وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه قالت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ميريانا سبولغاريك، إن "التاريخ يعيد نفسه في دارفور بالسودان بعد تقارير عن عمليات قتل جماعي أثناء سقوط مدينة الفاشر في أيدي قوات الدعم السريع شبه العسكرية الأسبوع الماضي" وفق تعبيرها.
وكان مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أفاد يوم الجمعة، بأن "مئات المدنيين والمقاتلين العُزّل ربما قُتلوا خلال سقوط المدينة"، فيما قال شهود إن مقاتلي قوات "الدعم السريع" قاموا بفصل الرجال عن النساء والأطفال، مع سماع دوي إطلاق نار بعد ذلك. في حين نفت "الدعم السريع" إلحاق الأذى بالمدنيين.
وأشارت سبولغاريك، في مقابلة مع وكالة "رويترز" خلال عطلة نهاية الأسبوع أثناء زيارة إلى الرياض، إلى أن "الوضع في السودان مروّع"، مضيفة أن "عشرات الآلاف من الأشخاص فروا من الفاشر بعد سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة، ومن المرجح أن يكون عشرات الآلاف محاصرين هناك دون الحصول على الغذاء أو الماء أو المساعدة الطبية".
وأضافت أن "التاريخ يتكرر، ويصبح الأمر أسوأ في كل مرة يسيطر فيها الطرف الآخر على مكان ما"، قائلة إن "اللجنة الدولية للصليب الأحمر قلقة للغاية إزاء التقارير التي تحدثت عن مذبحة مشتبه فيها في المستشفى السعودي"، وهو آخر منشأة طبية عاملة معروفة في الفاشر، بالرغم من أنها لا تستطيع حتى الآن التأكد مما حدث هناك.
ولفتت سبولغاريك إلى أن موظفي اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بلدة طويلة القريبة سمعوا تقارير تفيد بأن الأشخاص الفارين كانوا ينهارون في بعض الأحيان وحتى يموتون من الإرهاق أو بسبب جراحهم"، ووصفت الوضع بأنه "يتجاوز تماماً ما يمكن أن نعتبره مقبولاً".
نداء لداعمي أطراف الصراع
وعندما سُئلت عن رسالتها إلى الداعمين الأجانب لأطراف الصراع، قالت سبولغاريك إن "الدول التي لديها نفوذ على أطراف الصراع تتحمل مسؤولية خاصة للقيام بما هو ضروري لكبح جماحهم والتأكد من حمايتهم للسكان المدنيين".
وأوضحت سبولغاريك أن "العالم يعيش عقداً من الحرب حيث تضاعفت الصراعات المسلحة في السنوات الخمس عشرة الماضية إلى ما يقرب من 130 صراعاً"، مشيرة إلى أن "انتشار الصراعات يتسارع بسبب التقنيات العسكرية المتطورة، وخاصة الطائرات بدون طيار، التي تخلق بيئة حيث لم يعد هناك أي مكان آمن".
تعليقك