وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد: في إجتماع البريكس في شهر أكتوبر المنصرم 2024 صرح الرئيس الصيني "شي جين بينج" أن الصين ستعمل بلا شك على تطوير علاقات ودية مع إيران خلال قمة البريكس.
فالصين تمارس سياسة التوسع الاقتصادي خاصة مع ايران، وعبر التاريخ كانت العلاقة بين البلدين مميزة، وتصريح الخارجية الصينية بتأيدها حق إيران في الدفاع عن أمنها القومي ليس عنّا ببعيد.
حول هذه العناوين، أجرت مراسلتنا، الأستاذة وردة سعد، حواراً صحفياً، مع المتخصص بالشؤون الصينية، ومدير مركز الصين بالعربية الفصحى، د. جاد رعد، وجاء نص الحوار على النحو التالي:
ما هي الدلالات التي يتضمنها التصريح الصيني بأن من حق ايران الدفاع عن أمنها القومي، وهل تعتقدون ان الامر يتعلق ايضا بالمواجهات القائمة حاليا بين الجمهورية الاسلامية وكيان الاحتلال؟
التصريح الصيني يرتكز على المبادئ الخمسة للسياسة الخارجية الصينية، في موضوع الإعلام الصيني انه لاحظ وتحدث عن أن هناك فشل "إسرائيلي" في الميدان، وتاريخيا لا يوجد له مثيل، فهناك اعتداء فاضح واضح ضد كل معايير الامم المتحده، ضد كل المعايير الدولية، والإعلام الصيني يقول ان الولايات المتحدة الأمريكية "وإسرائيل" فشلوا في تحقيق مكاسبهم من هذا، وعندما فشلوا في تحقيق المكاسب ميدانيا تعمدوا أو عمدوا الى شرعنته أو وضعه في قالب معين عبر مؤسسات المجتمع الدولي، وبالتالي: الصين ترفض إدخال مبدا الجريمة أو العدوان على مواثيق أو على المعايير المتبعة في الأمم المتحده وبالتالي الحق بأساس هذه القضية هو أن يكون لكل دولة سيادتها وقرارها الحر في الدفاع عن نفسها.
يضاف الى هذا ان الصين تاريخيا تقاربت مع ايران بطريقة اسرع وافضل من الدول العربية في المنطقه، فاذا اخذنا مثلا اتفاقية البنى التحتية مقابل النفط التي تم توقيعها مع السعودية والعراق وإيران نجد ان الاتفاقية الأولى كانت مع إيران بعدها بسنتين أو أكثر مع العراق وفيما بعد مع المملكه السعوديه خلال قمة الرياض.
لم تكن العلاقات الصينية مع ادارة الرئيس بايدن وادارته على ما يرام، وشابها البرود والتوتر في اكثر الاحيان، هل للصين مموقف محدد من الانتخابات الاميركية ؟ وهل تفضل احد المتنافسين على ضوء تقييمها لمواقفهما من مصالحها القومية ؟
قام الرئيس بوتين باعلان تأييده ل بايدن، وقال اي كان افضل من ترامب، لكن الصين اعلنت وكررت انها لا تتدخل في شؤون الدول الاخرى، ولو كان في اطار اعطاء الرأي بمرشح، بشكل عام كان هناك غياب تام لاي تفضيل لمرشح على آخر لكن الاعلام المكتوب باللغة الصينية وغير الرسمي كان يفضل هاريس.
تمارس الصين سياسة التوسع الاقتصادي والانتشار عن طريق التجارة والعلاقات الاقتصادية مع دول العالم، ولكن السياسات الاميركية لا تسمح بذلك وتستخدم لغة الحروب والتوترات السياسية والامنية، فكيف ستواجه الصين ذلك، وهل يمكن ان نشهد ان تخرج الصين انيابها العسكرية بشكل اوضح؟
الصين رددت تكرارا انه لا حاجة لاستعمال القوة العسكرية في تايوان، وتم استعمال خراطيم المياه حصرا في المواجهة مع البحرية الفليبينية لكن شهدنا خلال الشهر الاخير استعراض طيارات الشبح بنسختها الصينية الحديثة (قمرة قيادة مزدوجة) سبقها مرور حاملة الطائرات "لياوالينغ" على مسافة قريبة نسبيا من الشواطئ التايوانية مما ادى لمغادرة كل القطع البحرية الغربية وتعليق صيني رسمي من الجيش ان حصار تايوان ليس بحاجة لاكثر من طائرات لياوالينغ وذلك كافي لاسقاط النزعة الاستقلالية لدى البعض في تايوان وعند تدخل الخارجية الالمانية للتوسط، تعرفون ان الوزيرة الالمانية لم تجد من يستقبلها في المطار سوى سفارة بلادها وكان الارباك واضحا على وجهها، اضافة الى تعثرها اعلى سلم الطائرة كما عند توجهها الى السيارة. الصين وجهت لكمة قاتلة الى الاقتصاد الاميركي ببيعها ما تملك من اصول، مما دفع اليابان والسعودية الى ذلك ولو باحجام اصغر كما ان ما شهدته قمة البريكس الاخيرة اوضحت ان العالم على وشك الدخول في حرب اقتصادية ليست اقل شراسة من الحروب العسكرية.
/انتهى/
تعليقك