وكالة مهر للأنباء - شيرين سمارة: اثنان وثلاثون جمعة ولازالت مسيرات العودة مستمرة، جاءت هذه المظاهرات في إطار دعوة للجنة التنسيقية العليا لمسيرات العودة، حيث دعت إلى حراك سلمي فلسطيني يبدأ يوم الجمعة 30 مارس 2018 في الذكرى الثانية والأربعين ليوم الأرض الفلسطيني، وأن تستمر حتى ذكرى النكبة الفلسطينية يوم 15 مايو 2018. الا انها استمرت ولم تتوقف عند ذكرى النكبة، وشملت المظاهرات حرق لإطارات مطاطية ورشق الحجارة وإستعمال الطائرات الورقية المشتعلة لحرق الحقول الزراعية في المستوطنات مما ادى إلى سقوط العديد من الشهداء والجرحى واخرها وليس اخيرها ارتكاب مجرزة بحق ثلاثة اطفال في دير البلح. مما اثار غضب الاحتلال الذي حاول مرات عدة بلا كلل او ملل ان يخمد هذه المظاهرات باطلاق الرصاص الحي وقمع المتظاهرين الا اننا نشهد تواطؤ من السلطة الفلسطينية وغيرها التي نتسائل ان كانت تعيش ازمة او حصار كما يعيشه اهلنا في فلسطين؟ ونستبعد ذلك لانه لو كان ذلك لما وقفت مع الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني ومعاناته.
وللاطلاع وشرح آخر التطورات في قطاع غزة المحاصر قامت وكالة مهر للأنباء، بحوار مع المتحدث الرسمي باسم هيئة كسر الحصار عن غزة "ادهم ابو سليمة".
فيمايلي نص المقابلة:
س: ما هي أخر التطورات في غزة؟
لا شك ان التطورات الأخيرة في غزة هي حالة الشد بين التصعيد والتهدئة وتوتير الأجواء من قبل الاحتلال الإسرائيلي وجريمة قتل ثمانية من المتظاهرين خلال الأيام الأخيرة وخاصة الاطفال الثلاث الذين ارتكب الاحتلال الإسرائيلي بحقهم مجزرة شرق دير البلح بالاضافة إلى ان استمرار مسيرات العودة وكسر الحصار تصاعد وتيرة المسيرات والفعاليات الشعبية المطالبة باستمرار مسيرات العودة وأدوات المقاومة في وجه الاحتلال الإسرائيلي.
س: ما هو سبب التصعيد المفاجئ؟
التصعيد بتقديري ليس مفاجأ على الأقل بالنسبة للمعنيين التصعيد كان متوقعا جداً في ظل الأزمة التي يعيشها الاحتلال الإسرائيلي لان هناك بالفعل ازمة حقيقية يعيشها الاحتلال لان هناك شعور بأن لا انفكاك عن مسيرات العودة الا بتحقيق اهدافها والفلسطينيين عازمون بهذا الامر وبالتالي تزامن مسيرات العودة والصراع الداخلي لدى الاحتلال الاسرائيلي بسبب قرب العملية الانتخابية مع ضغط سكان غلاف غزة من المستوطنين على قادة الاحتلال الإسرائيلي واتوقع ان هذا وضع الاحتلال في ازمة لذلك يحاول نقل المسيرات من عمل شعبي سلمي إلى عمل عسكري وهذا على الأقل ما لم ينجح طوال الفترة الماضية وبالتالي ذهب بطريق التصعيد واستهداف المواطنين الابرياء وقتلهم بدم بارد نتيجة هذا الضغط الذي يعيشه في ظل الخلافات الداخلية التي تعيشها المؤسسة السياسية الإسرائيلية مع قرب الانتخابات في الكيان الصهيوني.
س: ماذا عن الوساطة المصرية وما الذي سيتمخض عنها؟
مصر ليست وحدها في الواسطة هناك ثلاث جهات الان تتحرك فيما يتعلق في الواسطة للوصول إلى حل الأزمة الانسانية في قطاع غزة. مصر من جانب وربما هي المتحرك الرئيسي بالاضافة اليها هناك دولة قطر وايضاً هناك الامم المتحدة وهذه المسارات الثلاثة التي تتحرك الان للوصول إلى تهدئة مقابل رفع الحصار وانهاء المعاناة عن القطاع تضغط بكل ما تملك من قوة على الاحتلال الإسرائيلي. ليس من السهل الحصول على التزامات من الاحتلال الاسرائيلي في ظل حالة الانقسام السياسي الفلسطيني من جانب في ظل شعور الاحتلال بانه ليس في عادتة منح مكاسب للفلسطينيين في غزة من جانب اخر وهو حتى ان كان يريد ان ينهي الحصار هو لا يريد ان يكسر الحصار من خلال حماس بمعنى انه لا يريد ان يقدم أي انجاز لحركة حماس على حساب السلطة الفلسطينية التي تغلق ابواب المصالحة والحوار الفلسطيني-الفلسطيني ومن هذا المنطلق تتحرك هذه الوساطات وهناك جولات من الوساطات.
بتقديري بعد دخول السولار القطري وتحسن ازمة الكهرباء نستطيع ان نقول اننا بدأنا كفلسطينين قطف ثمار مسيرات العودة ولكن علينا الا نتوقف في هذا الجانب لاننا نواجه احتلال يماطل ويغادر ومجرم وبالتالي علينا ان نصبر وان يكون نفسنا طويلاً. هذه الوساطات تتحرك ونحن نسمع منها ما هو معروض في الايام الاخيرة جيد ونتوقع تخفيف المعاناة عن قطاع غزة وادخال البضائع والاموال وانهاء مشكلة الكهرباء وغيرها.
وانا اتصور ان هذه الوساطة ستنجح سواء الاممية والمصرية او القطرية واليوم تتفاعل مع بعضها البعض للوصول إلى حل ولكن تحتاج إلى نفس طويل والضمان لتنفيذ ما يجري الحديث عنه اليوم هو ان تبقى الميادين حاضرة في الميدان وان تبقى هذه المسيرات مستمرة حتى نحقق انجاز حقيقاً يلمسه ابناء شعبنا الفلسطيني ثم نعيد النظر في يتعلق في المسيرة او هل نحن بحاجة لاستمرارها او توقفها او ماذا بالضبط؟ وهذا تقرره الفصائل الفلسطينية والقوى الفلسطينية التي اثبت بانها موحدة وبأنها تتحرك انطلاقاً من المصلحة الفلسطينية بامتياز.
س: هل هناك مصالحة او هدنة؟
اتصور اننا اقرب للتهدئة مع الاحتلال منها من المصالحة مع السلطة الفلسطينية
اما بخصوص المصالحة انا لا اتوقع انه يوجد مصالحة في ظل وجود ابو مازن لانه مصمم على عدم احداث مصالحة فلسطينية-فلسطينية وهو يختطف القرار السياسي الفلسطيني وهو اليوم معزول واجتماع المجلس المركزي يتم وسط غياب القوى الرئيسية في منظمة التحرير علاوة عن حماس والجهاد الاسلامي و ايضاً هناك غياب للجبهتين الشعبية الديمقراطية و... وانا اتصور اننا اقرب للتهدئة مع الاحتلال منها من المصالحة مع السلطة الفلسطينية.
س: ما هي توقعاتك لمجريات الاحداث في الأيام القادمة هل سيكون هناك تصعيد اكبر؟
في الأيام القادمة لا احد يستطيع ان يقرأ المشهد الفلسطيني بمجمله في ظل هذا التضارب في الأوضاع، لكن انا اتوقع ان الايام القادمة لن تشهد تصعيداً. نتنياهو ليس مستعدا لهذا التصعيد في الوقت الراهن وقبيل الانتخابات هو يريد ان يذهب إلى الانتخابات دون تصعيد في قطاع غزة، هو يريد أن يصل إلى هدوء على الجبهة الجنوبية من اجل الانتماء اكثر إلى الجبهة الشمالية مع سوريا ولبنان حيث يرى ان الخطر الإيراني هو خطر استراتيجي.
المسألة الثانية: نتنياهو لا يريد ان يعكر المزاج العربي العام في ظل القطار السريع للتطبيع وهناك انهيار اخلاقي تعيشه المنطقة من خلال التطبيع والاستقبال السياسي والرياضي لهذا الاحتلال بالتالي هو يرى في أي تصعيد في هذه الفترة التي يقطف فيها ثمار جهد سنوات من حالة التطبيع مع بعض الدول العربية، قد يعطل هذا العمل وهو اليوم يتقدم في هذا المضمار واتصور في الايام القادمة قد نذهب باتجاه ترتيبات انسانية في قطاع غزة وليس باتجاه تصعيد.
س: كيف تفسر استقبال عمان لبنيامين نتنياهو؟
استقبال سلطان عمان لنتنياهو او حتى استقبال وزيرة الرياضة ووزير الاتصالات في الإمارات ووفد الرياضة ومنتخب الجمباز في قطر للاسف الشديد هذا واقع يدل على حالة الانهيار الذي تعيشه المنطقة العربية وهذه ثمرة سنوات من الجهود الصهيونية باتجاه تثبيت التطبيع مع هذه الدول وهذا ان دل على شيء انما يدل على ان هذه الانظمة منفصلة تماما عن شعوبها ولا تعبر عن واقع الشعوب الرافضة للاحتلال الإسرائيلي والتطبيع مع هذا المحتل والاحتلال الإسرائيلي يستغل الوضع الاقيمي الراهن والحالة التي تسود المواقف الاقليمية وحالة التشرذم التي تعيشها المنطقة من اجل الاستفراد في هذه الدول لاستقواء بالاحتلال الإسرائيلي مقابل تقديم الاحتلال والولايات المتحدة الأميركية خدمات ومن الواضح يقابله اليوم التطبيع العلني وهذا امر في غاية الأسف ونحن كفلسطينيين نأسف لهذا التصرف ونأسف لهذا السلوك لبعض الدول العربية ولكن انا اقول ان الرهان دائماً على الشعوب هذه الأنظمة لا تمثل بالنسبة لنا النبض الحي والحقيقي للامة الذي يتمثل بشعوب الأمة وليس انظمتها.
س: تأثيرات زيارة بنيامين نتنياهو الى سلطنة عمان؟
زيارته تأتي في سياق التطبيع اولاً وهو يريد ان يحقق انجازا وهذا الانجاز يجعل اسرائيل امنة في بنيتها الاقليمية وهو يستفيد من حالة التفكك التي تعيشها الدول العربية والواقع العربي الراهن ويدخل من خلال هذا المدخل ويرى ان سلطنة عمان هي الاسهل بالنسبة له على اعتبار ان سلطنة عمان تجمعها علاقات دبلوماسبة مع الكيان الصهيوني قبل 22 عاماً تقريباً.
س: هناك بعض الاخبار التي تقول استقبال عُمان لنتنياهو لا تأتي في سياق الاعتراف بالاحتلال الاسرائيلي وانما هي تصب في المصلحة الفلسطينية؟
محمود عباس المتورط في التنسيق الامني مع الاحتلال الإسرائيلي والذي يرى نفسه جسر التطبيع العربي مع الاحتلال الإسرائيلي لا يمكن ان يكون هو من يحمل هم القضية الفلسطينية
من المستحيل أن تكون هذه الزيارة في مصلحة فلسطين اذا كانت هذه الرواية العمانية. سبقت زيارة نتنياهو الى عمان زيارة محمود عباس وانا اقول ان محمود عباس المتورط في التنسيق الامني مع الاحتلال الإسرائيلي والذي يرى نفسه جسر التطبيع العربي مع الاحتلال الإسرائيلي ولا يمكن ان يكون هو من يحمل هم القضية الفلسطينية وهو الذي ينسق امنياً مع الاحتلال الإسرائيلي وهو الذي يرفض المصالحة الفلسطينية وهو الذي يحاصر غزة بالتالي ان أي حديث أن هذه الزيارة تصب في مصلحة الفلسطينيين نقول هذا كذب وانما هذه الزيارة تصب في المصلحة الإسرائيلية بامتياز في محاولة دمج الاحتلال الإسرائيلي في منطقتنا العربية وتحويل الاحتلال من كيان لقيط إلى دولة ممكن ان تعيش او تتعايش مع منطقتنا العربية./انتهى/
تعليقك