٠٤‏/٠٨‏/٢٠١٠، ١١:٠١ ص

نصرالله:

لن نسكت اذا اعتدي على الجيش مجدداً واسرائيل اغتالت الحريري

لن نسكت اذا اعتدي على الجيش مجدداً واسرائيل اغتالت الحريري

أكد الامين العام لحزب السيد حسن نصر الله ان المقاومة ستقطع اليد الاسرائيلية التي ستمتد الى الجيش اللبناني مجدداًمشددا علي ان اسرائيل هي التي اغتالت رفيق الحريري .

وفي ما يلي نص خطاب السيد حسن نصرالله امين عام حزب الله خلال الاحتفال الذي اقامه حزب الله بمناسبه الذكري الرابعه لانتصار تموز بضاحيه بيروت الجنوبيه:
 بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
الأخوة والأخوات, السيدات والسادة السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته
أرحب بكم جميعا  وأنتم المقاومة وأنتم أهل المقاومة وأنتم أهل الدار
يهمني في البداية أن أرحب بضيوف كرام من خارج البلد، وفد شباب المؤتمر العام للأحزاب العربية المكوّن من 200 شاب وشابة من ستين حزباً عربياً و13 دولة عربية, أهلاً وسهلاً بكم في أرض المقاومة والانتصار والعزة والكرامة.
نحتفل اليوم بالذكرى الرابعة للانتصار الكبير الذي حققه لبنان بمقاومته وجيشه وشعبه على أقوى جيش إرهابي عدواني في منطقة الشرق الأوسط فيما عُرف بعدوان تموز أو حرب الوعد الصادق أو حرب لبنان الثانية على اختلاف الجهات.
أنا كنت أود أن أبدأ بكلمتي هذه الليلة ابتداءً من الحرب, حرب تموز وما جرى فيها, ولكن ما حصل اليوم في أرض البطولة والصمود والفداء والوفاء والتضحية على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة على حدود بلدة العديسة, المواجهة البطولية التي خاضها ضباط وجنود جيشنا الوطني اللبناني تفرض صياغة مختلفة للخطاب، وتفرض نفسها علينا كبداية, لذلك كما عوّدتكم لدي ثلاثة عناوين, العنوان الأول هو عنوان العدوان المستمر, مصاديق هذا العدوان المستمر والمسؤولية تجاهه, المسؤولية الوطنية, مسؤولية الدولة ، المقاومة, الشعب.
العنوان الثاني الذي هو على درجة عالية من الحساسية هو موضوع ملف اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والمحكمة الدولية وفي هذا السياق الزيارات العربية والقمم التي عقدت في لبنان.
العنوان الثالث هو عنوان حرب تموز والمعادلات القائمة ومسؤوليتنا في المرحلة الحاضرة والمقبلة. 
نبدأ من العنوان الأول: العدوان المستمر، في الحقيقة العدوان الإسرائيلي على لبنان لم يتوقف، توقفت الحرب العسكرية والعمليات العسكرية الهجومية العامة,  لكن هناك أشكال متعددة للحرب الإسرائيلية على لبنان, على سيادته وأرضه وشعبه وأمنه واستقراره ودمائه وأهله وأطفاله ما زالت قائمة. المصداق الأول: الخروقات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية , في إحصاء منذ 14 آب 2006 إلى اليوم ما يزيد على 7 آلاف خرق إسرائيلي للقرار 1701.
طبعاً، العالم لم يحرّك ساكناً ومجلس الأمن الدولي لا يقوم بشيء لكي يحترم قراره، دائما عندما كان الناس يطالبوننا باحترام القرارات الدولية كنا نقول لهم حسناً فلتنزل في البيان الوزاري لكن ليحترموا أولا قراراتهم , فليحترم مجلس الأمن القرارات التي يتخذها, لم يحرّك أحد ساكناً تجاه الخروقات الجوية في السماء في البحر وفي الأرض, اجتياز الحدود والدخول إلى الأرض اللبنانية واعتقال مواطنين لبنانيين، هذا قائم.
الذي شهدناه اليوم هو أحد مصاديق وأشكال هذا العدوان والتجاوز، طبعاً قامت قوة من الجيش اللبناني المتواجدة هناك بواجبها ورغم تواضع إمكانياتها المادية واجهت الاعتداء وقدّمت شهداء وجرحى من جنودها ومقاتليها، كما سقط شهيد من الصحافة اللبنانية، وليس غريباً على الصحافة اللبنانية أن يسقط منها شهداء وجرحى مدنيون، وتصرفت قيادة الجيش وضباطه وجنوده بشجاعة وثبات.
من جهة المقاومة، أتكلم قليلاً عن جهة المقاومة اليوم, لأنه بطبيعة الحال لم يكن الحدث صغيراً وأعتقد أن ناسنا وأحباءنا وحتى نحن لا بد من أن نسأل أنفسنا كيف تصرفنا اليوم, وكيف سنتصرف فيما بعد.
منذ اللحظة الأولى لحصول مواجهة في منطقة المواجهة استنفرت المقاومة، وكانت في أعلى جهوزية لها وبدرجة عالية جداً من الانضباط ومواكبة تفصيلية لكل الأحداث.
كنا على تواصل مع أخواننا ومع قيادة المقاومة في الجنوب وقلنا لهم أن يمسكوا أنفسهم وأن لا يفعلوا شيئاً وأن ينتظروا الأوامر. كانت الحكمة والمصلحة والوفاء أن تضع المقاومة نفسها في تصرّف الجيش الذي كان يتولى المواجهة المباشرة.
قام الحزب بالاتصال بقائد الجيش اللبناني وأبلغه بأننا جاهزون ومستنفرون ونحن موجودون وعلى السمع وأننا معكم وقربهم وسند لكم وظهير لكم وفي تصرفهم، كل ما تطلبه قيادة الجيش مركزياً أو القوة الميدانية في الجنوب فشبابنا ومقاومونا وإمكاناتنا كانت في التصرف.
وكذلك اتصلنا بفخامة رئيس الجمهورية, بدولة رئيس مجلس النواب, بدولة رئيس مجلس الوزراء ووضعناهم بنفس الجو وأبلغناهم أننا لن نبادر إلى أي تحرك، إلى أي عمل، رغم الألم مما كنا نشاهد, المقاومة ستتصرف بانضباط ولكن هي جاهزة وبتصرف قيادة الجيش.
لا شك أن الساعات الماضية كانت حساسة جداً وكانت تتطلب تصرفاً هادئاً ومتأنّياً ومسؤولاً من الجميع، في كل الأحوال كانت الرسالة اللبنانية المضمّخة بالدماء واضحة جداً للعدو الإسرائيلي. لبنان كله لن يتسامح بأي تجاوز أو اعتداء على أي شبر من أرضه المقدسة وسيواجه بكل شجاعة، وأن لبنان لا يخشى منكم انتم الذين تهدّدون وتهوّلون بالحرب، ولا يخاف من مواجهتكم, وأن جيشه يتصدى لكم وهو في العراء، وهذا مما يحزن, فدبابات الجيش اللبناني فوق الأرض ونقاطه فوق الأرض وكذلك مواقعه, حتى فرصة تحصينات لم تحصل, وهذا يلزمه حل ومن مسؤولية الدولة, حتى هم قاعدون في تحصيناتهم ودشمهم وجيشنا كان في العراء, لكن هذا الجيش الموجود في العراء قاتل ببسالة وبشجاعة، والملفت أن من وقاحة العدو أن حمّل الجيش مسؤولية ما حصل وحمّل الحكومة اللبنانية المسؤولية وأكثر من ذلك عبّر عن دهشته لمواجهة الجيش له, وهو ماذا يعتقد؟ هذا الجيش من أين وهذه القيادة من أين، هؤلاء الضباط والرتباء والجنود هل هم مرتزقة جاءوا من الخارج؟ هؤلاء أبناء البلد وأهل البلد ورجال البلد وعمدة البلد.
والرسالة أيضاً كانت أن مقاومته جاهزة ومتكاملة مع هذا الجيش والرسالة الهامة جداً أن شعبه وأهله في العديسة وكفركلا وكل البلدات الأمامية ثابت راسخ في أرضه وبلداته لا يخاف ولا يصاب بالهلع كمستوطنيهم الجبناء. اليوم تعمّدت بالدم من جديد معادلة الجيش والشعب والمقاومة، تعمدت بالدم, بالرجولة, بالثبات, كما كرّستها حرب تموز تماماً وكما أكدتها الإنجازات والانتصارات الكبرى في حرب تموز.
نحيي بطولات الجيش ونبارك له في عيده الوطني في الأول من آب، ونحيي قائده الشجاع وضباطه ورتباءه وجنوده الشجعان، لكن نحن في المقاومة لا يكفي أن نتوجه إلى الجيش الذي عمّد اليوم موقعه بالدم بالتحية، أنتم تعرفونني أنني أتكلم بصراحة، الأمور كما هي، وأحياناً قد تكون مناسبة وقد لا تكون مناسبة، /يتبع/ 
رمز الخبر 1128298

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha