٢٤‏/٠١‏/٢٠٠٤، ٢:٤٧ م

تحت حملة اللوبي الصهيوني في لندن

حزب الديموقراطيين الاحرار يطرد مسؤولة كبيرة في الحزب بسبب انتقادها اسرائيل

رضخ زعيم حزب الديمقراطيين الاحرار تشارلز كيندي للحملة التي تقودها السفارة الاسرائيلية ضد الدكتورة جيني تونغ وزيرة الدولة لشؤون الطفل في حكومة الظل للديمقراطيين الاحرار، بسبب تصريح لها قالت فيه انها لو كانت فلسطينية لربما اصبحت انتحارية. وأقال كيندي الدكتورة تونغ النائبة عن منطقة ريتشموند، من منصبها.

وافاد تقرير وكاله مهر للانباء نقلا عن صحيفه الشرق الاوسط الصادره في لندن ان  الحملة الشرسة التي تقودها السفارة الاسرائيلية واللوبي الصهيوني سواء داخل الاحزاب البريطانية او خارجها والصحافة المؤيدة لاسرائيل، تواصلت  على تونغ، بسبب تصريح قالت فيه انها لو كانت فلسطينية لأرادت ان تكون انتحارية. وتصاعدت ايضا الأصوات الداعية لحزب الديمقراطيين الاحرار الذي تنصل من هذه التصريحات، لادانتها.
وقالت السفارة الاسرائيلية في بيان صحافي لها انها صدمت من تعليقات الدكتورة جيني تونغ التي عبرت فيها عن تفهمها وتأييدها للانتحاريين.
نحن نتساءل ان كانت الدكتورة تونغ تحمل نفس الموقف من الانتحاريين الذين يقتلون بريطانيين وغربيين ومدنيين مسلمين في العراق وبالي وتركيا وكينيا.
واختتمت السفارة الاسرائيلية بيانها بالقول أن تبرر الدكتورة تونغ الطبيبة والمتحدثة في شؤون الطفل (في حزبها) مثل اعمال القتل هذه، فهذا شيء غير اخلاقي.
وشاركت في الحملة ايضا النائبة العمالية لويس ايلمان التي قالت ان تونغ بتصريحاتها تعطي الضوء الاخضر للعمل الارهابي. وطالبت ايلمان، وهي الاشرس في عدائها للعرب من بين اعضاء جمعية اصدقاء اسرائيل في حزب العمال البريطاني الحاكم، تونغ بالاعتذار رسميا عن تصريحاتها الا ان تونغ رفضت هذه الدعوات وتمسكت بما قالته.
من ناحية اخرى دعت لجنة التضامن مع الشعب الفلسطيني اعضاءها في بريطانيا، الى التضامن مع الدكتورة تونغ. وقالت في بيان لها "ان كلام الدكتورة تونغ اخرج عن سياقه، اذ كانت تتحدث عن تجربتها الشخصية ومشاهداتها خلال زيارتها للأراضي المحتلة.
ولم تحمل هذه الهجمة الدكتورة تونغ، على تغيير موقفها هذا او التراجع عن تصريحها، الذي قد يفقدها مركزها القيادي في حزب الديمقراطيين الاحرار الذي يتزعمه تشارلز كيندي، الذي قيل انه يعكف على دراسة المسألة.
وتحدت الدكتورة تونغ التي تعتزم عدم ترشيح نفسها في الانتخابات العامة المقبلة، الحملة ضدها، بالاعلان مجددا عن تمسكها بهذا الرأي والموقف. لكنها قالت انها بتصريحاتها هذه لا تؤيد الارهاب بل تلقي الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني.
وادلت الدكتورة تونغ بهذا التصريح في تجمع عقد اول من امس، في مجلس العموم البريطاني لدعم الشعب الفلسطيني وبدء حملة ضغط على الحكومة البريطانية حتى تمارس بدورها الضغط على الحكومة الاسرائيلية برئاسة ارييل شارون من اجل وقف بناء جدار الفصل على الارض الفلسطينية.
وقالت للجمع الحاشد الذي حضره 60 نائبا بريطانيا من مختلف الاحزاب الممثلة في البرلمان "ان مجريات الاحداث اليومية المرعبة والاهانات المتواصلة للفلسطينيين على ايدي السلطة الاسرائيلية، جعلتني اتفهم كيف يصبح الناس انتحاريين". واضافت "ان مثل هذا النوع من الارهاب يأتي من رحم حالة اليأس والاحباط. ان هناك من ينتقده وهناك من يقول انه نمط آخر من انماط الارهاب، لكنني اتفهمه".
يذكر ان جيرالد كاوفمان وزير خارجية الظل العمالية في الثمانينات واليهودي المعروف بمواقفه المناهضة لحكومة ارييل شارون واليمين الاسرائيلي، حضر الاجتماع، لكنه انسحب قبل ان تدلي تونغ بتصريحاتها هذه، غير انه دعا في كلمته الى فرض العقوبة الاقتصادية على اسرائيل بسبب مواصلتها بناء جدار الفصل.
وتابعت الدكتورة تونغ، 62 عاما، القول "انا إنسانة عاطفية وام وجدة، وأعتقد انني لو اضطررت لأن اعيش هناك فانني اقول وبعد تأمل عميق، انني قد افكر في ان اصبح انتحارية، وهذا قول فظيع".
واوضحت الدكتورة تونغ ان تصريحاتها جاءت بعد زيارة قامت بها مع النائبة العمالية اوونا كينغ، النائبة العمالية اليهودية التي تحدثت بنفس القوة عن معاناة الفلسطينيين بعد عودتها من الزيارة في الصيف الماضي، نظمتها منظمة المساعدات الخيرية المسيحية "كريستيان ايدز"، للاطلاع على حياة الفلسطينيين في ظل الاحتلال والحصار.
وقالت تونغ ان الفلسطينيين يتعرضون يوميا ودوما لاهانة واستفزاز الجنود الاسرائيليين.
واضافت ان جنود الاحتلال ألقوا ارضا الاوراق الثبوتية لسائقها الفلسطيني، وأرغموه على النزول من سيارته لالتقاطها.
وعندما اطاع الاوامر وانحنى لالتقاطها كادت عجلات سيارتهم ان تدوس اصابع يديه.
وأكدت انها لا تؤيد العمليات الانتحارية ووصفتها بالمرعبة والشريرة ومضيعة لحياة الناس، لكنها اضافت "انني استطيع ان اتفهم لماذا تقع، ويمكن ان اكون انتحارية لو كنت اعيش نفس الظروف"./انتهي/
رمز الخبر 54328

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha