١٩‏/٠٣‏/٢٠١٠، ٤:٠٥ م

مواجهات عنيفة بالخليل والاحتلال يحول الحرم الإبراهيمي إلى "ثكنة عسكرية"

مواجهات عنيفة بالخليل والاحتلال يحول الحرم الإبراهيمي إلى "ثكنة عسكرية"

تجددت اليوم الجمعة مواجهات عنيفة بين القوات الصهيونية وفلسطينيين في محيط الحرم الإبراهيمي بالخليل, فيما دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى اعتبار اليوم الجمعة "يوم غضب" إسلامي ونفير عام لنصرة المسجد الأقصى.

وبدأت الاشتباكات عقب مظاهرة انطلقت بعد صلاة الجمعة من أحد مساجد الخليل بغية الوصول إلى الحرم الابراهيمي الشريف، الا أن قوات الاحتلال بادرت باطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي باتجاه مئات من الشباب، ما أسفر عن إصابة عدد منهم بالاختناق, حسب ما ذكر موقع محيط.
وقام شبان فلسطينيون بحرق إطارات السيارات وإلقاء الحجارة على قوات الاحتلال التي تواجدت بشكل مكثف في المنطقة.
وكان شهود عيان قد أفادوا بأن قوات معززة من جيش الاحتلال انتشرت في الشوارع والازقة بمدينة الخليل، وحولت محيط الحرم الابراهيمي لثكنة عسكرية, وتعمدت استفزاز المصلين لدى توجههم للحرم.
وكانت الخليل قد شهدت خلال الاسابيع الماضية مواجهات وصدامات بين سكانها الفلسطينيين وجنود جيش الاحتلال وحرس الحدود في اعقاب قرار الحكومة الاسرائيلية ضم الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل وقبر راحيل في بيت لحم إلى قائمة المواقع الاثرية التراثية.
إلى ذلك، اقتحمت وحدة من جيش الاحتلال الاسرائيلي صباح الجمعة ساحات المسجد الاقصى وحطمت باب وحدة "المتوضأ" التابعة لوزارة الاوقاف، واعتلت سطح المتوضأ واسطح عدة منازل مطلة على الحرم القدسي.
وأعلنت شرطة الاحتلال الاسرائيلي فرض قيودا مشددة على دخول المصلين المتوجهين الى ساحات المسجد الاقصى في مدينة القدس لاداء صلاة الجمعة.
وقال متحدث باسم الشرطة الاحتلال للاذاعة الاسرائيلية "انه سيتم السماح للرجال الذين تجاوزت اعمارهم 50 عاما بدخول المسجد الاقصى فيما لن تفرض أي قيود على النساء".
وأضاف "الدخول للمسجد سيسمح فقط للمواطنين الفلسطينيين من سكان مدينة القدس وكذلك المقيمين في الجليل والمثلث والنقب"، مشيرا إلى أن قوات من الشرطة وحرس الحدود ستنتشر بصورة مكثفة في محيط المسجد الاقصى وشوارع البلدة القديمة من مدينة القدس.
وتشهد مدينة القدس منذ يوم الجمعة الماضي صدامات واشتباكات بين شرطة الاحتلال والشبان الفلسطينيين وذلك بعد افتتاح كنيس الخراب اليهودي الذي يبعد عشرات الامتار عن المسجد الاقصى.
وتخشى شرطة الاحتلال قيام تظاهرات على هامش صلاة الجمعة، إثر مواجهات تكررت في القدس الشرقية الـمحتلة التي شهدت مواجهات متفرقة بين الـمواطنين وقوات الاحتلال في مخيم شعفاط وقلنديا العيسوية وسلوان.
كما وقعت الخميس مواجهات في مدينة الخليل وعدد من القرى والبلدات في الضفة الغربية، احتجاجا على تدشين إسرائيل معبد هاحورباما المعروف باسم "كنيس الخراب" قرب أسوار الحرم القدسي.
من جهته دعا بيان للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين كل المسلمين في أنحاء العالم إلى اعتبار اليوم الجمعة "يوم غضب" إسلامي ونفير عام لنصرة المسجد الأقصى.
وجاءت الدعوة بعد الخطوة الأخيرة التي أقدمت عليها إسرائيل، والتي وصفها البيان بأنها "بالغة الخطورة" على مستقبل المسجد الأقصى المبارك، وهي بناء كنيس الخراب على بعد عدة أمتار من المسجد المبارك حوله.
ودعا البيان إلى عقد قمة إسلامية من أجل القدس، مطالبا الحكومات والمنظمات والجمعيات ورجال الإعلام والثقافة ورجال الأعمال بالهبة من أجل دعم صمود أبناء القدس، دون أن ينسى إلى دعوة فصائل الشعب الفلسطيني إلى نبذ الخلافات الداخلية وإزالة الانقسام والاتفاق على الثوابت.
وبحسب البيان " تتمثل خطورة بناء الكنيس المذكور في أنه يرتبط بخرافات ونبوءات صهيونية أطلقها بعض حاخامات اليهود في القرن الثامن عشر مفادها أن إعادة بناء هذا الكنيس بالذات تمثل بداية العد التنازلي للإنجاز الأعظم والأهم بالنسبة لليهود وهو بناء الهيكل الثالث على أنقاض المسجد الأقصى، ومن هنا كان الاهتمام غير المسبوق ببناء هذا الكنيس ناقوس خطر يستدعي من المسلمين هبة لنصرة الأقصى".
وأضاف البيان أن "إقدام السلطات الإسرائيلية منذ أسابيع قليلة على ضم المسجد الإبراهيمي الشريف بمدينة الخليل ومسجد بلال بن رباح ببيت لحم إلى التراث اليهودي دون أن يثير ذلك الأمر أي اعتراض أو احتجاج من الدول العربية، أو حتى انتقاد، هو الذي جعل الحكومة الإسرائيلية على الإقدام على هذه الخطوة".
ومضى البيان بالقول "الخطر الكبير هو أن تمر هذه الحادثة أيضا دون ردة فعل قوية ومدوية من طرف مليار وست مائة مليون مسلم لوقف هذا العدوان، وتفاديا لذلك الأمر فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يعلن يوم غد الجمعة يوما للنصرة والنفير الإسلامي والعربي من أجل إنقاذ المسجد الأقصى".
ويدعو البيان العلماء وخطباء المساجد في كل مكان إلى تعبئة الأمة بكل فئاتها دفاعا عن الأقصى المبارك، من خلال خطبة الصلاة والتظاهر السلمي والضغط على أولى الأمر للمبادرة إلى فعل شيء قبل فوات الأوان.
إلى ذلك، أكدت الحكومة الفلسطينية المنتخبة في غزة على خيار "الانتفاضة" في مواجهة الاجراءات الاسرائيلية في القدس الشرقية المحتلة وآخرها مشروع بناء 1600 وحدة سكنية استيطانية وتدشين كنيس الخراب.
ونقلت جريدة "القدس" الفلسطينية عن بيان الحكومة "نعتبر الانتفاضة في مواجهة المحتل خيارا اصيلا لوضع حد لحالة الاستخفاف بالشعب الفلسطيني ومقدساته".
ودعا البيان الفلسطينيين "للتعبير عن غضبهم بكل الوسائل المتاحة وعدم السماح للاحتلال بتمرير مساعيه لتهويد القدس والسيطرة عليها وتغيير واقعها الاسلامي العربي".
وطالبت حكومة اسماعيل هنية بـ"وقف كل اشكال اللقاءات مع العدو الإسرائيلي  وانهاء التنسيق الامني مع الاحتلال الاسرائيلي، مشددة على اطلاق "حوار مباشر بين قوى شعبنا لوضع الاليات لمواجهة ما يجري في القدس وبحق مقدساتنا وارضنا المغتصبة".
كما دعا البيان الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي "لاتخاذ مواقف واضحة تجاه الاستيطان باعتباره جريمة حرب ومخالفا لاتفاقية جنيف الرابعة مما يستوجب محاكمة قادة الاحتلال امام محاكمة مجرمي الحرب وملاحقتهم قضائيا وقانونيا في كل الاماكن المتاحة"./انتهى/
رمز الخبر 1053870

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha