منذ أن بدأ الكيان الصهيوني هجماته على قطاع غزة، بدأت الفصائل العراقية المقاومة أيضاً، في إطار دعمها للشعب الأعزل في غزة ومساندتها للمقاومة الفلسطينية، بتنفيذ عمليات بطائرات مسيرة ضد مواقع الكيان الصهيوني في مختلف أنحاء الأراضي المحتلة. وقد تصاعدت وتيرة هذه العمليات بعد اعتداء الكيان الصهيوني على لبنان واستهدافه لمراكز تابعة لحزب الله. وفي الوقت نفسه، أصدر الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية عدة تهديدات بأنهم سيردون على هذه العمليات باستهداف مواقع الفصائل المقاومة.
ومع ذلك، ورغم الجهود والتهديدات التي تبذلها كل من الولايات المتحدة والكيان الصهيوني لمحاولة فصل الفصائل العراقية المقاومة عن محور المقاومة ضد إسرائيل، أكدت المقاومة الإسلامية في العراق في الأيام الأخيرة، وبعد تنفيذ ثلاث عمليات متتالية ضد مواقع صهيونية، أنها ستكثف عملياتها ضد الأهداف الإسرائيلية في الأراضي المحتلة.
في المقابل، وكجزء من محاولة الكيان الصهيوني لترهيب العراقيين ودفع الحكومة العراقية للتصدي للفصائل المقاومة، زعمت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإسرائيلية أن إسرائيل تدرس اتخاذ إجراء عسكري ضد الفصائل الموالية لإيران في العراق للرد على عملياتها. من جهة أخرى، ادعت الولايات المتحدة أنها منعت إسرائيل حتى الآن من شن هجوم على العراق، لكنها في الوقت نفسه حذرت من أن صبر إسرائيل لن يدوم طويلاً أمام هجمات فصائل المقاومة.
وفي هذا السياق، أجرى وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، حيث زعمت وزارة الخارجية الأمريكية أن بلينكن شدد في هذا الاتصال على ضرورة أن يتجنب العراق التورط في صراع إقليمي، مؤكداً على أهمية سيطرة الحكومة العراقية على الفصائل المسلحة التي تقوم بعمليات غير مصرح بها من داخل الأراضي العراقية.
كما نقلت قناة "الحرة" الأمريكية رسالة تهديدية عن "دوغلاس أوليفانت"، الباحث البارز في معهد "نيو أمريكا" والمدير السابق لبرنامج العراق في مجلس الأمن القومي الأمريكي، الذي قال إن العراق أصبح جزءًا من نزاع إقليمي بسبب عدم قدرة الحكومة المركزية على ضبط الفصائل الموالية لإيران، وأن الولايات المتحدة لا تستطيع كبح جماح إسرائيل أو منعها من الرد. وأكد أن على الحكومة العراقية السيطرة على جميع مقار وتجمعات هذه الفصائل لتجنب دخول العراق في نزاع إقليمي.
وفي ظل هذه الظروف، يبدو أن آفاق عمليات الفصائل العراقية المقاومة تعتمد بشكل كبير على تصرفات الكيان الصهيوني في قطاع غزة ولبنان. بمعنى آخر، طالما استمر هذا الكيان في هجماته الوحشية ضد الشعب الأعزل في غزة والمناطق المدنية في لبنان، فمن غير المرجح أن تتوقف عمليات الفصائل العراقية، باعتبارها جزءاً من محور المقاومة. ومن ناحية أخرى، فإن السيطرة على الكيان الصهيوني والحكومة المتطرفة التي تحكم حالياً في الأراضي المحتلة تقع بيد الأمريكيين، والذين لم يتخذوا أي إجراء في عهد إدارة بايدن. والآن يبقى أن نرى ما سيفعله الرئيس المنتخب (دونالد ترامب)، الذي وعد بإنهاء الحروب، والذي يعلّق البعض عليه الآمال في هذا الشأن.
/انتهى/
تعليقك