديد في جزئية الانسحاب الامريكي يعني اذا ما نظرنا الى التصريحات السعودية التي تطلب من الولايات المتحدة ان تبقى في سوريا والا تنسحب والذريعة دائما موجودة ان اي انسحاب سيولد فراغ ستستفيد منه ايران وحلفائها ونراه اليوم نفس الموقف يتكرر في سوريا.
س: هل تعتقد ان فكرة ارسال قوات عربية الى سوريا بحجة مكافحة الارهاب سيكون ناجحة وقابلة للتنفيذ؟
وفقا لما شهدناه خلال الشهر الماضي كان هناك ضغط كبير من الجانب السعودي والصهيوني على الولايات المتحدة حيث كانوا يضغطون او يحاولون الضغط على ترامب من اجل ان يكون هناك انخراط امريكي بشكل اكبر داخل سوريا ولعل العدوان الذي قام به سلاح الجو الاسرائيلي على قاعدة التيفور يندرج في هذا الاطار يعني جر الولايات المتحدة إلى مواجهة أكبر من اجل ان تخوض بشكل اكبر في سوريا.
ومسألة تهديد ترامب بالانسحاب، هو قالها علناً وكان موجها إلى السعوديين وبعض دول الخليج الفارسي وبالذات عندما يقول اذا اردتم ان نبقى عليكم ان تدفعوا اكثر وترامب يحاول المناورة في هذا من اجل ان يحقق المزيد من المكاسب من النظام السعودي. مثلاً في عام 2014 كان هناك مطالب من اجل انخراط امريكي اكبر في سوريا فرض مناطق حظر جوي وحتى الزج بقوة عسكرية برية داخل سوريا على شكل قوات تحالف دولي تقودها امريكا. هذه الخطة كان يطلبها السعوديون من اوباما وكان بعض اعضاء الكونغرس المرتبطين مع السعودية والكيان الصهيوني متحمسون لهذه الفكرة وكانت خطتهم الاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد بحجة محاربة داعش وكانوا يضغطون داخل اروقة القرار الامريكي ولكن لم يكن وارد ان ياخد اوباما بهذه الخطة او يبدأ بها واليوم يعاد طرح هذه الخطة من جديد ولكن الوقائع على الأرض اختلفت وهذه اكبر المصاعب التي تواجهها الامريكيون وحتى من يدفعون باتجاه تنفيذ هذه الخطة.
ومن خلال الحديث باستبدال القوات الامريكية بقوات اخرى وكما يريدون بقاء القوات الاميريكية وهذا ما عبر عنه عادل الجبير، عندما قال نحن مستعدون لارسال قوات إلى سوريا شريطة ان يكون هناك تواجد امريكي او الامريكيون يكونون ولو بعدد قليل و على رأس هذه القوات لا اعتقد ان ترامب سيمكث كثيرا في سوريا لان هناك عوامل داخلية تضغط عليه التيار الشعبوي الذي هو قاعدته الانتخابية يضغط عليه باتجاه سحب القوات من سوريا لان في برنامجه الانتخابي الذي على اساسه انتخبوه وعد ترامب بعدم الانخراط في المنطقة او خارج الولايات المتحدة ولاحظنا بعد العدوان الثلاثي على سوريا ان هذا التيار اعلى صوته غاضبا على ترامب نتيجة اقدامه على هذا الفعل.
س: هل هناك ربط بين زيارة بن سلمان الى واشنطن وبريطانيا وباريس وقرار الدول الثلاث بضرب سوريا؟
اعتقد ان محمد بن سلمان خلال زيارته الى واشنطن ولقائه مع ترامب وحتى ايضا مع اعضاء من الادارة الامريكية الذين التقاهم على حدا مع كوشنر وغيره حتى انه سرب وتم التلميح الى هذا الموضوع من بعض الشخصيات التي ظهرت على الاعلام الامريكي بعد العدوان الثلاثي بساعات، بأن ولي العهد السعودي طلب بشكل مباشر من ترامب ان تزيد الولايات المتحدة من انخراطها عسكريا داخل سوريا بحجة ان هناك خطر إيراني وان القوات الايرانية موجودة على الارض وتبني قواعد وهي تشكل خطر على مصالحكم وعلى مصالحنا وحتى الابواق والشخصيات المقربين من النظام السعودي دائما يتحدثون بلهجة مصالحنا _اي مصالح الامن القومي الامريكي_ يتهددها الوجود الايراني وتعززه في سوريا وينطلقون من هذه الذريعة من اجل الضغط على فريق ترامب. حتى ان ترامب لم يحدد استراتيجية واضحة في سوريا وهذه اكبر مشكلة تصطدم بها كل من تل ابيب و الرياض واليوم يحاولون المناورة والضغط من اجل ان تتوائم الاجندة الامريكية في سوريا مع مصالحهما. واعتقد ان هذه اكبر واهم الاسباب التي دفعت الكيان الصهيوني من شن هجوم على مطار التيفور في سوريا هم يستثيرون ردا من اجل ان تجبر الولايات المتحدة على الانخراط اكثر وهذا هو الهدف المركزي الاسرائيلي. بتقديري ان هو هدف مشترك بين السعودي والاسرائيلي وواضح انهما ينسقان مع بعضهما حول هذه المسالة وولي العهد السعودي يجند جماعات ضغط في الولايات المتحدة من اجل تسيير الامور في سوريا كما تريد تل ابيب والرياض في نهاية المطاف.
س: كيف ترى استراتيجية بن سلمان في تغيير بوصلة الامة الاسلامية من فلسطين الى سوريا؟
بن سلمان واضح انه اتخذ طريقا ليوحي من خلاله انه ما كان اعمامه الملوك يصرحون به ويقولون انهم ثابتون على الثوابث فيما يتعلق بانشاء دولة فلسطينية وعاصمتها القدس وحق العودة وغيرها من حقوق الفلسطينيين، واضح ان بن سلمان يريد التنكر لمثل هذه المواقف التي كانت تصدر تاريخيا عن النظام السعودي وخلال جولته المطولة في الولايات المتحدة وكل المقابلات التي اجريت معه كان حريصا بعدم التفوه باي كلمة من شأنها عدائية او يهاجم فيها اسرائيل لان عمليا هناك اتفاق شراكة اسرائيلية مع محمد بن سلمان في الاشهر الماضية خرجت الكثير من التسريبات حول لقاءات بين شخصيات سعودية وحتى هو ايضا التقى نتنياهو في ايلول الماضي.
باعتقادي ان محمد بن سلمان يريد ان يقنع بالدرجة الاولى الغرب ان السعودية قد تغيرت من اجل ان تنتهي الحقبة التي تكون فيها السعودية ذات الوجه الوهابي الذي يشكل عبأ على حلفائها الغربيين وان هذا النظام لا ينشر نسخة متطرفة ومتشددة من الاسلام وهو يريد ان يقول لهؤلاء اننا نتغير وهذا مايروج له الكثير من الشخصيات الغربية وبالتحديد في الولايات المتحدة طبعا مدفوعا بمجموعات الضغط من شركات العلاقات العامة التي يوظفها بن سلمان من اجل الايحاء بان السعودية تغيرت ولكن على أرض الواقع بن سلمان يتصرف بطريقة وكأنه بعيد عن الايدلوجية ويتجه باتجاه البرغماتي المنطلق من مصالحه اولاً وبالتالي موضوع التنكر للقيم الاسلامية هذا كان موجود تاريخيا عند النظام السعودي ولكن الفرق اليوم ان محمد بن سلمان يظهره بينما اسلافه من لملوك السعوديين كانوا حريصون التلبس بلباس الدين وكل خطوة يقومون بها./انتهى/
تعليقك