٠٩‏/١٠‏/٢٠٠٤، ٤:٣٤ م

تحليل سياسي

من غزة الى طابا

الانفجارات التي وقعت مساء الخميس الماضي في منتجع طابا السياحي ومخيمي راس السلطان والنويبع في مصر تتضمن رسالة ينبغي على كل من الولايات المتحدة واسرائيل ان تحللها بدقة وتستوعبها.

وادت الانفجارات هذه التي وقعت في وقت واحد تقريبا الى مقتل 30 سائحا اسرائيليا واصابة اكثر من مائة آخر من بينهم عدد كبير من الاجانب.
ومنطقة طابا التي تقع على ساحل البحر الاحمر تعد مركزا للسياحة الاباحية بالنسبة للسياح الاسرائيليين بحيث يمضي كل عام آلاف الصهاينة عطلاتهم في هذه المنطقة من الاراضي المصرية.
ان وقوع مثل هذه الانفجارات في منطقة تخضع لاجراءات مشددة من قبل الاجهزة الامنية المصرية يدل على دقة وتنسيق منفذي هذه التفجيرات في انتخاب اهدافهم.
ومع ان جميع الاديان السماوية تعتبر قتل المدنيين الابرياء عملا مرفوضا الا ان الكيان الصهيوني كان اول من عمل على انتشار هذه الظاهرة المشؤومة. 
فالكيان الصهيوني شن قبل عشرة ايام عدوانا واسعا ضد الفلسطينيين الابرياء في شمال قطاع غزة اسفرت عن استشهاد قرابة مائة مواطن فلسطيني واصابة المئات منهم.
وقد سعت الدول العربية الى استصدار قرار من مجلس الامن الدولي يردع اسرائيل عن الاستمرار في عدوانها على المدنيين الفلسطينيين لكنهم جوبهوا بفيتو امريكي غير مبرر.
فالفيتو (حق النقض) الذي استخدمته امريكا ضد مشروع القرار العربي يحمل مفهوما واحدا وهو ان مسؤولي البيت الابيض يتعاملون بازدواجية مع ظاهرة الارهاب العالمي.
وهنا يطرح السؤال نفسه  فامريكا التي تدعي محاربة الارهاب العالمي كيف تفسح المجال لاسرائيل لابادة الشعب الفلسطيني وفي نفس الوقت تتوقع من الآخرين ان يلتزموا بالصمت حيال الجرائم الاسرائيلية؟.
لماذا دعت امريكا الفصائل الفلسطيينة الى ضبط النفس بعد ان اصدر ارييل شارون امرا بارتكاب مذابح ضد سكان قطاع غزة ولم تتخذ اي موقف منصف تجاه جرائم شارون؟.
وبالتاكيد فان شعوب المنطقة ومسلمي العالم يتابعون عن كثب تطورات الاوضاع في فلسطين المحتلة , ولا يمكنهم ان يشاهدوا الى الابد التعامل المزدوج واللامنطقي للادرة الامريكية مع القضايا العالمية.
ان هذه الانفجارات تبين ان محاربة ظاهرة ارهاب الدولة المشؤومة التي بدأتها اسرائيل قد تمددت من فلسطين المحتلة الى خارجها وهذا الامر سيحمل تداعيات خطيرة جدا بالنسبة للكيان الصهيوني.
فاذا لم تغير اسرائيل من سلوكها ونهجها مع الفلسطينيين فمن المؤكد انها يجب ان تدفع ثمنا غاليا خارج حدود فلسطين في المستقبل وهذا ما لا يمكن ان تتحمله اسرائيل.
والسبب يعود الى ان قضية الاراضي المحتلة لا تخص الشعب الفلسطيني وحده بل ان مليار ونصف المليار مسلم في كافة انحاء العالم بغض النظر عن الاختلاف في وجهات النظر لايمكنهم مطلقا ان يبقوا غير مكترثين لمصير اخوانهم الفلسطينيين وسيعبرون عن ردود فعلهم باية وسيلة كانت./انتهى/ 
                      حسن هاني زاه   - خبير الشؤون الدولية  بوكالة مهر للانباء



رمز الخبر 119418

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha