٢٣‏/٠٦‏/٢٠١٥، ٥:٥١ م

تحليل سياسي

تواجد ايران في مركز صنع القرار الاروبي ، حدث خاص ورسائل للعالم

تواجد ايران في مركز صنع القرار الاروبي ، حدث خاص ورسائل  للعالم

عبدالحميد بياتي*- عقد وزير خارجية الجمهورية الاسلامية الايرانية في لوكسمبورغ محادثات امس الاثنين مع منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي ووزراء خارجية بريطانيا وفرنسا والمانيا ، وهو حدث غير مسبوق بالنسبة للدبلوماسية الايرانية خلال العقد الاخير على الاقل.

فنظرة الى قائمة وزراء الخارجية الذين اجرى وزير الخارجية الايراني محادثات معهم , تبين اهمية هذه المحادثات التي جرت في لوكمسبورغ , فالمانيا وفرنسا وبريطانيا ثلاث دول مهمة في الاتحاد الاوروبي وان القرارات الاساسية للاتحاد الاوروبي تتخذ بمشاركة هذه الدول.
ان التواجد في مقر عقد اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي تم في الوقت الذي كانت فيه الدول الاوروبية تنتهج سياسة فرض العزلة على ايران قبل بدء الجولة الجديدة من المفاوضات النووية والذي ادى الى اتفاق جنيف ومن مواصلة المفاوضات للتوصل الى اتفاق نووي شامل.
وفضلا عن اللقاءات التي جرت امس الاثنين فقد بقي اسبوع على انتهاء المهلة المحددة للتوصل الى الاتفاق النووي الشامل بين ايران ومجموعة 5+1 , وبما ان بريطانيا وفرنسا والمانيا تشارك في هذه المفاوضات, فان اجراء محادثات وزراء خارجية الدول الاوروبية الثلاث مع اعلى مسؤول دبلوماسي ايراني تنطوي على عدة نقاط.
فمن جهة تدل هذه اللقاءات على اذابة الجليد تدريجيا في العلاقات بين ايران واوروبا , فايران بدخولها عملية المفاوضات لتسوية الملف النووي  اثبتت حسن نواياها , وبينما لم تتوصل المفاوضات الى النتيجة المتوخاة بسبب العراقيل والمطالب المفرطة للطرف الآخر , فمن المؤكد لا يوجد احد ينكر حسن نوايا ايران في هذه المفاوضات.
ومن جهة اخرى فان الزيارات المتعددة التي قام بها مسؤولون سياسيون واقتصاديون اوروبيون الى ايران بعد اتفاق جنيف وتلهفهم لعقد اتفاقيات اقتصادية وتجارية مع ايران , تبين رغبة الاوروبيين القوية لاقامة علاقات مع ايران , وهذا من شأنه ان يؤدي الى ايجاد أداة ضغط على امريكا , لان تحسين علاقات ايران مع القارة الخضراء سيحفز امريكا ايضا على تحسين علاقاتها مع طهران.
فتطوير العلاقات مع اوروبا والتواجد في مركز اتخاذ القرار الرئيسي في هذه القارة من شأنه ان تعزيز قدرة ايران في المفاوضات النووية, وبعبارة اخرى فان ايران بتنمية علاقاتها مع الدول الاوروبية اثبتت افشل السياسات الامريكية في فرض العزلة على طهران.

واضافة الى ذلك ونظرا الى قرب انتهاء المهلة المحددة للتوصل الى اتفاق نووي شامل , يبدو ان المحادثات التي جرت في لوكسمبورغ كانت بالغة الاهمية اكثر مما كان متوقعا , وعلى اي حال فان مشاركة الدول الاوروبية الثلاث بريطانيا وفرنسا والمانيا والاتحاد الاوروبي في هذه المفاوضات وتبديد انعدام الثقة لديهم حيال البرنامج النووي الايراني , وزيادة اطمئنانهم حول حسن نوايا الجانب الايراني , من شأنها تمهيد الطريق للتوصال الى اتفاق شامل./انتهى/

            

رمز الخبر 1856060

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha