تصريحات سعود الفيصل الذي يعاني من مرض الشلل الرعاشي "الباركينسون" واجهت استنكارا واستغرابا من قبل الشارع العربي الذي بات يدرك خفايا السياسة التآمرية التي ينتهجها النظام السعودي ضد الامة العربية اذ اصبح هذا النظام يطبق الاجندة الصهيونية في المنطقة.
هذه التصريحات ليست بعيدة عن حكام السعودية الذين باتوا ينفقون مئات المليارات من الدولارات لتحسين صورتهم المهتزة في العالم والحفاظ على نظامهم القبلي الذي لا يتعدى عدد العاملين فيه اكثر من 600 شخص جلهم من ابناء واحفاد الملك عبدالعزيز.
فهذا النظام القبلي لا ينسجم وجوده مع العالم المتحضر ويتبع قوانين قبلية نابعة عن بيئة بدوية جافة ومتزمتة لا تحترم حقوق الانسان ولا حقوق المرأة ولا تنصف مواطنيها من المذاهب الاخرى.
فما يجري في السعودية من كبت الحريات وضرب اعناق المعارضين السياسيين على الملأ ومنع المرأة من مواكبة الرجل في الدوائر الحكومية ومنعها حتى من قيادة السيارة وتعذيب السجناء السياسيين واهدار المال العام في ملاهي لاس فيغاس على يد ابناء واحفاد الملك عبدالعزيز وقطع 50 بالمائة من ايرادات النفط لصالح الطغمة الحاكمة تعتبر من القوانين البدوية السائدة في حكم آل سعود حيث ان المملكة ليس لديها دستور وقانون اساسي ولا انتخابات حرة بل ان قوانينها تستند الى اجتهادات الملك وحاشيته.
هذه المملكة وبعد احداث الحادي عشر من سبتمبر اصبحت غير مرغوبة لدى المجتمع الاميركي بسبب انتماء الارهابيين الى السعودية ولكن القيادة في المملكة حاولت ومازالت تحاول كي تحسن صورتها لدى الرأي العام الاميركي من خلال دفع اموال طائلة الى الاعلام الاميركي.
فالسعودية اضطرت الى مسايرة السياسات الصهيونية والاميركية وباتت تعمل بامرة اميركا واسرائيل وتتحدث نيابة عنهما وتشارك في حياكة شتى المؤامرات ضد الامة الاسلامية وتدفع اموال طائلة لزعزعة الامن والاستقرار في لبنان والعراق.
فالسعودية التي ساندت الكيان الصهيوني ضد الشعب اللبناني ابان هجومه عام 2006 وتعاونها مع الموساد في اغتيال البطل الشهيد عماد مغنيه ووقوفها الى جانب اسرائيل ابان عدوانها على اهالي غزة , اصبحت تشكل خطرا داهما على امن المنطقة ولا بد من تشكيل جبهة اسلامية عربية لكبح نشاطاتها الاستخباراتية والاعلامية ضد الشعوب المناضلة.
فحديث وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل عن خطر ايران يأتي في سياق التنسيق القائم بين اميركا والكيان الصهيوني من جهة والحكومة السعودية من جهة اخرى الهدف منه عزل ايران عن محيطها الاسلامي وفتح الباب للكيان الصهيوني لدخول الساحة العربية واضعاف القوى المناضلة بعد ان فشل الكيان الصهيوني في تمرير مخططاته من خلال عدوانه ضد لبنان وفلسطين.
فالسعودية باتت في الوقت الحاضر تتخبط في سياساتها الاقليمية والدولية وحتى الداخلية لانها اولا دعت الى مؤتمر نيويورك ومولته وجلس ملكها الى جانب رئيس الكيان الصهيوني المجرم شيمون بيريز , وثانيا الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز شرب النخب مع الرئيس الاميركي السابق جورج بوش في حين ان الشعوب الافغانية والفلسطينية والعراقية ترزح تحت نيران الاحتلال , وثالثا ان الحكومة السعودية باتت تعزف على وتر الطائفية للايقاع بين الشيعة والسنة واثارة النعرات الطائفية في المنطقة.
فعلى الصعيد الداخلي قامت السعودية في الآونة الاخيرة بقمع مواطنيها في المنطقة الشرقية الذين جاءوا الى المدينة المنورة لزيارة قبر الرسول الاعظم"ص" ولكن عناصر من الفرقة الوهابية الضالة وبالتعاون مع الجهات الامنية قامت بقتل وجرح عدد من زائري مرقد الرسول"ص" .
كما ان السعودية باتت تنفق سنويا اكثر من عشرة مليارات دولار علي ابواقها الاعلامية الضخمة لاضعاف الدول المعارضة للانظمة العربية المتخاذلة وتكوين جبهة لتحسين صورة الكيان الصهيوني لدى الشارع العربي وتقديم صورة سلبية عن ايران , واعتبار هذه الدولة بانها تشكل خطرا على الامة العربية رغم ان السعودية هي التي اضحت فعليا تشكل الخطر الداهم على المسلمين والعرب.
فاذن تصريحات وزير الخارجية السعودي وتكرار الاسطوانة المشروخة ضد ايران لا تهز صورة ايران المشرقة امام الرأي العام الاسلامي والعربي بل بالعكس ايران ساندت وستساند بكل ثقلها قضايا الامتين الاسلامية والعربية كما فعلت خلال العدوان الصهيوني ضد سكان غزة , وها هي طهران اليوم تحتضن اكبر مؤتمرين بشأن القضية الفلسطينية وتستضيف رجال قانون من 80 دولة لوضع آلية لمحاكمة مجرمي الحرب الصهاينة.
فمهما بلغت قساوة اللهجة البدوية غير الحضارية التي استخدمها الوزير السعودي ضد الجمهورية الاسلامية فان هذه التصريحات لا تخدم سوى مصلحة اعداء الامة الاسلامية والكيان الاسرائيلي بالتحديد , ولن تنال من مكانة ايران وهيبتها بين الشعوب المتحضرة في العالم.
حسن هاني زاده –خبير الشؤون الدولية بوكالة مهر للانباء
تعليقك