الحمد الله الذي جعل من شهر رمضان شهر خير ورحمة، الحمد الله الذي أمضى قدره لهذه الأمة ليكون لها شهر فيه الكثير من الرحمة والكثير من المغفرة والكثير من مقومات الوحدة، شهر يكون فيه العبد أقرب الى رحمة الله ليكون أكثر صفاء وأكثر طاعة، وبذلك يكون فيه حال المسلمين حالاً من الوحدة وحالاً من الفهم المشترك، ويأتي يوم القدس ليجسد أبرز تجليات هذه الوحدة.
هذا اليوم المبارك الذي اختاره الأمام الخميني ليكون يوماً عالمياً للقدس ويكون يوماً لنهضة المسلمين ووحدتهم في مواجهة إسرائيل. إنه يوم لتجديد العهد مع القدس بأننا قادمون، إن دعوة الامام الخميني كانت دلالة كبيرة على أن فلسطين ليست مسألة فلسطينية بل قضية المسلمين جميعاً وأن القدس هي عاصمة الأمة الإسلامية جمعاء، وأن الحكومات التي تمنع شعوبها المشاركة بهذه المناسبة على أنها مناسبة إيرانية، يريدون بذلك أن يتنازلوا عن القدس لصالح إسرائيل، أليست القدس للامة؟ لكنهم للأسف لا يريدون القدس ويبحثون لأنفسهم عن مبررات تافهة للتنازل عنها. إنهم اليوم يتكلمون عن حقوق اليهود في فلسطين ولا يتكلمون عن حقوق الشعب الفلسطيني في فلسطين.
يا شعبنا العظيم ويا أمتنا الباقية بقاء الزمن، نحن على يقين بأننا بالمقاومة نسير على الطريق الصحيح، الذي لا يزال طويلاً وشاقاً ولكنه الوحيد الذي سيجلب لنا الحرية والكرامة، وإننا جاهزون لجهاد طويل محكوم لنا فيه بالنصر إن شاء الله، هذا الانتصار الذي لن يتم الا بوحدتنا جميعا كقوى وطنية وإسلامية مدعومة بأكبر حشد من الشعب العربي والشعوب الاسلامية جمعاء، واذا لم ننجح بإنهاء الخلافات بيننا فسيبقى صفنا مخلخلاً لصالح العدو، لذلك دعونا مراراً وندعو في هذه المناسبة للوحدة على قاعدة المقاومة فقط، فلن نتوحد على مشاريع السلام الكاذب والزائف لأنه سلام يتجاوز حقنا التاريخي في فلسطين، ولن نتوحد على قرارات تنهي حقنا التاريخي في فلسطين، ولن نتوحد على مهادنة العدو والتعايش بشروطه، ولا بد من التصدي للمشاريع الأمريكية المتمثلة بصفقة القرن التي صفق لها البعض والتي أثبتت فشلها، وقبلها كل الاتفاقيات مع العدو الصهيوني.
يا شعبنا المجاهد، يا أمتنا الكبيرة من قال أن أمريكا تستطيع أن تفرض ما تريد، الواهمون فقط هم الذين يستسلمون للأعداء وإن صفقة القرن ساقطة ولا قيمة لها، وشعبنا يستطيع أن يمزقها كما مزق كل اتفاق تجاوز ارادته وحقوقه، وما على العرب والمسلمين إلا الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني ومقاومته وليس دفعهم للاستسلام والقبول بواقع اسرائيل بالحصار وتحت الحاجة للقمة العيش.
وانني بهذه المناسبة أدعو الى اوسع تحالف وتنسيق مع قوى الإقليم والمنطقة لنشكل معا قوة كبرى في مواجهة اسرائيل ومواجهة المشاريع الأمريكية التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية لصالح العدو الصهيوني.
يا شعبنا العظيم، في يوم القدس لا يسعنا إلا ان نقف إجلالاً واكباراً لشهداء فلسطين ولشهداء الأمة ولشهيد القدس الحاج قاسم سليماني الذي كان حاضراً دوماً مؤيداً ومسانداً وداعماً، ولم يبخل بروحه الطاهرة شهيداً على طريق القدس من أجل القدس ومن أجل فلسطين.
المجد للشهداء والحرية لأسرانا والنصر لشعبنا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تعليقك