٠٦‏/١١‏/٢٠٢٥، ١٠:٠٧ ص

الكشف عن وثائق التعاون الاستخباراتي للكيان الصهيوني مع الإرهابيين السودانيين

الكشف عن وثائق التعاون الاستخباراتي للكيان الصهيوني مع الإرهابيين السودانيين

 ارتكبت قوات الدعم السريع جريمة إبادة جماعية بحق سكان مدينة الفاشر السودانية الأعزل، بدعم من قادة الإمارات، وكذلك من الكيان الإسرائيلي. أصبحت هذه المنظمة الميليشياوية، أحد الأطراف الرئيسية في الحرب الأهلية في البلاد بعد انقلاب أكتوبر 2021 وبداية الصراع المسلح مع الجيش السوداني في أبريل 2023.

وكالة مهر للأنباء: في الأيام الأخيرة، ارتكبت قوات الدعم السريع جريمة إبادة جماعية بحق سكان مدينة الفاشر السودانية الأعزل، بدعم من قادة الإمارات، وكذلك من الكيان الإسرائيلي. قوات الدعم السريع السودانية، بقيادة محمد حمدان دقلو (المعروف بحميدتي)، تعمل كميليشيا في السودان منذ عام 2013. أصبحت هذه المنظمة الميليشياوية، التي لها جذورها في ميليشيات الجنجويد في دارفور، أحد الأطراف الرئيسية في الحرب الأهلية في البلاد بعد انقلاب أكتوبر 2021 وبداية الصراع المسلح مع الجيش السوداني في أبريل 2023.

ووفقًا للتقارير المنشورة، فقد وقعت مثل هذه الإبادة الجماعية في مدينة الفاشر بالسودان على يد إرهابيين تدعمهم الإمارات العربية المتحدة لدرجة أن الدماء مرئية في صور الأقمار الصناعية لأول مرة.

الكشف عن وثائق التعاون الاستخباراتي للكيان الصهيوني مع الإرهابيين السودانيين

الإعدامات والتطهير العرقي والانتهاكات المروعة لحقوق الإنسان هي بعض الجرائم المروعة التي ارتكبها الإرهابيون المرتزقة في مدينة الفاشر وشمال كردفان بالسودان، وهي جرائم لا تزال مستمرة في ظل الصمت المريب لما يسمى بالمجتمع الدولي.

ورغم أن قادة الإمارات يلعبون دورًا رئيسيًا في مجزرة الفاشر هذه، إلا أنه لا ينبغي إغفال لاعب رئيسي آخر في هذه الجريمة، وهو كيان أُدين في المحافل الدولية لارتكابه جرائم حرب عديدة، وهو الكيان الصهيوني. وقد لعب الكيان الصهيوني، في إطار سياسته الخارجية في القرن الأفريقي، بهدف توسيع نفوذه في أفريقيا، دورًا هامًا في تقديم الدعم الفني والإعلامي والاستراتيجي لقوات الدعم السريع.

الصهاينة، الذين اعتادوا على سفك دماء الأبرياء وجرائمهم، لا يترددون في ارتكاب أي إبادة جماعية في أي مكان في العالم لتحقيق أهدافهم. بعد مجازر المدنيين في غزة ولبنان وسوريا واليمن وإيران، جاء دور السودان.

الكشف عن وثائق التعاون الاستخباراتي للكيان الصهيوني مع الإرهابيين السودانيين

دعمت منظمة "دعم سريع" تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، ووافقت، خلال وجودها ودورها في الحكومة السودانية، على انضمام البلاد إلى اتفاقيات الإبراهيمي للسلام، في حين عارض الشعب السوداني بشدة هذه القضية. هذا الدعم جعل "دعم سريع" شريكًا محتملًا للكيان الصهيوني في أفريقيا.

لذلك، لعب الكيان الصهيوني دورًا فاعلًا في التطورات الداخلية السودانية خلال السنوات الأخيرة، ودعم إرهابيي الرد السريع لقتل وذبح شعب البلاد. بشكل عام، يمكن تلخيص الأسباب الرئيسية لتدخل النظام الصهيوني في تطورات السودان في ثلاثة مجالات:

الموقع الجيوسياسي للسودان:

يقع هذا البلد على ساحل البحر الأحمر، وله أهمية استراتيجية للسيطرة على الطرق البحرية، وخاصةً في مواجهة نفوذ قوى محور المقاومة، وخاصة إيران، لصالح الكيان الصهيوني.

الأهداف الصهيونية:

إضعاف محور المقاومة (إيران، اليمن، المقاومة الفلسطينية)، وتوسيع النفوذ في أفريقيا، وإنشاء قواعد استخباراتية في القرن الأفريقي.

المواقف المعادية للإسلام لميليشيا قوات الدعم السريع:

تعارض هذه القوة التوجهات الإسلامية وتدعم تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، بينما يميل الجيش السوداني أكثر إلى دول مثل إيران والجماعات الإسلامية.

الصهاينة الذين يحاولون التغلب على محور المقاومة ومنع تدفق المساعدات للمقاومة الفلسطينية، رأوا في الأحداث الداخلية في السودان فرصة مناسبة وبدأوا في تقديم دعم واسع النطاق للإرهابيين ومرتزقة قوات (الدعم السريع).

على سبيل المثال، كتب موقع هآرتس الناطق بالعبرية سابقًا في تقرير كاشف حول هذا الموضوع: في مايو 2022، سلم وفد إسرائيلي سري تقنيات تجسس متقدمة (مثل أجهزة لاختراق هواتف Android / iOS وتتبع GPS واعتراض GSM و Wi-Fi) إلى قائد قوات (الدعم السريع)، حميدتي. تم نقل هذه المعدات من الاتحاد الأوروبي عبر طائرة مرتبطة ببرنامج التجسس الإسرائيلي ووصلت إلى منطقة جبل مرة في دارفور (تحت سيطرة قوات الدعم السريع). حوّلت هذه التقنيات قوات الدعم السريع إلى هيكل استخباراتي مستقل عن الجيش السوداني.

ووفقًا لتقارير منشورة، لوحظت أنظمة قاذفات صواريخ متعددة الأغراض من طراز LAR-160 (مصنوعة في إسرائيل) في العمليات الميدانية لقوات الدعم السريع، وخاصة في منطقة الفاشر.

الكشف عن وثائق التعاون الاستخباراتي للكيان الصهيوني مع الإرهابيين السودانيين

وللموساد علاقات وثيقة بقوات الدعم السريع وقائدها. وقد أفاد موقع "والا" الإسرائيلي عن لقاء عقده حميدتي مع رئيس الموساد السابق يوسي كوهين في أبوظبي. كما كشف صحفي ليبي يُدعى محمود المصراتي، وهو قريب لحفتر، عن علاقات حفتر بالكيان الإسرائيلي، مُشيرًا إلى مشاركته في اجتماعات بين نجل حفتر (صادق) وضباط من الموساد الإسرائيلي. وكان الكيان الإسرائيلي أول من دعم تمرد قوات الرد السريع بقيادة حفتر، وساعد في خططها من خلال اجتماعات ما قبل الحرب. يكتب الكاتب والمحلل السياسي السوداني رشيد عبد الرحيم عن العلاقة بين الكيان الصهيوني وإرهابيي قوات الدعم السريع.

قوات الدعم السريع هي النسخة السودانية من الصهيونية، تمامًا كما أن إسرائيل هي النسخة الصهيونية من اليهودية. كلاهما يقوم على فرضية استراتيجية مشتركة، وبرامج متشابهة، وأهداف متشابهة. كلاهما تسلل إلى أراضٍ ليست تابعة له، بينما تسللت قوات الدعم السريع إلى الخرطوم وكشفت عن أهدافها ونواياها الحقيقية، التي أعلنها علنًا عبد الرحيم دقلو (الذي يدّعي ملكيته التاريخية للخرطوم)؛ تمامًا كما أعلنت إسرائيل هدفها الرئيسي عندما غزت واحتلت الأراضي الفلسطينية.

أوجه التشابه السلوكية بين إرهابيي قوات الدعم السريع والكيان الصهيوني:

هناك أوجه تشابه بين أفعال وأنماط عمل إسرائيل وقوات الدعم السريع. فكلاهما يسعى إلى تحقيق أهدافه بالقوة العسكرية، كما يتضح في الانتفاضة السودانية والاحتلال الإسرائيلي لفلسطين. كلاهما يعمل وفق خطط قائمة على الهجوم بنيران كثيفة لترهيب العدو وطرده من الأرض. كلاهما يستخدم العنف والقتل والاغتصاب ومحاولات تدمير السكان في المناطق الخاضعة لسيطرته.

ومن الواضح أن الكيان الصهيوني متورط في إبادة شعب السودان ومسلميه أكثر بكثير مما يُذكر في وسائل الإعلام، وليس قادة الإمارات المجرمين وحدهم في تنفيذ هذه الإبادة، بل إن حليفهم الوثيق، إسرائيل، يلعب دورًا هامًا في التطورات الداخلية في السودان.

/انتهى/

رمز الخبر 1964588

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha