واضاف السيد علي فضل الله ان الاستكبار العالمي يعمل على تعميق الخلاف بين المحاور السياسية، لإحداث شرخٍ وانقسامٍ بين الشّعوب والدّول، من خلال حبكه للمؤامرات السياسيّة أو التحضير لفتنٍ مذهبيّةٍ وطائفيّةٍ في موقعٍ هنا، ومشاريع لتصديع الوحدة وتقسيم الصّفوف في موقعٍ هناك.
.واكد خطيب صلاه الجمعه في بيروت لقد كنَّا نتوقّع أن نشهد يقظةً عربيّةً وإسلاميّةً تنطلق من الجامعة العربيّة أو منظّمة المؤتمر الإسلاميّ، أو من المواقع الرّسمية العربيّة والإسلاميّة، لمواجهة خلافاتنا، وإدارتها بالطّريقة التي تمنع كلّ الأخطار المتربّصة بأمّتنا لكن بدلاً من ذلك، شهدنا عملاً يعمّق الشّروخ والشّكوك، ويشحن المنطقة بمناخات التّخوين والعداء، وكلّ ذلك يحدث فيما أبصارنا تعمى عن رؤية بحارنا المليئة بالبوارج الأمريكيّة والغربيّة، وعن معاينة سمائنا التي تسيطر عليها طائرات حلف شمال الأطلسي، وعن مشاهدة الكيان الصّهيوني وهو يستكمل مشروعه لتهويد الأرض وتهجير الشّعب، ويحثّ المحتلّ الأمريكيّ للإبقاء على جيشه في العراق.
..واضاف لقد جرَّبنا سياسة المحاور المتناحرة، كما اكتوينا بنار الاستعانة بالاستكبار لمعالجة مشاكلنا الكبيرة والصّغيرة، ولم نحصد إلا الخسائر، خسائر من شعبنا ومن ثروتنا ومواردنا، ومن سيادتنا وكرامتنا، فلا نجرّب مرّةً أخرى، لأنّ المؤمن والواعي لا يلدغ من الجحر مرّتين، فكيف بآلاف المرّاتإنَّنا في الوقت الّذي نحيّي روح التَّغيير التي أطلقها الشباب العربي والمسلم ضدَّ الأنظمة المرتبطة بالإدارات الغربيَّة والمتخاذلة في كلّ ما يتّصل بالمسألة الفلسطينيَّة، والّتي لا تنظر إلى بلداننا إلا كبقرةٍ حلوبٍ لها، نحذّر من الخطط الجهنّمية التي تُحاك في جلسات الحوار الاستراتيجي الجاري بين واشنطن وتل أبيب، حيث يُراد رسم خرائط المنطقة من هناك.
، وانتقد السيد علي فضل الله الاداره الاميركيه في تعاملها مع شعوب المنطقه قائلا في الوقت الّذي تواصل إدارة الرّئيس "أوباما" مدّ العدوّ بكلّ الإمكانيات الماليّة واللّوجستيّة لمواصلة حروبه على غزّة والدّول العربيّة؛ من السّودان إلى دول الطّوق، وقد كان لافتاً تقديم هذه الإدارة دعماً ماليّاً للعدوّ بمقدار 250 مليون دولار لمواصلة بناء القبَّة الحديديَّة المضادَّة للصّواريخ بعد مجازره الأخيرة في غزّة.
.إنَّ إعلام العدوّ يتحدَّث عن تعاونٍ أمنيّ أمريكيّ صهيونيّ لم يشهد الكيان الصّهيوني له مثيلاً من قبل، وهو يضع هذا التّعاون في دائرة التَّخطيط لسيناريوهات تتّصل بمستقبل المنطقة، وبحروبٍ قد تُشنّ على هذه الدّولة العربيّة أو تلك الإسلاميّة، أو على مجموعةٍ من الدول وحركات المقاومة دفعةً واحدة، بينما يتصاعد السجال في الساحات العربيّة الخلفيّة حول جنس الملائكة، وتُقبل الفتن على واقعنا كقطع اللّيل المظلم وفي هذا المجال، نطلُّ على الحملة الغربيَّة القديمة الجديدة على الإسلام، من خلال الحملة على النّقاب والحجاب في فرنسا.
واضاف ان كل هذه الامور تتناقض جوهريّاً وفعليّاً مع قوانين حقوق الإنسان ومع الحريّة الشخصيّة، وبما يمثّل انتهاكاً صارخاً لحريّة الأديان.
.إنّنا نتساءل: كيف يمكن لفرنسا التي بشّرت بمبادئ الثّورة الفرنسيّة في الحريّة والعدالة والمساواة، أن تطلق العنان لقراراتٍ وقوانين تتناقض مع روح هذه المبادئ، وعلى رأسها حريّة التّعبير الديني، التي تمثّل التزاماً شخصيّاً لا يمكن لعلمانيّةٍ تحمل عناوين الديمقراطية الحديثة أن تتنكّر له فضلاً عن أن تمنعه.
.إنّنا نربأ بعلمانيّةٍ تخشى من زيادةٍ معيّنةٍ في قطع الثّياب، ولا تخشى من كلّ هذا السّقوط الأخلاقيّ والماديّ في حركة العريّ الأخلاقيّ والقيميّ الّذي يُراد له أن يتحكَّم بواقع الإنسان بعيداً عن كلّ المعاني الإنسانيّة والرّوحيّة التي أكّدتها الأديان والرّسالات والحضارات.
.إنّنا ندعو المسلمين إلى أن يقولوا كلمتهم الواعية والمدروسة في هذه المسألة، لأنّ السكوت والصّمت أمام هذه الأمور قد يدفع الكثيرين إلى توسيع نطاق حملتهم على الإسلام والرموز الإسلاميّة والشّخصيّة الإسلاميةإنّنا، وفي هذه الأجواء، نستذكر تاريخ الحرب اللّبنانيّة الذي مرّ علينا قبل أيّام، هذه الحرب التي انطلقت من خلال التدبير الأمريكيّ والخطط الأمريكيّة الصّهيونيّة التي كانت تستهدف دفن القضية الفلسطينية في لبنان، والتي تحدّث خلالها أكثر من مسؤولٍ أمريكيّ بأن السفن الأمريكية جاهزة لنقل قسم من اللبنانيين إلى ما وراء البحار، حيث كانت الخطة تقتضي تهجيرهم لحساب مخطط التوطين الذي لا يزال سرّ الأسرار في كل هذه الحركة الدولية التي تلبس لبوس الرعاية للأقلّيات في المنطقة، ولبوس حماية الثّورات طوراً آخر.
.وخاطب السيد علي فضل الله اللبنانيين قائلا : لقد عايشتم الحرب وذقتم حجم المأساة، فلا تعودوا إلى مثلها، اعرفوا جيداً العدو من الصديق، ومن هو الذي عمل على إثارة الفتن وشجع الكيان الصهيوني على استضعاف هذا البلد، ومن الذي عمل على الوقوف في مواجهة العدوّ الصّهيونيّ، وأراد للبنان أن يكون قويّاً.
.إنَّ لسان حال اللّبنانيّين يقول لكلّ المسؤولين: لقد أحرقتم مراحل بكاملها، وقد بان تقصيركم الكبير أمام الملفّات التي طاولت الاغتراب اللّبنانيّ في إفريقيا وبعض الدول العربيه في الخليج الفارسي وقد أشبعتم النّاس كلاماً وبياناتٍ وسجالات فهلا تبدأ مسيرة الأفعال قبل أن نتلو جميعاً فعل النّدامة بعد ضياع الأمن والأمان والسّلامة.
لقد آن للبنانيين أن يرتاحوا، وأن يشعروا بأنهم يعيشون في ظل حكام يفكرون فيهم، ويعملون على تضميد جراحهم، ويسهرون على مستقبل البلد في مصيره وفي مستقبل أجياله وشبابه./انتهي ..
رمز الخبر 1289356
تعليقك