وكالة مهر للأنباء- هناك فكرة مشتركة في أزمات واضطرابات وإنفجارات أفغانستان الأخيرة وهي التنافس الموجود بين "داعش" و"طالبان" من أجل قيادة المجموعات الإرهابية.
بعد الإعلان عن نبأ موت "ملا عمر" زعيم طالبان، حاولت القيادات الجديدة في طالبان والتي لم تعد تتمتع بوحدتها السابقة أن تُقدم نفسها بأنها المحور الرئيسي للمجموعات الإرهابية من جهة، ومن جهة أخرى تحاول "داعش" أن تُظهر طالبان على أنها ضعيفة وتُقدم نفسها المركز الرئيسي لتلك المجموعات الإرهابية.
هدفهما كلاهما هو استقطاب المجموعات الأخرى إليهما، لكي تتمكنا من تنفيذ الخطة التي رسمها "بن لادن" للقاعدة و"ملا عمر" لطالبان. وإن استعراض القوة في مجالات مختلفة خاصة في المجال الأمني هو من الاستراتيجيات الجديدة لقادة طالبان وداعش اللتان تبرزان تلك القدرة عبر الهجمات الإرهابية والتفجيرات الدامية.
قضية التنافس بين "طالبان" و"داعش" من أجل قيادة المجموعات الإرهابية ترجمت بعد موت "ملا عمر" عبر التفجيرات الإرهابية التي تشير إلى أن "طالبان" و"القاعدة" و"داعش" كسائر المجموعات الإرهابية الأخرى تم ايجادها وتقويتها عبر الاستخبارات البريطانية.
ومن اللافت ان احتلال أمريكا لأفغانستان عام 2001 كان بتحريض من بريطانيا. فلم تُقدم خلال 14 عاماً على عدم تدريب الجيش الأفغاني فحسب، بل حالت دون حصوله على السلاح من أي قوة أخرى.
وتشير بعض الوثائق إلى أن المناطق التي كانت تخضع لسيطرة القوات البريطانية في "هلمند" وغيرها، تنشط فيها طالبان بحرية وإن القوات البريطانية ساعدت على زيادة انتاج المخدرات في تلك المنطقة وجعلتها على ارتباط مع الأسواق العالمية.
ومن خلال تلك الظروف يذعن العالم أجمع بأن بريطانيا هي السبب الرئيسي في أزمات أفغانستان التي تخفي نفسها خلف قناع الولايات المتحدة وطالبان والقاعدة والآن داعش.
وبالتزامن مع حدوث التفجيرات في كابل تسعى الولايات المتحدة إلى زيادة تواجدها العسكري في هذا البلد حيث أعلن الجيش الأمريكي عن ارسال 2550جندي ليحل محل القوات الأفغانية حتى نهاية الصيف الجاري. يظهر هذا الإعلان دور الغرب في إفتعال الأزمات في هذا البلد بغية التواجد العسكري هناك.
إن الدول الغربية تُقدم نفسها المنقذ عبر اظهار المنطقة على أنها مضطربة وضعيفة فتوجه نفسها عسكرياً إلى المنطقة.
وبالنظر إلى ما ذُكر يمكن القول إن مجمل الإضطرابات في الأيام الأخيرة في بلدان المنطقة يظهر شيئا واحداً وهو مدى النفاق الذي يمارسه الغرب تحت ذريعة انقاذ المنطقة من الأضطرابات، لأن تواجدهم لم يساعد أبداً بعودة الأمن والهدوء.
إن افغانستان تعاني منذ 14 عاماً من تواجد قوات أجنبية بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا اللتان تدعيان محاربة الإرهاب، وفي سوريا والعراق أيضاً ادعت الولايات المتحدة وبريطانيا تشكيل تحالف لمحاربة داعش وأنها قامت بشن هجمات على التنظيم.
وهذا الأمر يشير إلى أن العلاقات مع الولايات المتحدة أو بريطانيا أو الالتحاق بتحالفات أمنية تتواجد فيها تلك الدول لن يوفر الأمن لأي دولة كما هو الحال في افغانستان فإن بريطانيا والولايات المتحدة لم توفران لها خلال 14عاماً سوى الدمار. فما الذي ينتظر أفغانستان من ذلك التصعيد؟ وإلى ماذا تهدف أمريكا من تمسكها بإفغانستان؟
تعليقك