٣٠‏/٠١‏/٢٠٠٥، ٧:٢٥ م

إغلاق مراكز الاقتراع في العراق

نسبة المشاركة في انتخابات العراق بلغت 72%

في يوم تاريخي انتظره العراقيون على مدى عقود طويلة أغلقت مراكز الاقتراع اليوم الأحد hلتي تدفق إليها العراقيون رغم التهديدات الارهابية التي حصدت في يوم الانتخاب نحو 36 عراقيا، وأعلن مراقبو الانتخابات أن "تجاوزات قليلة جدا" شهدتها الانتخابات التي بلغت نسبة المشاركة فيها 72% من الناخبين المسجلين.

ونقلت وكالة مهر للانباء عن وكالة الصحافة الفرنسية ان مراكز الاقتراع اغلقت في الساعة 17,00 بالتوقيت المحلي (14.00 ت غ) اليوم الاحد في كل مناطق العراق غير انه سيسمح للناخبين الموجودين فيها بالادلاء بأصواتهم, على ما اعلن احد اعضاء المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق. وقال فريد ايار "لن تغلق ابواب المكاتب الى ان يتمكن كل الاشخاص الواقفين في صفوف الانتظار من الادلاء باصواتهم".

إلى ذلك، أعلنت الهيئة التي تشرف على نحو عشرة آلاف مراقب عراقي مستقل للانتخابات قبيل اغلاق مكاتب الاقتراع ان هذه الانتخابات الاولى التي تجري في العراق بمشاركة احزاب عدة منذ اكثر من خمسين عاما لم تشهد سوى "تجاوزات قليلة جدا". وقال الناطق باسم منظمة "عين" التي نشرت عشرة الاف مراقب في مجمل المناطق العراقية للصحافيين "ان مراقبينا لاحظوا بصورة عامة ان الانتخابات جرت بشكل ممتاز ولم تشهد سوى القليل من اعمال العنف والمخالفات".
من جهتها، أعلنت وزارة الداخلية العراقية ان حصيلة قتلى الانتخابات بلغت 36 شخصا بينهم 30 مدنيا وستة من الشرطة في حين اصيب 96 شخصا بجروح في اعمال عنف رافقت عمليات الاقتراع اليوم الاحد.
وقال مصدر في الوزارة ان "عدد القتلى بلغ 36 شخصا بينهم 30 مدنيا وستة من الشرطة في حين أصيب 96 آخرون بجروح بينهم 83 مدنيا و13 شرطيا". والحصيلة لا تضم الانتحاريين.
واضاف المصدر ان "رجال الامن اوقفوا 26 مشتبها بهم بينهم 3 مصريين و26 عراقيا".  وقد اعلن وزير الداخلية فلاح النقيب اليوم ان اعمال العنف التي وقعت اليوم كانت اقل بكثير مما كانت تتوقعه الاجهزة الامنية.
من ناحية أخرى، أعلن مسؤول في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق ان نسبة المشاركة في الانتخابات على صعيد البلاد بلغت 72% من الناخبين المسجلين، وذلك قبل ساعة ونصف الساعة من الموعد المحدد لإغلاق مراكز التصويت.
وقال عادل اللامي عضو المفوضية في مؤتمر صحافي ان 72% من الناخبين المسجلين أدلوا بأصواتهم في اول انتخابات تعددية في البلاد منذ أكثر من نصف قرن.
و بدأ العراقيون يصوتون اليوم الأحد في عملية اقتراع تاريخية وسط أجواء من الخوف بسبب الاعتداءات التي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 19 شخصا، وفي حين كان الإقبال كبيرا في صفوف الشيعة والأكراد فان مراكز الاقتراع في بعض المناطق السنية كانت مغلقة أو خالية.
  وفي الساعات التي تلت فتح مراكز الاقتراع عند الساعة السابعة (الساعة الرابعة ت.غ.)، كان العنف الذي توعدت به الجماعات الارهابية وكانت تخشاه القوات الاميركية والحكومة العراقية على الموعد. فقد تعرضت بغداد وعدة مدن سنية مجاورة لعمليات انتحارية، وهجمات دامية.
ومنذ الساعات الأولى للاقتراع تهافت الناخبون الى مراكز الاقتراع في المناطق الشيعية في وسط البلاد وجنوبها وفي كردستان العراق في الشمال. لكن في مدن "مثلث الموت" ومناطق سنية أخرى، بقيت مراكز التصويت مقفلة او شبه خالية.
ولم تشهد الرمادي كبرى مدن محافظة الانبار الشاسعة التي تقع غرب بغداد اية عمليات اقتراع في حين ادلى عشرات الناخبين باصواتهم في مراكز الاقتراع في الفلوجة بعد مرور شهرين على العملية العسكرية التي تعرضت لها هذه المدينة السنية.
ودعي نحو 14,2 مليون ناخب الى التصويت في اول انتخابات تعددية يشهدها العراق منذ 1953. ويمكن للناخبين الإدلاء بأصواتهم في 5159 مركز اقتراع تفتح أبوابها على مدى عشر ساعات. ويشارك 17 الف مرشح و223 لائحة في ثلاث عمليات اقتراع. وفي اطار انتخابات الجمعية الوطنية الانتقالية التي تضم 275 مقعدا التي ستكون مكلفة خصوصا صياغة الدستور يمكن للناخبين الاختيار بين 111 لائحة و7761 مرشحا.
وينبغي على الناخبين ايضا اختيار 41 عضوا في كل من مجالس المحافظات السبع عشرة و51 عضوا في مجلس بغداد. كما ينبغي على الناخبين الأكراد ان يختاروا 111 نائبا في المجلس الوطني لكردستان. وتخوض هذه الانتخابات 13 لائحة.
ووقعت اول عملية انتحارية في بغداد بعد ساعة على بدء الاقتراع مما ادى الى مقتل شخص فضلا عن منفذ الهجوم وجرح اربعة آخرين. وادى سقوط قذيفة على مركز اقتراع في مدينة الصدر الشيعية احدى ضواحي بغداد الى مقتل اربعة اشخاص والى جرح سبعة آخرين. وادى سقوط قذيفة في بلد شمال بغداد الى سقوط قتيلين وجرح اربعة آخرين.
وادت عملية انتحارية ثانية في بغداد الى مقتل تسعة اشخاص هم سبعة مدنيين وشرطيان فضلا عن الانتحاري والى جرح 12. ونفذت عملية انتحارية ثالثة داخل مركز اقتراع في بغداد مما ادى الى مقتل شرطيين اثنين على ما افاد مصدر في وزارة الداخلية.
كما اعلنت وزارة الداخلية العراقية ان انتحاريا فجر نفسه امام منزل وزير العدل مالك دوهان الحسن قبل ظهر اليوم الاحد في بغداد, مما ادى الى مقتل حارس الى جانب منفذ العملية.
من جهته قال الجيش الاميركي ان تسع عمليات انتحارية وقعت في منطقة بغداد في يوم الانتخابات لكن في معظم الحالات نجحت الشرطة العراقية في منع المهاجمين من الوصول الى مراكز الاقتراع.
وهزت انفجارات ايضا كلا من بعقوبة التي تشهد نشاطات للجماعات المسلحة على بعد 60 كيلومترا شمال العاصمة فضلا عن الموصل شمال بغداد. وفي البصرة عاصمة جنوب العراق التي تسكنها غالبية شيعية سقطت قذيفة هاون قرب مركز اقتراع من دون ان تسفر عن اصابات في حين اطلقت قذائف هاون في كركوك التي تسكنها عدة قوميات في الشمال, على قاعدة اميركية قبيل بدء الاقتراع.
وكان الرئيس العراقي غازي الياور اول شخصية سياسة تدلي بصوتها في مركز خاص اقيم داخل المنطقة الخضراء التي تضم مقار الحكومة وسفارة الولايات المتحدة في وسط بغداد وتخضع لاجراءات امنية صارمة للغاية. وقال الياور للصحافيين ان الانتخابات "خطوة اولى نحو اقامة دولة ديموقراطية", داعيا العراقيين الى "التصويت من اجل العراق لان هذا حق من حقوقهم".
وفي المناطق الشيعية تهافت آلاف الناخبين امام مراكز الاقتراع منها مدينة النجف المقدسة على بعد 160 كيلومترا جنوب بغداد حيث رفع احد الناخبين بفخر كبير يده التي تظهر عليها علامة الحبر الذي لا يمحى التي تثبت انه صوت موضحا "هذا وشم شرف".
وحث الزعماء الروحيون والسياسيون من الطائفة الشيعية التي شكل غالبية في العراق, الناخبين الشيعة على التصويت  كذلك فعل الاكراد. اما السنة الذين هيمنوا على الحياة السياسية في العراق المعاصر فتمت دعوتهم الى مقاطعة لانتخابات وانسحب الحزب الاسلامي العراقي الحزب السني الرئيسي في البلاد, من الانتخابات.
وكان الناخبون كثرا في منطقة كردستان وقد عمت اجواء من الفرح مدينة اربيل حيث قالت الناخبة بينا محمد (30 عاما) "عبر التصويت سيكون المستقبل افضل"./انتهى/

رمز الخبر 153387

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha