وأفادت وكالة مهر للأنباء ان سماحة القائد ألقى في مرقد الإمام علي بن موسى الرضا (ع) بمدينة مشهد أمس السبت في اليوم الأول من السنة الهجرية الشمسية الجديدة 1388, كلمة أمام حشود غفية من أبناء الشعب بدأها بتقديم التهاني الى آحاد أبناء الشعب بمناسبة عيد نوروز السعيد والسنة الجديدة, مضيفا, "ان توظيف الملايين من الشباب الواعين والمتعلمين المفعمين بالحيوية والخبرات القيمة جدا للنخب والمسؤولين و المدراء في البلاد لمواجهة الاحداث خلال العقود الثلاثة الاخيرة والتي اسفرت عن قرارات مهمة مثل تطبيق المادة 44 من الدستور, والسعي لترشيد الدعم الحكومي وزيارات المسؤولين الى المحافظات والمناطق النائية في البلاد إضافة الى تهيئة البنى التحتية اللازمة في مختلف مجالات العلوم والاتصالات والمواصلات, كانت من ضمن العوامل التي مهدت الارضية لتسريع عجلة التقدم في البلاد لأن يتحول بحق العقد الرابع الذي يبدأ هذا العام, في ظل التخطيط والعمل والجهود الدؤوبة, الى عقد التقدم و العدالة.
وشدد على ضرورة مواكبة العدالة للتقدم, معتبرا أن الحد من التفاوت الطبقي, والمساواة في الاستفادة من الامكانيات والفرص, تمثل مؤشرات حقيقية على تحقيق العدالة, ولفت الى ان تحقيق هذه التطلعات العظيمة أمر صعب ولكنه ممكن, داعيا الى ترجمة هذه التطلعات على ارض الواقع من خلال شحذ الهمم والعزائم والعمل الجماعي.
وأكد على ضرورة المكافحة الجادة والمستمرة للفساد الاقتصادي والاجتماعي باعتبارها من مصاديق العدالة, موضحا, ان تحقيق التقدم والعدالة يتطلب وجود مدراء يتحلون بالشجاعة وحسن التدبير والاخلاص والعزيمة الراسخة.
واشار الى تأكيده في ندائه لمناسبة عيد نوروز على ضرورة ترشيد الاستهلاك, معتبرا ان هذا العمل يمثل خطوة اساسية في عملية تحقيق التقدم والعدالة لأن مرض الاسراف يتسبب في خلق مشاكل واضرار اقتصادية واجتماعية و ثقافية مختلفة من شأنها أن تهدد مستقبل البلاد.
وفي جانب آخر من كلمته الهامة أشار آية الله العظمى الخامنئي الى موضوع الانتخابات الرئاسية القادمة معتبرا الانتخابات احدى الركائز الأساسية للنظام الاسلامي, وأوضح ان سيادة الشعب الدينية ايضا لا تتحقق بالاقوال بل من خلال مشاركة وحضور وعزم أبناء الشعب والتواصل الفكري والمنطقي والعاطفي بين المواطنين من جهة والتطورات الحاصلة في البلاد من جهة أخرى, مؤكدا أن هذا الامر لن يتحقق الا من خلال الانتخابات النزيهة والشاملة والمشاركة الواسعة للمواطنين.
واعتبر قائد الثورة ان الانتخابات هي بمثابة استثمار عظيم وتوفير للشعب من اجل ادارة البلاد بشكل صحيح وصولا الى تحقيق مستقبل مشرق, مؤكدا, أن كل صوت يدلى به مهم جدا ويزيد من حجم التوفير الوطني.
ولفت القائد الى أن الانتخابات ليست وسيلة للوصول الى السلطة فقط بل هي وسيلة للنهوض بمستوى قدرات البلاد والاقتدار الوطني وكرامة الشعب, داعيا الى مراعاة هذه الأمور في الإعلام والسلوك الانتخابي لئلا يطمع العدو بالمرشحين خلال اقوالهم و افعالهم اثناء حملاتهم الانتخابية.
كما دعا سماحة القائد المرشحين للانتخابات الرئاسية القادمة الى المنافسة والنقد المنصف, معتبرا ان ساحة المشاركة في الانتخابات الرئاسية مفتوحة امام الجميع.
وشدد قائد الثورة على ضرورة ان يعمل المسؤولين في البلاد لإن تقام الانتخابات بكل نزاهة وامانة وان تكون ايدي المرشحين مفتوحة وان يختار المواطنون من خلال مشاركتهم الملحمية مرشحهم بمنتهى الحرية.
وفي ختام كلمته اشار قائد الثورة الاسلامية الى قضية ايران وامريكا حيث اعتبر تعاطي ايران مع الادارة الامريكية منذ بداية الثورة بأنها شكلت اختبارا عظيما للشعب الايراني والجمهورية الاسلامية, ونوه الى تعاقب الادارات الامريكية الجمهورية منها والديمقراطية في عدائها الى الثورة الاسلامية والشعب الايراني, قائلا "ان أول الخطوات التي قام بها الامريكان في عدائهم للجمهورية الإسلامية تمثلت في تحريك المناوئين ودعم الحركات الانفصالية والارهابية, وهذه السياسة لازالت مستمرة حتى الآن استنادا لمعلومات موثقة تماما عبر العلاقة القائمة بين عناصر امريكية والاشرار في المناطق الحدودية بين ايران وباكستان.
واوضح آية الله العظمى الخامنئي أن تجميد ملياردات الدولارات من اموال وبضائع الشعب الايراني والتصرف فيها, واعطاء الضوء الاخضر لصدام لشن العدوان على ايران, والدعم الشامل للنظام البعثي على مدى ثمان سنوات من الحرب المفروضة التي تسببت في استشهاد نحو 300 ألف شخص من شبابنا, وكارثة الهجوم الصاروخي على الطائرة المدنية الايرانية في العام الأخير من الحرب المفروضة ومقتل مايقرب من 300 راكب كانوا على متنها من النساء والرجال والاطفال, بأنها تمثل ممارسات عدائية اخرى للادارة الامريكية حيال الشعب الايراني, متسائلا "هل بإمكان الشعب الايراني ان ينسى هذه القضايا؟".
واشار سماحته الى ثلاثين عاما من الحظر المفروض على الشعب الايراني, ودعم واشنطن للارهابيين المجرمين الذين اغتالوا عددا كبيرا في البلاد, وتوتير اوضاع المنطقة, والدعم اللامحدود للمجرمين الصهاينة والتهديد بشن هجوم عسكري على ايران بشكل مستمر, معتبرا اياها من مؤشرات العداء المتواصل لامريكا ازاء الشعب الايراني, وقال "ان المسؤولين الامريكان وخلال السنوات الثلاثين الماضية اساؤوا مرارا الى الشعب والمسؤولين في ايران, حتى ان بعضهم دعا الى اجتثاث هذا الشعب العظيم و الكريم".
واشار قائد الثورة الاسلامية الى وصول رئيس جديد وادارة امريكية جديدة في امريكا, قائلا "انهم يقولون بأنهم مدوا يدهم الى ايران ونحن نقول ان هذه الخطوة لا قيمة لها اذا كانت امريكا تخفي تحت قفازها المخملي يدا من حديد".
وتطرق سماحة القائد الى تقديم الساسة الامريكان التهاني الى الشعب الايراني, موضحا, "حتى في رسالة التهئنة هذه تم اتهام الشعب الايراني بالارهاب وبأنه يسعى الى امتلاك السلاح النووي, فهل هذه تهنئة ام استمرار للاتهامات السابقة ؟".
وتابع, "لا نعرف من صاحب القرار في امريكا, هل هو الرئيس ام الكونغرس ام العناصر التي تعمل خلف الكواليس, الا اننا نؤكد على اي حال بأن الشعب الايراني يتخذ مواقفه بخصوص القضايا المرتبطة به وفقا للمنطق وبعيدا عن العواطف".
ونوه الى موضوع المحادثات وشعار التغيير الذي رفعه الرئيس الامريكي الجديد, متسائلا, ان كان هناك حقا شيئا قد تغير سوى بعض الكلمات في خطابكم فاكشفوا لنا عنه ؟, هل انتهى عدائكم للشعب الايراني؟, هل افرجتم عن ارصدتنا المحجوزة ؟, هل رفعتم الحصار المفروض على ايران ؟, هل اوقفتم الإعلام المسيء الى الشعب الايراني ؟, هل اوقفتم دعمكم اللامحدود الى الكيان الصهيوني ؟.
كما أكد سماحته على ان التغيير يجب الا يكون على مستوى الاقوال ونابعا من نوايا سيئة, مخاطبا الساسة الامريكان, "ان كنتم تريدون مواصلة اهدافكم السابقة عبر تغيير في السياسات والتكتيكات فقط, فإن هذه خدعة وليست تغييرا", وتابع, "ان كنتم تريدون التغيير الحقيقي فينبغي اتضاح ذلك على مستوى الافعال وعلى اي حال فان على المسؤولين الامريكان والاخرين ان يعلموا بأنه لا يمكنهم التحايل على الشعب الايراني".
ولفت قائد الثورة الى انه لم يكن امام المسؤولين الامريكان مفرا سوى ايجاد التغيير في بلادهم, مضيفا "ان لم تتغيروا فكونوا على ثقة بان السنن الالهية والشعوب ستغيركم".
ونصح قائد الثوة الاسلامية المسؤولين الامريكان بالبحث عن سبب استياء الشعوب منهم, معتبرا ان استمرار السياسات الاستكبارية, والسعي لفرض ارادتهم على الشعوب الاخرى, والتعامل بإزدواجية مع مختلف القضايا بأنها من العوامل المسببة لهذا الواقع, وخاطبهم قائلا "استخلصوا العبر من هذه الحقيقة وكفوا عن مثل هذه السياسات والاساليب, فانها (العبر) تصب في مصلحتكم و مصلحة بلادكم وعندها ستتغير صورتكم لدى الرأي العام تدريجيا".
ودعا سماحته الساسة الامريكان الى التأمل جيدا بكلمات هذا الخطاب وأن لا يعطوها الى الصهاينة ليترجموها لهم, ودعائهم كذلك الى استشارة الأشخاص الصلحاء.
وقال قائد الثورة الإسلامية, "هذه كلمتنا الاخيرة, اذا استمرت الادارة الامريكية في اساليبها وسياساتها وممارساتها وتوجهاتها العدائية التي انتهجتها خلال الاعوام الثلاثين الماضية, فان شعبنا ايضا هو ذات الشعب خلال الثلاثين عاما الماضية, الذي يزداد يوما بعد يوم قوة وصلابة وتجربة ".
وتابع, ان الشعب الايراني لا يستسيغ الحديث معه بلغة التهديد والترغيب, بالطبع ليس لدينا سابقة مع الرئيس والادارة الامريكية الجديدة ولذلك فسوف نحكم عليهم من خلال ادائهم./انتهى/
أكد قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى السيد على الخامنئي أن تغيير السياسة العدائية المستمرة لأمريكا على مدى ثلاثين عاما ضد الشعب الايراني ينبغي أن يتجسد عمليا.
رمز الخبر 851587
تعليقك