١٥‏/٠٥‏/٢٠٠٩، ٤:١٣ م

تحليل سياسي

ماذا تريد السعودية من اليمن

ماذا تريد السعودية من اليمن

بدأت السعودية العزف على وتر الانفصال في اليمن من خلال اثارة الفتن الطائفية وتشجيع سكان الجنوب للانفصال عن الشمال.

فالمملكة بدأت تستخدم الاموال في اليمن لاثارة النزاعات الطائفية في هذا البلد الذي يتمتع بتنوع مذهبي بغية اشعال فتيل الحرب وضم اجزاء اخرى من اليمن الى السعودية.
فكانت السعودية خلال العقود الماضية استولت بالقوه والمال على محافظات نجران والعسير وجيزان وضمت هذه المحافظات الى اراضيها وطردت سكانها الاصليين.
فالسعودية لها طموحات واهداف توسعية في اليمن تسعى الى الوصول اليها مستغلة  تردي الاوضاع الاقتصادية والمعيشية وقلة الموارد في اليمن .
فالهدف الاول تغيير الطابع المذهبي في هذا البلد الذي يشكل الزيديون والشيعة فيه نسبة تتجاوز ال 45 بالمائة من عدد سكان اليمن.
ومن هذا المنطلق قامت وزارة الاوقاف السعودية خلال العقود الماضية بتأسيس اكثر من 400 مدرسة يتم فيها تدريس المذهب "الصهيو وهابي" وارغام اتباع المذاهب الشافعية والزيدية والشيعية الفقراء على تغير مذاهبهم الى المذهب الوهابي.
فقامت السعودية بتشجيع بعض المرتزقة لها في اليمن لقمع الحوثيين الذين ابوا ان يغيروا معتقداتهم الاسلامية ازاء حفنة من الدولارات.
فالحوثيون ينتمون الى المذهب الشيعي الاصيل ولا ذنب لهم الا تمسكهم بمبادئهم وعقائدهم الدينية ولا يوجد اي دليل يثبت بان الحوثيين يتلقون دعما من اي دولة اجنبية.
فقد قامت السعودية من خلال ماكنتها الاعلامية الضخمة بتوجيه شتى التهم ضد اتباع الشيعة في اليمن لعزلهم عن وطنهم الام.
هذه المحاولات تهدف الى اثارة الفتن المذهبية التي قد تسفر الى انهماك الشعب اليمين الاصيل بمشاكلها الداخلية كما فعلت السعودية في فترة الستينات من القرن الماضي واشعلت حروبا طاحنة راح ضحيتها مئات الآلاف من اليمنيين.
الهدف الثاني من التدخل السعودي في الشأن اليمني هو محاولتها الرامية للسيطرة على باب المندب وبحر العرب ومن ثمة المحيط الهندي للتحكم بالملاحة الدولية.
ولا يستبعد ان يكون القراصنة الصوماليين الذين ظهروا مؤخرا في خليج عدن وقاموا بعمليات قرصنة هم من صنع السعودية ومرتبطون بهذا النظام.
ولكن السؤال المطروح هو هل ان السعودية بتعدادها السكاني الصغير وهشاشة وضعها الاجتماعي تستطيع ان تترك اثرا على الوضع الداخلي في اليمن؟.
فالجواب كلا لان اليمن تختلف اليوم عما كانت عليه في فترة الستينات من القرن الماضي حيث باتت اكثر تماسكا واصطفافا خلف قيادته.
فالاموال التي توزعها السعودية والمحاولات التي تقوم بها "مملكة الشر" في اليمن  لزعزعة الاستقرار لم تجدي نفعا وهذا الامر سوف يسفر عن عزل السعودية عن محيطها العربي وفضح نواياها السيئة.
 حسن هاني زاده _ خبير الشؤون الدولية بوكالة مهر للانباء


 

رمز الخبر 878979

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha