وهنأت جمعية "الحقوق المدنية والسياسية" في السعودية في بيان لها أوردته جريدة "القدس العربي" اللندنية, الشعب التونسي على نجاحه في الإطاحة بنظام الرئيس الهارب زين العابدين بن علي، كما أعربت عن أسفها الشديد لاستضافة المملكة لـ"سفاح تونس" وبقية أفراد "عصابته".
وطالبت الجمعية بطرد بن علي من المملكة حتى تتم محاكمته على جرائمه بحق الشعب التونسي، واعتبرت استضافة المملكة لابن علي "تناقض صارخ" للسياسة السعودية القائمة على عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول الأخرى.
وقالت الجمعية: "إن سياسة المملكة المعلنة ليست سوى شعارات غير قابلة للتطبيق وتتناقض مع أفعال السلطات".
وجاء في البيان يأتي في هذا السياق التدخل السافر في مجريات الثورة اليمنية في أوائل الستينات ومنح اللجوء السياسي لإمام اليمن المخلوع وعائلته، ومنح سفاح أوغندا "عيدي أمين" وعائلته اللجوء السياسي في السبعينات، وحصول رموز الفساد والاستبداد على ملاذ أمن في بلادنا عندما تزلزل عروشهم الجماهير الغاضبة".
وأضاف البيان: "فهل بلادنا رخيصة لهذه الدرجة حتى تصبح مكانا لتجميع النفايات والأوراق الملوثة والمحروقة؟ إذا لم يكن هناك أية اعتبار لشعب المملكة العربية السعودية، الذي أهملت مصالحه وانهارت بناه التحتية وحرم من الحياة الكريمة، بل ترك يغرق في مياه الصرف الصحي دون محاولة لإصلاح الأوضاع ومكافحة الفساد السياسي، فهل يمكن أن تتجاهل حكومة المملكة العربية السعودية مشاعر الشعب التونسي الملتهبة ضد من دمر وطنهم ونهب مقدراتهم ؟".
كما دعت الجمعية السلطات إلى تقديم الاعتذار إلى كل من الشعب السعودي والتونسي، ودعت نشطاء المجتمع المدني في المملكة للضغط على الحكومة بالوسائل السلمية والمطالبة بإخراج بن علي من البلاد.
وكان الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، أكد الأربعاء، أن استضافة بلاده للرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن على ليس فيها أي مساس للشعب التونسي.
وقال الفيصل في تصريحات: "الاستضافة عرف عربي، كلنا عرب والمستجير يجار وليس أول مرة المملكة تجير مستجيرا بها وان يزبن عندنا إذا ما زبناه وسمنا بأوصاف غير لائقة".
وقد فر بن علي إلى السعودية الجمعة قبل الماضية، بعد شهر من المظاهرات التي بدأت احتجاجا على البطالة وتحولت تدريجيا إلى انتفاضة شعبية أسفرت عن مقتل العشرات./انتهى/
رمز الخبر 1237988
تعليقك