سامي مجدي- رغم مرور نحو 14 سنة، إلا أن الجدل لم يسدل عنه الستار بعد بشأن تورط مسؤولين سعوديين في تمويل أكبر هجوم إرهابي عرفه التاريخ الحديث. ففي الوقت الراهن تواجه إدارة الرئيس باراك أوباما ضغوطا متجددة للإفراج عن تقرير سري للغاية يزعم أنه يظهر أن السعودية ساعدت بشكل مباشر في تمويل هجمات 11 سبتمبر 2001.
ويطالب السيناتور راند بول، الجموري الليبرالي عن ولاية كنتاكي، أوباما بالكشف عن الصفحات الثمانية والعشرين التي انتزعت من تقرير مجلس الشيوخ في 2002، عن هجمات 11 سبتمبر.
وتعهد بول بطرح مشروع قانون في مجلس الشيوخ يطالب الرئيس الأمريكي بالكشف عن تلك الصفحات المنزوعة.
وحجبت الصفحات بأوامر من الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن، ما أدى إلى تكهنات بأنها تؤكد تورط السعودية في الهجمات وكان البيت الأبيض قال في يناير إنه يراجع الملف. لكنه لم يحدد جدولا زمنيا لنتائج المراجعة.
وقال جوش ارنست باسم البيت الأبيض إن الاستخبارات الأمريكية بدأت العام الماضي في إعادة تقييم قرار الإفراج عن القسم السري في التقرير بناء على طلب الكونجرس دون أن تقدم موعدا محددا لذلك.
وتابع "الولايات المتحدة والسعودية العربية تمتلكان علاقات قوية في مجال محاربة الإرهاب وكلاهما يمثل كلمة مفتاحية في تلك العلاقة الاستراتيجية''.
شهادة زكريا موسوي
جاء تحرك البيت الأبيض بعد شهادة أدلى بها زكريا موسوي عضو تنظيم القاعدة المعتقل في الولايات المتحدة والتي زعم فيها أن شخصيات سعودية كبيرة كانت تمولهم في أواخر تسعينات القرن الماضي وهو ما أنكره المسؤولون السعوديون.
وجاءت ادعاءات موسوي خلال شهادة أدلى بها لمحامين في اكتوبر في إطار التحقيق بشأن شكوى ضد السعودية، تقدمت بها في نيويورك عائلات ضحايا اعتداءات 11 سبتمبر.
وقال موسوي إن داعمي القاعدة من الشخصيات السعودية الذين كانوا في وقت بن لادن بينهم مسؤولين سعوديين رسميين مثل الأمير تركي الفيصل الذي كان يشغل رئيس جهاز الاستخبارات السعودي سابقا.
وجاءت ادعاءات موسوي خلال شهادة أدلى بها لمحامين في اكتوبر 2014 في إطار التحقيق بشأن شكوى ضد السعودية، تقدمت بها في نيويورك عائلات ضحايا اعتداءات 11 سبتمبر.
ويتضمن المدعون عائلات 3000 شخص قتلوا خلال الهجمات، وشركات تأمين قامت بتغطية خسائر تكبدها اصحاب المباني ومؤسسات الأعمال.
وتزعم أسر ضحايا هجمات 11 سبتمبر2001 أن السعودية ومؤسسة خيرية تابعة للحكومة قدمتا دعماً مالياً لتنظيم القاعدة ساعدته على تنفيذ الهجمات.
ووفقا لبوب غرهام، السيناتور السابق الذي ترأس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأمريكية وقت كتابة التقرير، فإن الصفحات المنزوعة من التقرير تظهر أن السعودية كانت "الممول الرئيس" للهجمات.
أكد غرهام في فبراير 2012 أنه ''مقتنع بأن هناك خط مباشر بين بعض الإرهابيين الذين نفذوا الهجمات وبين السلطات السعودية.
كما أفاد سيناتور ديمقراطي آخر هو بوب كيري والذي كان عضوا في لجنة 11 سبتمبر، بأن ''هناك أسئلة هامة لم يجاب عليها''، حول دور المؤسسات السعودية، موضحا أن هناك ''دليل متعلق بتورط واضح لعملاء السلطات السعودية في هجمات سبتمبر لم يتم متابعته والسعي وراءه''.
ورفض المحامون عن الجهات السعودية في القضية الإدلاء بأي تصريحات حول تأكيدات عضوا الكونجرس السابقين. ونقلت وسائل الإعلام الأمريكية عن محام أمريكي يدعى كايكل ك. كيلوج، وهو ضمن فريق الدفاع، قوله ''القضية الآن لدى المحكمة.. لا أستطيع قول أي شيء''.
كما أن السفارة السعودية في الولايات المتحدة والتي طالما أنكرت أي اتصال بالهجمات، رفضت الرد على طلب بالتعليق على القضية وتأكيدات عضوا الكونجرس السابقين.
خطاب عائلات الضحايا
وطالبت عائلات ضحايا الهجمات – في خطاب إلى المحكمة الفيدرالية في نيويورك – بأن يتم إعادة النظر في ''براءة'' المملكة السعودية واللجنة السعودية العليا من أي علاقة بهجمات سبتمبر، واستند الخطاب على الإفادات التي تقدم بها عضوا الكونجرس، والذين كان لهما دورا بارزا خلال التحقيقات التي أجرتها الحكومة الأمريكية حول 11 سبتمبر.
كما حثت عائلات الضحايا في الخطاب المحكمة الفيدرالية في نيويورك بأن يتم التحقيق في ما إن كان هناك أي اتصال بين السعودية ولجنتها العليا وبين تنظيم القاعدة وهجمات سبتمبر.
وكان أكثر من 6 آلاف من أقارب ضحايا سبتمبر قد أسسوا اتحادا عُرف ب Families United to Bankrupt Terrorism، أقاموا من خلاله دعاوى قضائية ضد هؤلاء الذين قدموا الدعم والتمويل لهجمات سبتمبر.
يذكر أن سعوديا يدعى عبد العزيز الحاج (38 سنة) ويعمل في فرع شركة ''أرامكو'' السعودية في لندن، اتهم بأنه كان على علاقة ببعض خاطفي طائرات 11 سبتمبر.
وقالت صحيفة دايلي ميل البريطانية في تقرير لها ي أن ثلاثة من خاطفي طائرات 11 سبتمبر زاروا عبد العزيز الحاج قبل الهجمات بعدة أشهر في منزله بمدينة سارسوتا في ولاية جورجيا الأمريكية.
وذكر تقرير الصحفيةأن محمد عطا (المصري الجنسية)، قائد الهجمات، والذي كان على متن طائرة أمريكان إيرلينز (الرحلة رقم 11) وارتطمت بالبرج الشمالي لمركز التجارة، كان من ضمن الذين زاروا عبد العزيز الحاج، في منزله، إضافة إلى مروان الشحي، قائد طائرة يونايتد إير لينز (الرحلة رقم 175) وارتطم بها في البرج الجنوبي لمركز التجارة، وزياد الجراح قائد طائرة يونايتد إيرلينز (الرحلة رقم 93) وسقطت في مزرعة في بنسلفينيا.
وقال التقرير إن عبد العزيز الحاج الذي يعيش حاليا في لندن نفى، في سالة إلكترونية بعث بها إلى ديلي ميل، أي علاقة له ب ''هؤلاء الشريرين المجرمين ولا بهذه الجريمة''.
وأشار في رسالته إلى أن 11/9 جريمة ليس ضد الولايات المتحدة فحسب بل ضد الإنسانية كلها، وأنه حزين ومكتئب بسبب تلك الادعاءات، على حد قوله./انتهى/
تعليقك