وأفادت وكالة مهر للأنباء، أنه استهل الحفل بآيات من الذكر الحكيم، ومن ثم عزفت فرقة الاوركسترا الوطنية الإيرانية قطعة موسيقية فلكلورية، بعد ذلك رحب عميد الحفل بالحضور من علماء مسلمين وشخصيات علمية بارزة على مستوى العالم الإسلامي وممثلي المنظمات الدولية.
وألقى أمين لجنة تخطيط جائزة المصطفى(ص)، صفاري نيا كلمة رحب فيها بالحضور في الدورة الثالثة لمنح جائزة المصطفى(ص) بالتزامن مع ذكرى ميلاد الرسول(ص)، ثم أكد أن العلم قدرة، من تمكن من العلم حَكَم ومن ابتعد عنه حُكِم، وأشار إلى ذكر العلم في القرآن الكريم، واعتبر أن الجوائز العلمية ستكون أرضية مناسبة للنهوض بالعالم الإسلامي إن أدت دورها بشكل مناسب.
وأكد صفاري نيا أن السير نحو هذه القدرات العلمية يحتاج إلى مساعي كبيرة، وللجوائز دور كبير في ذلك، وجائزة المصطفى(ص) هي احدى هذه الجوائز التي تساعد في تعزيز التعاون العلمي والتعريف بعلماء العالم الإسلامي وإبراز قدراتهم للعالم وتأسيس مراكز علمية بالاعتماد على هذه القدرات حيث تعتبر مؤسسة المصطفى(ص) أن من واجبها السعي من أجل تنمية العلم والتكنولوجيا.
وأضاف: مؤسسة المصطفى(ص) تسعى إلى تطوير العلم والتكنولوجيا والتواصل في العالم الإسلامي، وفي قسم التواصل تعد إقامة برامج STEP و EISA سنوياً برامج مؤثرة في التنسيق بين العلماء وكذلك تقوم المؤسسة ببناء إمكانيات علمية مستقبلية عن طريق حث طلاب المدارس وطلاب الجامعات لطلب العلم في إطار مسابقات بالإضافة إلى ترسيخ الخطاب العلمي عبر متحف المصطفى(ص) للفنون، ومجتمع خادم المصطفى(ص) وسفير المصطفى(ص) لفتح أبواب التعاون مع مؤسسة المصطفى(ص).
وشدد أن المؤسسة تعتمد في تمويلها على الوقف وهو سنة إسلامية حسنة تؤدي إلى استقلال الجائزة، وأشار إلى أن أسبوع منح الجائزة شهد إقامة فعاليتي STEP و EISA وزيارة مراكز علمية وسيشهد المزيد من الأنشطة الثقافية والعلمية والاجتماعات مع المستثمرين والمخترعين.
وقال أمين اللجنة العلمية في مؤسسة المصطفى(ص)، الدكتور حسن ظهور: نحتفل مرة أخرى بمنح جائزة المصطفى(ص)، حيث تم ارسال دعوة المشاركة لتقديم الأعمال إلى 202 مركزاً علمياً و512 عالماً من 52 بلدا، وتم استلام 1649 عملاً قُدمت للمشاركة في الجائزة منها 199 عمل في مجال العلم وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، و 664 عمل في مجال العلم والتكنولوجيا الطبية والحيوية، و 172 عمل في مجال العلم وتكنولوجيا النانو، و 614 عمل ضمن قسم جميع مجالات العلم والتكنولوجيا. وتمت عمليات التحكيم بمشاركة 500 حكم ومستشار دولي بارز بالتعاون مع مائتي جامعة من 35 بلد. ولفت إلى إقامة اللجنة 23 اجتماعاً من أجل تقييم الأعمال، وتم اختيار الفائزين من المرشحين النهائيين، والفائزون هم:
فائزان في مجال العلم والتكنولوجيا الطبية والحيوية هما: الدكتور أوغور شاهين من تركيا والدكتور علي خادم حسيني من إيران.
وثلاثة علماء في فرع العلماء المقيمين في العالم الإسلامي وهم: حسين بهاروند من إيران، عمران إينان من تركيا ومحمد عبد الأحد من إيران.
وفي كلمة له أعلن العالم التركي آوغور شاهين: إن انقاذ نفس واحدة هو انقاذ لجميع البشر، وأشاد بعمل مؤسسة المصطفى(ص) في إقامة التواصل والتعاون بين العلماء المسلمين. وتابع: تم اتخاذ خطوات ذكية جداً من أجل هذه الجائزة، مضيفاً: علاج السرطان يعد من المجالات التي يهتم بها العالم الآن، والطريقة التي ابدعتها هي تخصيص عملية العلاج لكل فرد بما يتناسب مع حالته. ولفت إلى أن مؤسسة المصطفى(ص) تشجع الجميع من أجل البحث العلمي.
وتابع: أٌقدر وبشدة العمل الدائم للمخططين للمؤتمر ومن يسعون إلى تطور العلم والتكنولوجيا في العالم الإسلامي، وأشكر أمين المؤسسة وزملاءه لجهودهم في هذا المجال. وهذا الاجتماع مهم جداً حيث يجمع علماء الإسلام من اجل تطوير العلم والتكنولوجيا والسعي من اجل البحث العلمي في العالم الإسلامي.
وعبر شاهين عن سعادته بالحصول على الجائزة وتحدث عن أهمية الجائزة التي تعد دافعاً للعلماء وتعبر عن اهتمام العالم الإسلامي بالعلماء، وأشاد بالبرامج التي أدت إلى تواصل وتفاعل العلماء المسلمين خلال أسبوع منح الجائزة، وكشف عن إقامة علاقات وثيقة مع العلماء المسلمين المشاركين.
وكشف الفائز الثاني بجائزة المصطفى(ص) للعلوم والتكنولوجيا في فرع العلم والتكنولوجية الطبية والحيوية، العالم الإيراني علي خادم حسيني، أستاذ الهندسة الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية في جامعة كاليفورنيا الأمريكية أنه عمل سابقاً في هارفرد و أم آي تي ثم في جامعة لوس أنجلوس.
وأضاف: في العام الثالث من الدراسة الجامعية في جامعة تورنتو عملت خلال الصيف على مشروع لاكتشاف إمكانية استخدام الخلايا من اجل معالجة أمراض القلب والكلية وكيفية زرع الخلايا من دون أن يقاومها الجسم.
ولفت إلى أن عمله يهدف إلى زراعة الخلايا بصورة دائمة من أجل علاج الأعضاء التالفة للجسم عن طريق استخدام الخلايا الجذعية، وبعد سنوات من العمل استطاع استخدام الخلايا من أجل ترميم القلب والكلية وغيرها من الأعضاء من دون أن يهاجمها الجهاز المناعي للجسم.
وتقدم خادم حسيني بالشكر للحضور وعبر عن سعادته بالحصول على جائزة المصطفى(ص) للعلوم والتكنولوجيا، وقال إن العمل الذي يقوم به أمر مهم جدا وهو انتاج خلايا الجسم ونأمل أن يؤدي مستقبلاً لمعالجة الكثير من الأمراض.
وأضاف: إن الأعمال التي أقوم بها أشبه بالفاكهة على الشجرة، ويجب أن تكون قوية ولها جذور قوية، منذ صغري ساعدتني عائلتي كثيراً عن طريق اثبات أهمية العلم والصناعة والثقافة، ومن اجل أن تكون الثمار قوية يجب أن يكون الجذع قوياً، وقال خلال دراستي في الجامعة تعرفت على قدوات فتحوا ذهني على العالم وكسبت منهم حب العلم والفضول العلمي، والآن فروع الشجرة هم طلبتي والعاملين في مختبري.
ووجه رسالة للشباب الذين يريدون طلب العلم والدخول في مجال الأبحاث، تتمثل في وجوب أن يكون للشخص اهتمام كبير وحب شديد لطلب العلم وهذا أمر في داخل الإنسان، والأمر الآخر هو أن هناك الكثير من محطات الفشل وعلى الشباب أن يعلموا أنك تفشل عشر مرات حتى تحقق نجاحاً واحداً والنجاح أمر في يد الإنسان، والإنسان هو الأهم وليس الأدوات المتوفرة، ورأيت الكثير من الطلاب في العالم الإسلامي الذين يفكرون جيداً جداً ويعشقون العلم، وربما تكون جائزة المصطفى(ص) دافعاً لهم كي يحصلوا أيضاً في المستقبل على هذه الجائزة.
ومن جانبه قال رئيس لجنة التخطيط في جائزة المصطفى(ص)، سورنا ستاري: وفقنا الله مرة أخرى لتكريم علماء العالم الإسلام والتشجيع على طلب العلم وتوفير الرفاهية للعالم الإسلامي، لافتاً إلى أنه حان وقت التذكير بالعصر الذهبي للعلم في العالم الإسلامي، أهل العلم والتكنولوجيا في العالم الإسلامي يجب أن يعودوا إلى مكانتهم من أجل نشر الرحمة، وأن علماء العالم الإسلامي كانوا يرحبون بالعلماء من الأديان الأخرى وكانوا ضيوفاً كراماً عند الأمم الأخرى.
وتابع: يجب فتح الباب أمام القوى العلمية الموجودة وتقديرها من أجل إحداث تغيير كبير في ثقافة وعمل وتكنولوجيا العالم الإسلامي، يجب أن تعلم البلدان الإسلامية أنها ستتطور إذا ما دعمت اختراعات شبابها ووفرت لهم بيئة آمنة للعمل. الغرب يسير نحو الشيخوخة ودوافعه تتراجع، ولكن العالم الإسلامي ما يزال مؤثراً وشاباً وطموحاً ولم تثنه الظروف عن متابعة عمله، لذلك سينهض العالم الإسلامي بالقدرات الفكرية وأن التطور والرقي هما من صميم الإسلام، وما يزال العالم الإسلامي رغم كل الفتن مؤثراً في العالم، وجائزة المصطفى(ص) هي وسيلة من أجل اجتماع الأمم الإسلامية حول طاولة العلم.
وأضاف: أينما وجد الشباب سيكون العمل مثمراً ونشيطاً والقوى الشابة تستطيع فتح الطريق أمام تطور العالم الإسلامي، والتبادل العلمي بين العالم الإسلامي جسور لا تؤثر عليها المشاكل السياسية وتغيير الأنظمة.
واختتم: نحن اليوم هنا لنحتفل بمنح جائزة تحمل الرحمة من اسم صاحبها وتقريب العالم الإسلامي الذي أجبر على التباعد، هذه الجائزة المثيرة للاهتمام تُمنح لأشخاص لعبوا دوراً كبيراً في التغيير والمضي قدماً لتكريم القيم الإنسانية إلى جانب الاحتفال بالعلم.
فيما تم اهداء الجائزة للدفعة الأولى من الفائزين من قبل الدكتور سورنا ستاري، رئيس لجنة التخطيط، والدكتور علي رضا مرندي رئيس أكاديمية العلوم الطبية الإيرانية وحميد عيسى مؤسس جامعة الخزر في أذربيجان.
وفي المجال الثاني المتعلق بالعلماء المقيمين في دول العالم الإسلامي، قال الفائز الدكتور حسين بهاروند أستاذ البيولوجيا وتكنولوجيا الخلايا الجذعية في معهد رويان للأبحاث: تحول علم الخلايا الجذعية إلى ثقافة وهي ثقافة الإمكان وتدريس مجال الخلايا الجذعية للجميع وإنشاء مصنع الخلايا الجذعية والتأثير على الطب المستقبلي. لافتاً إلى أن اختراعه يسهم بعلاج مرض باركنسون.
وأضاف: يعد عملنا نادراً على المستوى العالمي، وتوجد مجموعات في أمريكا والسويد واليابان، ونحن حالياً نعمل على نقل عملنا للتطبيق على المستوى البشري، وفي حال تحقيق ذلك سيكون ذلك من ضمن النماذج النادرة في العالم الإسلامي.
وتابع: أنا مدين بنجاحي لفريق العمل القوي الذي يعمل معي والأشخاص الذين لطالما دعموا المسيرة العلمية بالدعاء والمال، مؤكداً أن المسار يحتاج إلى مساعي حثيثة وتلفيق الجهود بين الفروع المختلفة، وأكد أنه مدين في نجاحه لأبيه الذي أطعمه لقمة الحلال وأمه التي سقته الحنان وعائلته التي دعمته رغم جميع المشاكل والأيام الصعبة التي مر بها.
ولفت إلى أنه يفكر دائماً بالمهمة التي تقع على عاتق العلماء من أجل بناء المستقبل وأنه يسعى من أجل تأسيس أكاديمية عالمية للطب بالتعاون بين هندسة الأنسجة وفروع الطب المختلفة من أجل دعم الباحثين في الفروع المختلفة في العالم الإسلامي، وعبر عن أمله بأن يقود إنجازه العلمي إلى تسكين ألم مريض ومنح الناس الأمل، وتقدم بالشكر كذلك لمركز رويان للعلاج الطبي حيث بدأ عمله البحثي من هناك.
ومن جانبه قال البروفيسور عمران اينان، عميد جامعة كوتش في تركيا: درسنا العلاقة بين الجزيئات المعلقة في الجو والأمواج في الهواء ودراسة التأثير الإلكتروني، والكثير من الظواهر الجوية اللافتة التي تحصل ضمن المجال الجوي للأرض، وحاولنا دراسة الظواهر التي تحصل في الغيوم وفي أجواء الأرض والأمواج الكهربائية.
وتابع: أنا سمعت عن جائزة المصطفى(ص)، واهتممت بها كثيراً عندما علمت بأنها تهتم بتكريم علماء العالم الإسلامي، مضيفاً: أشكر القائمين على الجائزة والمؤسسة، وأنا سعيد بأني جزء منها، لدينا مثل في تركيا يقول: عندما تقوم بعمل يجب أن تسعى إلى اتمامه وتقدير الآخرين له، وأنا اليوم سعيد لاختياري في جائزة المصطفى(ص)، فلم أكن أعرف الكثير عنها، ولكن بدراسة المقالات التي كتبت عنها، تعرفت عليها أكثر، ونحن نعمل على دراسة الطبقات الجوية المختلفة والظواهر الجوية وتوصلنا إلى قياس الجزيئات المعلقة والأمواج في مناطق الجو المختلفة.
وشدد: هذه الجائزة لها مكانة خاصة عندي، بعد العمل لمدة 36 عاماً في ستانفورد ثم عدت إلى تركيا للعمل عميداً لجامعة كوتش وهي أفضل جامعة بحثية وأنا أفخر بالقيام بذلك، وقال أنا أنظر قدماً للتعاون مع الجامعات الإسلامية من أجل مستقبل أفضل للبشر وأدعو الآخرين للالتحاق بهذا الأمر والتعاون، وأنا سأفعل أفضل ما في وسعي كي أتمكن من القيام بأفضل ما يمكنني لخير البشرية.
وتابع: منحت الأرض لنا جميعاً وقد سكنت في 5 قارات وعملت في دول كثيرة وفي أكثر من أربعين مكاناً في العالم، وأنا سعيد جداً بحضوري إلى هنا وهذا أمر له مكانة خاصة في قلبي.
وقال الفائز الثالث، الدكتور محمد عبد الأحد، عضو الهيئة التدريسية في كلية الهندسة الكهربائية والمعلوماتية في جامعة طهران: أن سرطان الرئة من السرطانات الشائعة والتي تصبح أكثر رواجاً وإنه عمل على انتاج جهاز للكشف المبكر عن هذا المرض.
وعبر عن سعادته بلعب دور في علاج السرطان عن طريق زاوية غير نافذة الطب، وقال لحسن الحظ بدأت البلدان الإسلامية عملية تحويل العلم إلى منتجات علمية.
وتابع: الكثير من الأجهزة العلمية الغربية هي نتاجات تمت في مختبرات العالم الإسلامي، وقال إن الجهاز الذي كشفه يساعد على كشف السرطان والارتقاء بمستوى صحة الفرد وتم توفير البنى التحتية للعمل، وهذا هو المستقبل الذي نتوقعه، ولكن المهم ألا تكون هذه الأعمال متفرقة بل نتمنى أن تتطور جميع بلدان العالم الإسلامي في آن واحد.
وتقدم بالشكر لعائلته وبصورة خاصة والدته التي حالت دون هجرته إلى الغرب ودعت له الله أن ينجح في بلده بدلاً من الهجرة. في حين أثنى على فريق عمله معتبراً أن لهم دوراً كبيراً في تحقيق ما تحقق، وأكد أنه ما يزال في بداية الطريق وأن أهواء النفس هي أكبر الأعداء في هذا المسار.
واستلم العلماء الثلاثة في الدفعة الثانية من الأستاذة في جامعة لندن، خلود الجمل، عضو لجنة التخطيط، علي أكبر صالحي، والأمين العلمي لجائزة المصطفى(ص)، سعيد سهراب بور.
وألقت الدكتورة خلود الجمل، كلمة عبرت فيها عن فرحتها في العمل في مجال العلوم الحديثة، وعبرت عن دهشتها برغبة العلماء المسلمين الشباب بطلب العلم، وقالت إنها تفاعلت مع العلماء.
وأضافت أتمنى أن أرى في السنوات القادمة مشاركات نسائية أكبر في العلم، مؤكدة بوجوب منح الفرص للنساء في العلم والتكنولوجيا من أجل رؤية واضحة إلى المستقبل والتوصل إلى نتائج ملموسة
وأكدت أن المصطفى(ص) تلهم الجميع وإن العلم والتكنولوجيا يجب أن يمضيا معاً وتابعت: العلم صعب ودائماً ما أتساءل هل هذا العلم مفيد لأحد؟ هذا ما تجيب عنه جائزة المصطفى(ص) التي تدفع عجلتي العلم والتكنولوجيا في آن واحد. واختتمت: أشكر مؤسسة المصطفى(ص) لمنحنا فرصة لقاء العلماء من باقي البلدان الإسلامية، وإتاحة فرصة التعرف على ثقافة أحد البلدان الإسلامية وهي إيران.
تعليقك