وقالت انها ستسلم الملف الى عائلته، لكنها سعت الى موازنة موقفها سياسيا بتأييد مشاركة سكان القدس الشرقية في الانتخابات الرئاسية المقررة في يناير والتي تشهد حاليا حملة استقطابات داخل حركة فتح، لدعم ترشيح محمود عباس (ابو مازن) لخلافة عرفات.
وافادت وكاله مهر للانباء عن فرانس برس ان ابو مازن طالب الفصائل بعدم تنفيذ عمليات ضد اسرائيل في الوقت الذي أعلنت كتائب شهداء الأقصى عدم معارضتها لترشيحه،
واكدت انها ستدعم اي خيار يختاره الشعب الفلسطيني عن طريق الانتخاب. وقال وزير الخارجية الفرنسي ميشال بارنييه امس للاذاعة الفرنسية «اوروبا-1» ان «عائلة ياسر عرفات حرة بأن تفعل ما تشاء. انه قانوننا واعتقد انه يجب حمايته في هذه الحالة كما في الحالات الاخرى لان الجميع معني بالسر الطبي».
واوضح ان «هذه القاعدة تحمي كل المواطنين، المشهورين والمجهولين»، موضحا ان «الملف الطبي لعرفات سينقل حسب القانون والقواعد الى اصحاب الحق الذين يطلبونه»، أي الى عائلته رافضا بذلك مطلب احمد قريع رئيس الوزراء الفلسطيني الذي طالب بتسلم السلطة الملف الطبي هذا.
وردا على سؤال عن شائعات حول تسميم عرفات كررها عدد من المسئولين الفلسطينيين في الايام الاخيرة، قال بارنييه انه سمع وزير الخارجية الفلسطيني نبيل شعث «يقول بكل تأكيد ان فرضية التسميم غير صحيحة»،
واضاف «لا استطيع ان اقول اي شيء غير ما قاله وزير الخارجية الفلسطيني».
واوضح متحدث باسم وزارة الدفاع الفرنسية من جهته ان القانون الفرنسي «لا ينص على التسليم التلقائي، ومن الضروري توافر طلب معلل».
واضاف ان طلب الملف الطبي يمكن ان يتم «إما لحفظه وإما لمعرفة الظروف المادية للوفاة او لمعرفة اسباب الوفاة ».
وطالب النائب الفرنسي عن باريس كلود غواسغين العضو في اتحاد الاغلبية الرئاسية الحاكم الثلاثاء بتشكيل لجنة برلمانية للتحقيق في اسباب وفاة الزعيم الفلسطيني ،
وبرر هذا الطلب بضرورة قطع الطريق على الشائعات المتعلقة بموت عرفات، موضحا ان «الغموض» الذي يحيط بظروف وفاته يمكن ان يكون «ضارا».
وقال محمود عباس رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية امس «نحن نعمل مع جميع الاطراف المعنية للحصول على تقرير كامل عن الاسباب الفعلية لمرض الرئيس ياسر عرفات والسبب المباشر الذي قاد الى وفاته.
وقد طلبنا من الاصدقاء الفرنسيين والجهاز الطبي الذي كان مسئولا عن علاجه ارسال تقرير مفصل بهذا الشأن بأسرع وقت ممكن لان ذلك هو موضوع وطني من الدرجة الاولى وخصوصا ان هذه مسئولية القيادة الفلسطينية، باعتبار ان الرئيس عرفات ليس شخصا عاديا وهو القائد والرمز للشعب الفلسطيني وليس لدينا اي شك في ان الجانب الفرنسي سيتعاون الى اقصى حد في هذا الموضوع».
في موازاة ذلك وازاء تجديد سيلفان شالوم وزير خارجية الكيان الصهيوني الليلة قبل الماضية رفض مشاركة سكان القدس الشرقية في الانتخابات الرئاسية الفلسطينية المزمعة في يناير المقبل قال الناطق باسم الخارجية الفرنسية هرفيه لادسو خلال مؤتمر صحافي «يجب ان يتمكن جميع الفلسطينيين من التصويت بمن فيهم فلسطينيو القدس الشرقية».
حالة استقطاب داخل فتح بشأن الانتخابات في غضون ذلك بدأت حالة استقطاب واضحة داخل حركة «فتح» على خلفية اختيار مرشح الحركة لانتخابات الرئاسة.
وقال ناطق باسم كتائب شهداء الاقصى طالبا عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس «لا ندعم ابو مازن» (محمود عباس) في الانتخابات الرئاسية وقررنا تأييد ترشيح مروان البرغوثي.
ونفى زكريا الزبيدي مسئول كتائب شهداء الاقصى في الضفة الغربية الجناح العسكري التابع لحركة فتح ان تكون الكتائب تعارض ترشيح ابو مازن لخلافة عرفات. وقال الزبيدي «ان كتائب الاقصى اقتصرت في بياناتها على نعي شهيد او بيان عسكري بتنفيذ عملية ، ولم تصدر بيانات سياسية».
وتابع «نحن نريد انتخابات وهذا حق الشعب الفلسطيني ، ونحن نعارض الانتخاب في ظل تواجد قوات جيش الاحتلال الاسرائيلي لانه عندها لن تكون انتخابات حرة ونزيهة ، ولن نستطيع الانتخاب».
واوضح الزبيدي «عندما ينتخب الشعب الفلسطيني رئيسه فاننا سنحترم قرار الشعب».
واثار الزبيدي تحديا جديدا باعلانه امس ان الكتائب لن تسلم أسلحتها ما لم تضمن القيادة التي ستحل محل الرئيس الراحل مواصلتها العمل على تحقيق المطالب الفلسطينية، مجملا هذه المطالب باقامة دولة فلسطينية وحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم.
وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح هاني الحسن بأن اللجنة ستعقد دورة لها بمقر الرئاسة برام الله بدءا من يوم الأحد المقبل وستستمر عدة أيام لمناقشة الانتخابات الرئاسية وقانون الانتخابات الفلسطينى ،وانه سيتم التصويت داخل اللجنة المركزية والمجلس الثوري للحركة على مرشح فتح.
لكن نبيل أبو ردينة المستشار الاعلامى للرئيس الفلسطينى الراحل قال امس ان أقوى المرشحين لمنصب رئاسة السلطة الفلسطينية هو ابومازن «إلا أن القرار الرسمى لم يتخذ بعد بشكل نهائى».
وأكد أنه حتى اللحظة لم يتم الاتفاق على المرشح لكن اجتماعات أطر فتح ستكون هى الطريق الوحيد للوصول إلى اختياره وليس صحيحا كل ما ورد عن ترشيح بعض الأخوة، فى إشارة الى عباس.
واعتبر محمد دحلان وزير الامن السابق في لقاء مع الصحافيين الليلة قبل الماضية ان ابومازن هو افضل المرشحين لخلافة عرفات لما يمثله من جسر بين الجيلين القديم والحالي من القيادات مؤكدا دعمه لترشيحه.
ودعا عضو اللجنة المركزية لحركة فتح صخر حبش امس في حديث لوكالة فرانس برس الى ضرورة الفصل بين منصب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ورئاسة السلطة الفلسطينية، معتبرا انه من الممكن ترشيح مروان البرغوثي أمين سر الحركة المعتقل في اسرائيل للمنصب.
وقال حبش «اللجنة المركزية لم تناقش مسألة ترشيح ممثل لها لانتخابات رئاسة السلطة وما زال علينا الاجتماع والتشاور لتحديد مرشح الحركة».
ورأى حبش ان «منصب رئيس منظمة التحرير اهم بكثير من منصب رئيس سلطة الحكم الذاتي وانه من الافضل ان يقوم مسئول كفء وقادر مثل ابو مازن بتخصيص جل وقته لهذا المنصب». وذكرت مصادر فلسطينية ان ابومازن طلب مساء أمس من ممثلي حركات «فتح» و «حماس» و «الجهاد الاسلامي»، وقف العمليات ضد اسرائيل خلال فترة انتقال السلطة في السلطة الفلسطينية، وذلك وفقا لما افادت به مصادر فلسطينية.
وقالت المصادر ان ممثلي الفصائل الفلسطينية، الذين التقوا عباس في وقت سابق طلبوا منه تشكيل قيادة مشتركة في السلطة، تضم مندوبين عن جميع الفصائل والتنظيمات في السلطة الفلسطينية.
وفي أول رد فعل على هذه الدعوة اعلنت كتائب فتح بأنها ستدعم هدنة لمدة 60 يوماً مع الاسرائيليين لانجاح عملية الانتخابات الرئاسية الفلسطينية شرط ان تحترمها اسرائيل.
من ناحيته اعتبر محمود الزهارالقيادي البارز في حركة المقاومة الاسلامية (حماس) امس الثلاثاء ان الانتخابات المقررة لاختيار خليفة لعرفات ستكون «مجتزأة وغير شرعية».
وقال الزهار للصحافيين قبل لقائه رئيس منظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) ان الانتخابات الرئاسية ستكون «مجتزأة وغير شرعية» وتأتي «استمرارا لاتفاقات اوسلو التي فشلت وانتهت» في اشارة الى اتفاقات الحكم الذاتي الفلسطيني الموقعة عام 1993.
واضاف الزهار «اي رئيس من جهة غير فتح لن يستطيع ان يشكل حكومة لأن البرلمان له طابع واحد وايضا هذه انتخابات في تصورنا غير شرعية لأنها تأتي استمرارا لأوسلو التي انتهت ولأن المجلس التشريعي صلاحياته انتهت والفترة الانتقالية انتهت». / انتهي/
رفضت فرنسا تسليم السلطة الفلسطينية التقرير الطبي حول ظروف مرض ووفاة الزعيم ياسر عرفات.
رمز الخبر 130997
تعليقك