وكالة مهر للأنباء - حسين الديراني: لم يكن تاريخ 25 أيار عام 2000 تاريخاً عادياً، ولا يوماً عادياً في تاريخ الأمة، بل هو يوم مشهود ومعلوم، يوم أثمرت شجرة التضحيات والبطولات والجهاد نصراً عزيزاً، وفتحاً مبيناً، شجرة إرتوت بدماء الآلاف من الشهداء على مر عقدين من الزمن، زمن الإحتلال الصهيوني لأرض الجنوب اللبناني المرير، والذي إرتكب أبشع المجازر بحق أبناء الشعب اللبناني من هدم البيوت، والإعتداء على الأعراض والمقدسات، وزرع ميليشيا إرهابية لحدية تقوم مقامه في القتل وممارسة الإرهاب، واعتقال كل المقاومين والرافضين للإحتلال ليرتقي منهم العشرات شهداء تحت التعذيب، حتى أصبح الجنوب اللبناني نكبة أخرى تضاف إلى نكبة فلسطين.
الإحتلال الإرهابي البغيض لم يخرج من الجنوب اللبناني تلبية لدعوة مجلس الأمن الدولي، ولا لأمنيات الأمم المتحدة، ولا تلبيةً لتوسل جامعة الدول العربية، ولا لرابطة العالم الإسلامي، بل خرج الإحتلال مدحوراً مذلولاً منكسراً منهزماً تحت وطأة ضربات المقاومة الإسلامية والوطنية اللبنانية
هذا الإحتلال الإرهابي البغيض لم يخرج من الجنوب اللبناني تلبية لدعوة مجلس الأمن الدولي، ولا لأمنيات الأمم المتحدة، ولا تلبيةً لتوسل جامعة الدول العربية، ولا لرابطة العالم الإسلامي، بل خرج الإحتلال مدحوراً مذلولاً منكسراً منهزماً تحت وطأة ضربات المقاومة الإسلامية والوطنية اللبنانية، خرج ولم يستطيع حتى إنقاذ عبيده الذين فروا إلى بوابة العبور إلى شمال فلسطين المحتل، خرجوا مطأطين الرؤوس يلوم بعضهم بعضا، لأن الجنوب تحول إلى مقبرة لجنوده وعملائه، فكان أسود المقاومة الإسلامية ينقضون عليهم وهم في جحورهم في كل بقعة من أرض الجنوب المحتل، وكان جنرالات الكيان الصهيوني يتجنبون الذهاب إلى الجنوب اللبناني خوفاً ورعباً من عيون المقاومة التي كانت تصطادهم كصيد الطيور.
في هذا اليوم الخالد 25 أيار من عام 2000 تجلى وعد الله ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾، وأدخل الله الرعب في قلوب المحتلين الإرهابيين، وأبطل الله قول الذين كانوا يثبطون العزيمة بشعاراتهم الإستسلامية الإنهزامية "العين لا تقاوم المخرز، والدم لا ينتصر على السيف"، وإذا برجال الله وصرخة المظلومين، وآهات الأمهات، وقبضات المواطنين المؤمنين الأحرار، ولوعة الأسرى والسجناء، وهتافات هيهات منا الذلة يصنعون ملحمة جديدة ويفتح الله على أيديهم ليكون يوماً جديداً من أيام الله، انتصر به الدم على السيف والجلاد، والعين بسحرها وإيمانها قلبت المخرز بإتجاه العدو وفقأت عينه وأدمت قلبه اللعين.
ولمن يريد معرفة وعظمة هذا الإنتصار فليشد رحاله لزيارة الجنوب اللبناني، ويشاهد بأم عينيه المواطنيين اللبنانيين وهم يبنون بيوتهم على الشريط الحدودي، ويزرعون أراضيهم بكل فخر وإعتزاز وحرية وإطمئنان، كل هذا بفضل تضحيات المقاومة الإسلامية التي صنعت هذا الانتصار العظيم.
مع هذه الذكرى تتجدد أهمية التمسك بالقوة والسلاح لردع الكيان الصهيوني حتى من التفكير في الإعتداء على لبنان وأرضه وشعبه، فالمقاومة وحدها درع الوطن الحصين مع جيشه وشعبه، ومن دونها يصبح لبنان عارياً أمام شهوات الكيان المؤقت
يوم 25 أيار يوم العبور إلى كل الانتصارات؛ فمنه كان انتصار 2006، ومنه كان الانتصار على التكفيريين الإرهابيين مرتزقة الكيان الصهيوني وصنيعته. يوم 25 أيار كان يوم التواضع والزهد، يوم أهدى سيد المقاومة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله هذا النصر لكل العرب واللبنانيين، يوم العفو والرحمة حين لم ينتقم من العملاء الذين كانوا دروعا للكيان الصهيوني المحتل، يوم تحول به العدو الصهيوني من كيان تهابه جيوش وحكومات العرب وجيش لا يقهر ألى كيان أوهن من بيت العنكبوت، شعار خالد أطلقه سيد المقاومة في يوم الإحتفال بهذه الذكرى العظيمة "إن إسرائيل هذه أوهن من بيت العنكبوت" وسيبقى هذا الشعار خالداً يتردد مع كل ذكرى سنوية لهذا النصر الإلهي والفتح المبين.
ومع هذه الذكرى تتجدد أهمية التمسك بالقوة والسلاح لردع الكيان الصهيوني حتى من التفكير في الإعتداء على لبنان وأرضه وشعبه، فالمقاومة وحدها درع الوطن الحصين مع جيشه وشعبه، ومن دونها يصبح لبنان عارياً أمام شهوات الكيان المؤقت الذي يعيش على سفك الدماء وإغتصاب الأراضي وهتك المقدسات.
في هذا اليوم يحق لأحرار العالم إرسال التهاني والتبريكات لكل من ساهم بصنع هذا النصر الإلهي، إلى سيد المقاومة وعوائل الشهداء والجرحى، إلى سوريا الأسد وفخامة الرئيس اللبناني السابق إميل لحود وإلى كل مقاوم وحر وشريف.
وكل عام وأنتم بألف خير ونصر جديد.
/انتهى/
تعليقك