أفادت وكالة مهر للأنباء نقلاً عن وكالة "بلومبيرغ"، دقّ مؤسس أكبر صندوق تحوّط وملياردير، المعروف بتوقعه للأزمة المالية عام 2008، ناقوس الخطر مجددًا، محذرًا من أن الولايات المتحدة تقترب من "حرب أهلية". واعتبر أن هذا الوضع ناتج عن تفاقم الانقسامات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تهدد بتفكيك الولايات المتحدة.
صرح مؤسس شركة الاستثمار "بريدج ووتر أسوشيتس"، أكبر صندوق تحوّط في العالم، في مقابلة صريحة مع بلومبيرغ، أن الولايات المتحدة وجزءًا كبيرًا من العالم يخوضون حاليًا حروبًا متعددة، لا تتضمن جميعها بالضرورة استخدام الأسلحة.
وأوضح قائلًا: "نحن في حالة حرب، هناك حرب مالية ونقدية، وأخرى تكنولوجية وجيوسياسية وعسكرية". لدينا نوع من الحرب الأهلية تلوح في الأفق في الولايات المتحدة وأماكن أخرى، حيث توجد خلافات لا يمكن حلها.
في المقابلة، رسم داليو صورة قاتمة لانهيار أمريكا من الداخل مع تآكل هيمنتها العالمية.
وسبق للملياردير أن حذّر من أن ارتفاع الدين الوطني وتفاقم الاختلاف الطبقي قد يدفعان الولايات المتحدة إلى أزمة.
وأشار إلى أن الدين الفيدرالي، الذي يبلغ الآن ما يقرب من 38 تريليون دولار، ونسبة الدين إلى الدخل تبلغ حوالي 120%، قد يجعل من المستحيل قريبًا على الحكومة الوفاء بالتزاماتها دون خفض الخدمات الأساسية.
وحذر داليو من أن الولايات المتحدة قد تواجه انهيارًا اقتصاديًا. ووصف الديون المستمرة بـ"دوامة الموت"، التي قال إنها قد تُوقع الحكومة في فخّ دوامة من الاقتراض وعدم الاستقرار نتيجةً لزيادة الإنفاق.
ثم وصف الوضع الحالي في الولايات المتحدة بأنه مشابه جدًا لعامي 1937-1938، حيث كانت هناك أيضًا، بالإضافة إلى الصراعات الداخلية على الثروة، مشكلة ديون.
إن إشارة هذا المستثمر الأمريكي المعروف إلى ثلاثينيات القرن الماضي في الولايات المتحدة تُشير في الواقع إلى فترة تُعرف بـ"الركود داخل الركود"، حيث تفاقمت، إلى جانب الركود الاقتصادي، مشاكل أخرى عديدة، منها الديون الحكومية الثقيلة، والسياسات المالية المتناقضة، وانخفاض الاستثمار، والصراعات السياسية الطبقية.
وأضاف هذا الثري الأمريكي أن الاستقطاب السياسي، وخاصةً حول الثروة والحوكمة، يُقوّض الاستقرار الداخلي في الولايات المتحدة.
وكان من بين الذين عبّروا عن آرائهم بعد إعلان دونالد ترامب فرض رسوم جمركية واسعة النطاق على دول مختلفة في أبريل، مؤكدين أن الولايات المتحدة تتجه نحو مرحلة اقتصادية حرجة.
/انتهى/

تعليقك