وأفادت وكالة مهر للأنباء، نقلا عن اللجنة الاعلامية لمؤسسة المصطفى(ص) للعلوم والتكنولوجيا بعقد الاجتماع الثاني لترويج العلم في مؤسسة المصطفى(ص) للعلوم والتكنولوجيا بموضوع ازاحة الستار عن أسرع جهاز الكتروني لكشف كورونا.
حول جهاز آي مد لتشخيص الكورونا قال الدكتور ربيعي: يجب أن تمر البروتوكولات الطبية عبر عدد من المراحل كي تصل إلى مرحلة التنفيذ، في بعض البلدان يتم استخدام CT SCAN وفي أخرى يتم استخدام فحص كريات الدم البيضاء.
وأوضح: في المرحلة الأولى حاولنا دمج هذا النظام مع أنظمة التشخيص الموجودة في المستشفيات وتم دمج نظامنا الآن في احدى المستشفيات في طهران، وتم المضي بنفس هذه المراحل في بلدان أخرى مثل اندونيسيا والهند وبلدان أفريقية من أجل اتباع نفس المراحل لتفعيل الجهاز.
وقال: هذا النظام أثبت فعاليته عملياً وحالياً لدينا مشروع مشترك مع جامعة إيران وجامعة كاشان وسيكون مفيداً في الموجة الثانية من كورونا، النظام سيتمكن من تقييس العلامات الحياتية في المريض وتقدير احتمالات الحياة والموت ومدة المرض وهذا يساعد في أولويات المستشفيات.
وأشار إلى استخدامات الجهاز وقال: حتى خلال استخدام فحص الرئة نحن نتوصل إلى احتمالات الحياة والموت، ولكن في المرحلة الثانية سيتم التوصل إلى مدة العلاج المطلوبة واحتمالات الموت وهذا يساعد المستشفيات في تقدير عدد المرضى وإدارة الموارد.
من جهته قال الدكتور قناعتي: موجة وباء الكورونا تنتهي عندما يصل عدد المرضى إلى الصفر، لذلك إيران ما تزال في الموجة الأولى وما يحصل الآن هو استمرار للموجة الأولى.
وأكد: الكورونا حرب حقيقية على وجود الإنسان، وإذا لم نتعامل معها بصورة صحيحة ستحصل كارثة حقيقية للبشر. حسب الفرضيات من الممكن أن يصاب 600 مليون انسان بالكورونا.
وتابع: للأسف فاجئنا هذا المرض، بعض المرضى بعد شهر من ذلك ممكن أن يصابوا مرة أخرى، هناك الكثير من الأسرار حول الكورونا.
وعن طرق التعامل مع الكورونا قال: للكورونا 3 استراتيجيات مهمة أولاً الوقاية والنظرة إلى المرض وليس المريض، جميع الأدوية التي تم الإعلان عنها لا توجد أدلة مؤكدة على تأثيرها، وأغلب الأدوية التي تباع بالسوق السوداء بأسعار مضاعفة يتم التسويق لها من دون أدلة علمية تثبت أنها علاجات أكيدة.
وأضاف: الموضوع الآخر هو أنها حرب، وإدارة الحرب تختلف عن إدارة السلم ويجب التعامل مع الموضوع بقوة واقتدار، مثال ذلك كوريا والصين الذين نجحوا في السيطرة على المرض، على العكس من أمريكا رغم امتلاكها المال لم تستطع السيطرة على المرض.
وتابع: أغلب الخبراء يعتقدون أن الموجة الثانية ستبدأ في الخريف وستكون أسوء وستترافق مع الانفلونزا وبرودة الجو مما يؤثر في تشديدها.
وعن طريق التعامل مع الوبء قال: العثور على المرضى مهم، والأهم هو الحجر الصحي على المرضى والتدخل بذلك بقوة كما تقوم بعض البلدان بالحكم بالسجن على من يعلم باصابته بالكورونا ويغادر منزله.
واعتبر أن تشخيص الكورونا سهل جداً وطلاب الطب يمكنهم القيام بذلك من دون أدوات، أما استخدام السي تي سكان يتم من أجل التخطيط المستقبلي وليس من اجل التشخيص.
وتعليقاً على الاحصائيات المبالغ بها التي تنتشر في بعض الأحيان قال: احصائيات بعض المسؤولين في بعض الأحيان غير دقيقة، وبعض التصريحات من دون مطالعة ومن دون علم مسبق.
وأردف: نحن لدينا خبراء ومتخصصين في المجالات المختلفة وإعلان عدد 25 مليون لم يكن على أساس الخبراء والمتخصصين بل على أساس تقديرات قام بها آخرين.
في حالة فيروس كورونا من لم يمت بالمرة الأولى من الممكن أن يموت في المرة الثانية.
وعن أهمية الالتزام بالتعليمات الصحية قال: إذا تم الالتزام بالتوجيهات الصحية فإن المريض الواحد يستطيع نقل العدوى إلى 1.5 شخص آخر؛ ولكن إذا لم يتم الالتزام فمن الممكن أن ينقل المرض إلى أكثر من 400 شخص.
وفي مقارنة بين فحص كريات الدم البيضاء وتصوير CT SCAN قال الدكتور ربيعي: السي تي سكان أفضل والمشكلة الوحيدة فيه هي تعرض المريض للأشعة ولكن تشخيص الكورونا لا يحتاج مقداراً كبيراً من الأشعة، أما الاعتماد على كريات الدم البيضاء فهو غير دقيق ومكلف، ولكن هذا التشخيص غير مفيد أساساً إذا لم يتم الاستفادة منه لادارة التعامل مع المرض.
وأضاف الدكتور قناعتي: طلاب الطب في السنة الرابعة يستطيعون تشخيص هذا المرض ووصف الدواء له، لكن علاج المرض يحتاج تعاون الجميع، ألمانيا نجحت في التعامل مع المرض بسبب مستوى الانضباط العالي والمقررات الحكومية والاجبار وهذا ما يجب تكراره في بقية البلدان.
وتابع: الكورونا نوع من المناورة والاختبار للمجتمعات، إذا لم تتعاون الشعوب فإنهم سيخسروا. التكنولوجيا وحدها لا تفيد، يجب تركيب التكنولوجيا مع طريقة استخدامها مع الاستخدام الصحيح، مثلاً امتلاك أفضل الأسلحة لا يفيد إذا كنت لا تعرف كيفية اطلاق النار.
وأشار إلى استخدام كوريا الجنوبية أسلوب الاختبار وتقصي المرض والسيطرة عليه، بأسلوب الحجر الصحي الاجباري باستخدام الأساور الالكترونية، مؤكداً أن الفحوصات غير مفيدة إذا لم يترتب عليها إجراءات لمنع انتشار المرض.
ومن جهته الدكتور ربيعي: عند حصول ازدحام للمرضى من الممكن أن يكون هذا النظام قادر على التشخيص بسرعة، يمكن للطبيب أن ينظر إلى صورة الأشعة ويشخص المريض، ولكن عند الازدحام تتراجع كفاءة الطبيب وتزداد نسبة الخطأ ولكن هذا الجهاز يُساعد في تسريع التشخيص والارتقاء بالدقة ويعطي مؤشرات أخرى تساعد في اتخاذ القرارات.
وأكد الدكتور قناعتي أن إيران ما تزال تعيض الموجة الأولى مشدداً على أن الاستعجال بفتح المراكز والعودة إلى الدوام أدت إلى ارتفاع جديد بالاصابات في نفس الموجة.
ولفت إلى أن البلدان الأوروبية تستخدم الأسلوب الاشتراكي في المجال الطبي وهذا ما جعلهم يتقدمون بسرعة في مكافحة الكورونا، في حين أن أمريكا لم تمكن من السيطرة على الكورونا لأن نظامها الصحي رأسمالي، وهذا يشير إلى أهمية التخطيط الصحيح للنظام الصحي.
وأكد: على الشعب أن يأخذ هذا المرض على محمل الجد، لأنه مرض قاتل وقد يؤدي إلى مذبحة.
وتابع: هناك إصابات تصل إلى 30% من كوادر المستشفيات وهذا يشكل ضغطاً على الآخرين ويصيبهم بالتعب، وكذلك الأمر بالنسبة للاقتصاد، نأمل حصول أمر علمي أو طبيعي يقف بوجه هذا الفيروس، حتى الآن لا أحد يعرف كيف يتحرك هذا المرض، ربما يكون توقف المرض بعد عام والأفضل أن يكون عدد المصابين والوفيات أقل ما يمكن.
وأردف: الوقاية لن تمنع انتشار المرض، نحن نحاول تأخير الانتشار من اجل أن يستمر المرض بالمضي إلى الأمام، واعتبر أن كلام العلماء عن أن إصابة 90% من البشر بالمرض سيكون كافياً للتخلص من الفيروس بأنه فرضية صحيحة ولكنها لم تثبت في حالة الكورونا.
وأعتبر أن دولاً مثل كوريا الجنوبية وتايوان لديهم خبرة متراكمة في مجال التعامل مع سارس، وكذلك إيران استطاعت التعامل مع المرض بسبب الأزمات التي مرت بها والحرب وما شابه.
وعن مقارنة نظام آي مد الذي تم تصميمه في جامعة صنعتي شريف مع الأنظمة الأخرى في العالم، قال الدكتور ربيعي: يمكن مقارنته مع الأجهزة في الصين وأمريكا، ولكن هذه الأنظمة ليست في متناول أيدينا. النظام الأمريكي خرج عن إمكانية الوصول اونلاين من دون اعلان السبب، ولكن وفقاً لما تم نشره فإن نظامنا يوفر معلومات إضافية مثل المساحة المصابة والشدة وسرعة التشخيص، لذلك يبقى ضمن الأفضل وتمت مقارنته مع المعلومات الموجودة وما يزال تطويره جارياً.
وتابع: هذه الأنظمة تستمر بالتحديث بسبب أن المرض يستمر بالتغير والنظام تم عرضه على منظمة الصحة العالمية وهو يعمل على عدة منصات وعقدنا اجتماعات مع بعض البلدان ولدينا تعاون معهم، وهو حالياً يعمل في 600 نقطة حول إيران.
وأضاف: حجم المعلومات يزداد يوماً بعد يوم والتعامل مع هذا الكم من المعلومات أصبح أمراً متعباً ولا يمكن للأطباء التعامل معه ولذلك فإن الذكاء الصناعي يساهم في إدارة المعلومات.
وتابع: الذكاء الصناعي يساعد في مجال اتخاذ القرار الصحيح بسرعة ودقة والارتقاء بالكفاءة، وقريباً لن تكون الكثير من العلاجات الطبية متاحة من دون الذكاء الصناعي، وسيعتبر الأطباء هذه الميزة أمراً ضرورياً.
وأشار الدكتور قناعتي إلى أن البلدان لم تتعاون في ظل الكورونا، بل في بعض البلدان حتى بعض الولايات لم ترحم الولايات الأخرى، يجب أن نمنع وصول المرض إلى مرحلة انفجار المجتمع والانفلات والانشقاقات الاجتماعية.
وأوضح أن أفغانستان والعراق حصلوا على المشاورة في مجال الكورونا من إيران وكيفية التعامل مع المرض، حيث أن انتشار المرض في أي بلد يعني انتشاره في البلدان المجاورة أيضاً.
وكشف الدكتور ربيعي أنه يتم حالياً تصميم جهاز لمساعدة المطارات في تشخيص المشكوك باصابتهم بالمرض وهو جهاز للمساعدة وليس للتشخيص ولا جانب طبي له.
وحول عملية تدريب الذكاء الصناعي في جهاز آي مد قال: قبل بدء التشخيص يقوم النظام بعملية تعلم طويلة على أساس تشخيص المتخصصين وما تم التأكد من صحته. هذا النظام حيوي، لذلك فإن الكلام عن كون هذا الأمر غير قائم على التشخيص والتطوير، حتى إذا كان الفيروس متغيراً فإن النظام سيتمكن من معرفة ذلك التعامل معه، كما أن المرض لا يمكن تشخيصه بالعين المجردة في الصور الاشعاعية للمراحل الأولى، ولكن النظام قادر على تشخيص ذلك.
وتابع: حتى في داخل البلاد لم نكتفِ بالمعلومات القادمة من مصدر واحد بل المستشفيات المختلفة لها دقة مختلفة وأجهزة مختلفة، كما أننا حصلنا على معلومات من البلدان الأخرى المتعاونة معنا ونقوم بتقييم كل ذلك. استلمنا أنواعاً مختلفة من المعلومات.
وأكد: مستعدون لوضع الجهاز مجاناً تحت تصرف الدول الأخرى وخاصة الإسلامية. ويمكن للصحافة أن تساعد كثيراً في هذا المجال من أجل نشر ثقافة استخدام هذا الجهاز، والآن توصلت الدراسات إلى أن استخدام السي تي سكان أكثر دقة؛ وهناك أدلة سريرية على أن هذه الطريقة أرخص وأفضل وأسرع؛ المرحلة الثانية هي أن النظام يتم ادماجه في أنظمة بعرفها الأطباء وتحسين طريقة استخدامه لتسهيل الأمر على الأطباء.
ونفى الدكتور قناعتي إمكانية التوصل للقاح بسرعة وقال: يتم صنع اللقاح ولكن باعتباري شخص يعمل في هذا المجال لا أعتقد أن من الممكن التوصل إلى لقاح أو علاج لهذا المرض ولا تنتظروا العلاج أو اللقاح.
ويشار إلى أن هذا كان ثاني اجتماع تعقده مؤسسة المصطفى(ص) لترويج العلم، ويذكر أن الاجتماع الأول أقيم قبل شهر في الأمانة العامة لمؤسسة المصطفى(ص) حول موضوع علاج كوفيد 19 عن طريق بلازما الدم.
تعليقك