١٦‏/١١‏/٢٠١٩، ١١:٣٢ ص

محلل سياسي: امريكا تلعب بورقة الاكراد وتركيا بنفس الوقت

محلل سياسي: امريكا تلعب بورقة الاكراد وتركيا بنفس الوقت

رأى المحلل السياسي اللبناني طلال عتريسي ان الولايات المتحدة لعبت من جهة بورقة الانسحاب وتفاهمت مع تركيا و من جهة اخرى لا تريد ان تكون تركية صاحبة ورقة أقوى حيث تنتهى ورقة الاكراد و هذا ما يفسر موقفها المزدوج.

وكالة مهر للأنباء - تعتبر تركيا الذراع العسكري لاكراد سوريا  منظمة ارهابية على غرار حزب العمال الكردستاني ولهذا شنت هجوما على شمال سوريا بحجة محاربة الارهاب. هذا وامريكا قبل استئناف دعمه لاكراد سوريا سحبت قواتها من المناطق السورية الواقعة على الشريط الحدودي مع تركيا وتخلت عن  قوات سوريا الديمقراطية، والذي دعمته ضمن تحالف دولي للقضاء على تنظيم "داعش". فلماذا من جهة تخلت أمريكا عن حليفها الكردي، وتركته وجها لوجه أمام القوة العسكرية التركية، ومن جهة اخرى قامت بممارسة الضغط على تركيا لوقف العدوان على الاكراد؟ وفي هذا الصدد اجرت وكالة مهر للأنباء حوار مع أستاذ علم الاجتماع في الجامعة اللبنانية والخبير في شؤون الشرق الأوسط. فيما يلي نص الحوار:

س: تخلت الولایات المتحده عن دعم الأکراد قبل شهر لتشنّ ترکیا  هجوماً علی المناطق الكردية في شمال سوريا بينما استأنفت واشنطن دعمها للاكراد من جديد. ما هی أهداف واشنطن من هذه السياسات؟

اعلن الرئيس ترامب انه یرید سحب قواتها من شمال سوریا ویتخلی عن دعم الاکراد في اطار تفاهم عقده مع ترکیا لكي تنتشر ترکیا قواتها في المنطقة وترکیا بدورها تفاهمت مع روسیا في هذا المجال لکن ترامب تعرض لضغوط شديدة في مجلس الشيوخ وفي مراكز القرار مثل البنتاغون وغيرها بسبب قرار الانسحاب لكن ترامب الذي لا يريد التورط في نقفات جديدة بسبب وجود جيشه في سوريا تراجع واعتبر ان البقاء في سوريا بعدد قليل من الجنود لكي يمنع الاتراك من القضاء نهائياً على الاكراد يعني هو من جهة يريد ان ينسحب لكن من جهة اخرى لا تريد لتركيا ان تقضي على الاكراد الذين يريدون من واشنطن حمايتهم.

اذن الولايات المتحدة لعبت من جهة بورقة انسحاب وتفاهمت مع تركيا ومن جهة اخرى لا تريد ان تكون تركيا صاحبة ورقة أقوى حيث تنتهى ورقة الاكراد و هذا ما يفسر الموقف المزدوج وحتى نستطيع ان نقول المرتبط للولايات المتحدة تجاه الاكراد.

وباختصار يمكن القول انها تخلت عن الحماية الاساسية للاكراد لكنها طلبت من تركيا عدم القضاء عليهم بشكل نهائي. 

س: لماذا قررت واشنطن ان تعود الى شمال سوريا مرة اخرى؟

الهدف كما أعلن ترامب هو سيطرة على حقول النفط واستفادة منها وليس الاكراد لان الاكراد تخلت عنهم الولايات المتحدة وتركتهم لتفاهم نركي-روسي. اذن تواجد واشنطن في شمال سوريا جاء لتحقيق مصالح اقتصادية و هذا يفيد ترامب في معركته ضد مجلس الشيوخ الذي يريد استجواب ترامب ويفيده ايضا في معركته الرئاسية بمعنى انه يحقق مصالح الولايات المتحدة و يريد ان يستفيد من آبار النفط في شمال سوريا  وانه انسحب لأنه لا يريد الانفاق على على الجيش و لا يريد الدخول في حروب جديدة ولكنه يبقى من اجل الاستفادة من آبار النفط.

س: يقال ان الولايات المتحدة تسعى لنهب حقول النفط في شمال سوريا لتحصل على 30 مليون دولار شهرياً. ما هو تعليقكم على ذلك؟

نعم تفكر الولايات المتحدة بنهب النفط في شمال سوريا. هذا صحيح وهذا ما اعلنه ترامب نفسه وهذا احتلال ونهب مقدرات دولة ذات سيادة مستقلة وهذا احتلال بكل معنى الكلمة وكما ذكرنا هذا بالنسبة لترامب يعني ورقة قوة يستخدمها في صراعاته الداخلية. لكن هذا لا يعني انه قد ينجح في هذه المسألة لان روسيا يمكن ان تمارس الضغوط. و اذا عاد الجيش السوري الى المنطقة ربما تواجه امريكا وضعا صعبا خصوصا انه قد تواجه عمليات مقاومة على تواجدها العسكري وهذا ما يرغمها على الانسحاب وحتى هذا الامر قد يكون معقداً لترامب  وربما يفكر لاحقا بانسحاب اذا تجاوز الازمات الداخلية التي يعيش فيها .

انه يخطط ليحصل على ملايين الدولارات لكن هذا ليس مشروعاً ولا يمكن لأي جهة دولية توافق عليه.

أجرت الحوار: سمیه خمارباقی


 

رمز الخبر 1899205

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha