وشهدت المدينة حالة من التوتر والعنف بعد مظاهرات خرجت تطالب بتوفير الخدمات والماء والكهرباء والقضاء على الفساد والبطالة، وسقط خلال الاحتجاجات عددا من القتلى وعشرات المصابين.
وتفيد التقارير الواردة من المدينة بأن قيادة عمليات البصرة أعلنت رفع حظر التجوال الذي فرضته الجمعة في أعقاب أعمال العنف التي رافقت المظاهرات.
في هذا السياق، قال القيادي بتحالف فتح العراقي نسيم عبدالله حتى الآن لم يتخذ رئيس الوزراء أي خطوات لمكافحة الفساد وتحقيق مطالب أهالي البصرة وكأنه يريد ذلك لغاية أخرى وهو ليس لديه أي خطوة فعلية في هذ المجال أي مجال الإصلاح والقضاء على الفساد وتحسين مستوى الخدمات وبالتالي فإن تظاهرات أهالي البصرة جاءت نتيجة يأسهم من عدم وجود تطورات واقعية على أرض الواقع وتصريحات العبادي كلها مجرد إعلامية فقط على حد قول نسيم عبد الله.
وقال نسيم عبد الله إن المتوقع من دعوة السيد مقتدى الصدر لعقد جلسة استثنائية للبرلمان لبحث الأوضاع في البصرة أنها ستكون جلسة لإلقاء الكلمات فقط لأنه لا يوجد توافق بين رؤساء الكتل السياسية عن انعقاد جلسة اليوم وبالتالي فإنها جلسة لامتصاص غضب أهالي البصرة وبعض الكتل السياسية ترى دعوة الصدر أنها وسيلة ومحاولة للتصدي ولمعالجة هذه التظاهرات والاحتجاجات في العراق ولكن في الحقيقة هي لا تتعدى كونها مجرد جلسة لإلقاء الكلمات فقط.
وأرجع نسيم عبد الله السبب الحقيقي وراء هذه الاحتجاجات في العراق وخاصة البصرة هي نقص في الخدمات و من الصعب عدم وجود قطرة المياه التي يحتاجها الإنسان لذلك الأوضاع صعبة في البصرة وتأججت هذه الاحتجاجات نتيجة حاجة ماسة كانت على الحكومة أن تعالجها منذ سنوات سابقة، و خرجت هه المظاهرات من قلب الشارع البصري وهم محقين في مطالبهم لأنها مشروعة.
فرض حظر شامل للتجول في البصرة بدء من عصر اليوم وحتى صباح الغد
على جانب آخر، قال الكاتب والمحلل السياسي العراقي حسن موسوي إن نقص الخدمات في البصرة بالتأكيد سبب لهذه التظاهرات ولا شك أنه العنوان الرئيسي "هو نقص الخدمات وسوء الإدارة ووجود فساد" ولكن هناك أسباب أخرى وأزمات يعيشها العراق، حيث يتأثر كثيرا بالموقف الأمريكي وبالموقف الإقليمي السعودي والإيراني وغيره، وما حصل تحديدا أول أمس في البصرة يدل على أن الوجه المعلن هو نقص الخدمات ولكن هناك أجندة سياسية وجهات تريد تصفية الحسابات واستغلت ذلك في ساحة البصرة بسبب الموقع والجغرافيا، فالبصرة تشهد تصفية صراعات داخلية وخارجية وانعكاسات تشكيل الحكومة والموقف الأمريكي من العراق إجمالا والصراع مع إيران.
وأضاف موسوي أن الولايات المتحدة الأمريكية تدير بوصلة الأمور في تشكيل الحكومة العراقية مع وجود قوى إقليمية تواجه المشروع الأمريكي من ناحية أخرى، وقال حسن موسوي إن هناك ضوابط كثيرة موجودة لتشكيل الحكومة العراقية من أبرزها وأهمها هو المرجعية الشيعية" ضاغط مهم جدا وكبير" والتي تشكل حلقة التوازن في موضوعات الاختيار والتشكيل والشارع البصري الذي يعبر عن مطالب مشروعة يشكل ضاغط أيضا في تشكيل الحكومة العراقية لتكون مختلفة عن سابقاتها.
وأضاف موسوي أن جلسة البرلمان التي ستنعقد ستكون مجرد جلسة تداولية تشاورية فقط لم تخرج بنتائج يمكن أن تحل هذه الأزمة حتى لو كان مجلس النواب مكتمل قانونا، فلم يقدم شيئا فعالا لأن هذا يخص السلطة التنفيذية.
وبمجرد أن تُحسم الكتلة الأكبر واكتمل البرلمان بكامل صفاته التشريعية ستكون النتيجة أن البرلمان سيكون فاعلا ويكون له دور تشريعيا و رقابيا فعالا يمكن أن يؤديه ويكون قادر على إدارة الأزمات وحل مشكلات المواطنين.
المصدر: سبوتنيك
تعليقك