وكالة مهر للأنباء _ احداث أفغانستان هي عملية تسليم و إستلام، وتنفيذ بشكل دقيق ومدروس وسلس لاتفاق دوحة، الذي تم بين الولايات المتحدة الأمريكية وطالبان، وموافقة الحكومة الأفغانية. وكان من بنود الاتفاق اطلاق سراح المعتقلين وعددهم 15 الف، تم اطلاق سراح 6500 منهم فورا.
والبند الأهم الذي أضيف إلى الاتفاق بتدخل قطري واصرار المبعوث الأميركي الخاص زولمي خليل زاد، وموافقة جهات بشتونية متنفذة في الدولة الأفغانية، هو تسليم أفغانستان لطالبان بعد انسحاب الجيش الأميركي والناتو؛ وما يجري اليوم من تقدم سريع لطالبان وسيطرتها على المحافظات دون مقاومة تذكر هو في الحقيقة تنفيذ لاتفاق دوحة.
ما يجري اليوم من تقدم سريع لطالبان وسيطرتها على المحافظات دون مقاومة تذكر هو في الحقيقة تنفيذ لاتفاق "دوحة" برعاية قطرية وامريكية
وفي تمهيد لتنفيذ المخطط (اتفاق دوحة) عمدت الحكومة الأفغانية منذ عام تقريبا على اجراء تغييرات واسعة في صفوف قيادات الجيش والقوات الأمنية، وعينت ضباط من قومية الپشتون المتعاطفين مع طالبان على رأس القوات الأمنية في أغلب المحافظات الشمالية والغربية، كما تم استبدال اغلب المحافظين في الشمال والغرب بشخصيات پشتونية.
ومع الانسحاب الأميركي والناتو من أفغانستان بدأت حركة طالبان، بالتوسع وصدرت أوامر مشددة لضباط وقيادات الجيش الأفغاني على عدم المواجهة مع طالبان، و عدم توزيع السلاح على المقاومة الشعبية، والتعاون مع طالبان لتسهيل مهمتها. و طبعا دولة عربية خليجية خصصت مبالغ كبيرة لكل ضابط وقيادي متعاون.
وبدأت عملية السيطرة من الشمال لان اغلب سكانها من غير الپشتون، وكان لابد من السيطرة بأسرع وقت ممكن على الشمال لمنع الفصائل الجهادية الشمالية من إعادة احياء تحالف الشمال من جديد والحيلولة دون تشكيل المقاومة العسكرية لحكم طالبان في المستقبل. كما ان السيطرة على الشمال والغرب يعني السيطرة على أفغانستان بشكل كامل، لأن المحافظات الجنوبية والشرقية اغلب سكانها من الپشتون ولا مشكلة حقيقية بينهم وبين طالبان.
الان تم تنفيذ المخطط بنجاح، و خُدع اغلب قادة الهزارة والتاجيك والاوزبك؛ الذين عملوا المستحيل لتشكيل المقاومة الشعبية ولكن الحكومة خذلتهم ولم تزودهم بالسلاح والذخيرة والأموال، كما حدث مع القائد اسماعيل خان في هرات، حيث سلموه لطالبان بعد ان منعوا عنه السلاح والذخيرة.
وكما حدث مع الجنرال عبدالرشيد دوستم والجنرال عطاء محمد نور في مزار شریف يوم أمس، حيث أن قادة ألوية الجيش في مزار شریف فتحوا الطريق لدخول طالبان إلى المدينة. هذه المعلومات الخطيرة ورد على لسان رئيس أركان السابق الجنرال اشرف ضياء، قبل شهرين ولكن لم يؤخذ كلامه على محمل الجد في وقته، و اخفي الرجل بعد تلك التصريحات./انتهى/
تعليقك