وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه سعى التقرير الذي نشره باحثون في مكتبة مجلس العموم البريطاني لدراسة نفوذ إيران الإقليمي في ضوء تطورات العام الماضي، وفي حين يحاول المحللون الغربيون الحديث عن التحديات التي تواجه محور المقاومة، فإن البيانات المقدمة في هذا التقرير تظهر أن إيران، على الرغم من الضغوط واسعة النطاق، لا تزال لاعباً رئيسياً في العديد من القضايا الإقليمية والدولية.
وأكد التقرير أن إيران لا تزال تتمتع بعلاقات عميقة مع حلفائها في المنطقة، وعلى الرغم من الضغوط الغربية فقد شكلت هياكل مؤثرة في مجالات مختلفة. ويشير تقرير البرلمان البريطاني إلى قضايا مثل دور طهران في العمليات السياسية العراقية، ودعم المقاومة الفلسطينية، والحضور الفعال في المعادلات اليمنية، والعلاقات الاستراتيجية مع لبنان، ويقر بأن إيران حافظت على نفوذها في المنطقة.
ويعترف مؤلفو التقرير، في إشارة إلى دعم إيران لحركات المقاومة في المنطقة، بما في ذلك الجماعات الفلسطينية، بأنه على الرغم من الضغوط العسكرية والاقتصادية فإن هياكل هذه الجماعات لم تنهار. ويقول التقرير إن جهود الغرب للحد من نفوذ إيران في الشرق الأوسط لم تكن عديمة الفائدة فحسب، بل إنها دفعت طهران أيضاً إلى تعزيز علاقاتها مع الجهات الفاعلة الدولية.
ومن النقاط الرئيسية الأخرى في التقرير الإشارة إلى التقدم الذي أحرزته إيران في مجال التكنولوجيا النووية والقدرات الدفاعية. وفي حين تواصل الدول الغربية محاولاتها لفرض قيود على إيران في هذا الصدد، فإن التقرير يعترف بأن تخصيب اليورانيوم في إيران مستمر بوتيرة متسارعة.
وأشار التقرير إلى أنه مع انتهاء آلية "سنب بك" (الزناد) في أكتوبر/تشرين الأول 2014، تحاول الدول الأوروبية الثلاث (ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة) إعادة فرض العقوبات للحد من البرنامج النووي الإيراني. ويأتي هذا في الوقت الذي حذرت فيه إيران من أن أي إجراء ضد برنامجها النووي سيقابل برد حاسم ومتبادل.
وتناول تقرير البرلمان البريطاني أيضا علاقات إيران مع القوى العالمية مثل روسيا والصين، مؤكدا أن هذه العلاقات تتوسع رغم الضغوط الأميركية. وذكر التقرير أن إيران عززت نفوذها في الهياكل الدولية من خلال الانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون والاتحاد الاقتصادي الأوراسي.
علاوة على ذلك، دخل التعاون العسكري بين إيران وروسيا مرحلة جديدة أيضاً. وأشار التقرير إلى أن البلدين وقعا مؤخرا معاهدة جديدة تتضمن تبادل تقنيات الدفاع وإجراء تدريبات مشتركة. ويعترف مؤلفو التقرير بأن هذا التعاون لم ينجح في تحييد العقوبات الغربية فحسب، بل ساعد أيضاً في زيادة قوة الردع الإيرانية.
وفي حين يحاول تقرير البرلمان البريطاني تسليط الضوء على التحديات التي تواجه إيران، فإنه يقر في نهاية المطاف بأن طهران تظل لاعباً إقليمياً رئيسياً وأكثر من ذلك. وبحسب هذا التقرير، نجحت إيران، رغم العقوبات التي تفرضها عليها الولايات المتحدة وحلفاؤها، في تطوير علاقاتها مع دول رئيسية في العالم، وتطوير برنامجها النووي وقدراتها الدفاعية، والحفاظ على نفوذها الإقليمي. ويعترف التقرير المذكور بأن سياسة "الضغوط القصوى" التي يمارسها الغرب لم تحقق أهدافها، وأن إيران لا تزال القوة الاوحد في معادلات الشرق الأوسط.
/انتهى/
تعليقك